مواضيع اليوم

هـل الشـباب المـغربي فـي حاجـة إلـى حـزب سـياسـي؟

ayoub rafik

2009-07-30 15:13:56

0

 

وأنا أتجول داخل الشبكة العنكبوتية استوقفتني إحدى المواقع الإليكترونية وبالضبط تلك الدعوة التي تحث الشباب المغربي على التنظيم
والتكتل قصد مواجهة الوضع المزري والمتمثل حسب الدعوة دائما في تنامي ظاهرة البطالة بالخصوص. غير أن المثير في هذا كله هو أن أصحاب الموقع إنما يدعون فئة الشباب إلى إنشاء حزب سياسي لحل تلك المشاكل. وإذا كانت كل المبررات لا يجادل فيها أحد أي كون الشاب المغربي يعاني التهميش والاضطهاد والبطالة فإن الأمر لن يصل إلى درجة الدعوة إلى تأسيس حزب سياسي شبابي لأن أسئلة كثيرة تطرح في هذا الأمر من قبيل:
-هل فقط فئة الشباب هي المحرومة والمهضومة الحقوق في هذا البلد السعيد؟
-أي موقع للفئات العمرية الأخرى (أطفال،نساء،شيوخ) ضمن البرنامج السياسي للحزب المفترض؟
-إذا افترضنا أن مرحلة الشباب هي ما بين سن 17 و 38 سنة فما مصير مناضلي هذا الحزب إذا تجاوزوا سن 38، هل سيبحثون عن حزب آخر يأويهم؟
ويضيف أصحاب الموقع المذكور أن من أسباب بطالة الشباب هو ضعف الأحزاب القائمة التي تحولت إلى"مقاولات تجارية" للحصول على مقاعد داخل البرلمان والحقائب الوزارية داخل الحكومة.
إن قيام الأحزاب السياسية يتمثل في أمرين أساسيين تأطير المواطن وتربيته على خدمة وطنه إضافة إلى المشاركة في تداول السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية. والأحزاب التي تخرج عن هذين الإطارين (إطار تأطيري و إطار سياسي) إنما تفرد خارج السرب ومشكلة الشباب اليوم ليست سياسية فحسب بل هي ذات بنية معقدة ذو بعد سياسي ثقافي.فنضالهم من أجل انتزاع الحقوق لن يكون له موقع على الساحة السياسية إلا إذا انطلق من داخل المؤسسات القائمة (الأحزاب،النقابات،الجمعيات...) عبر الانخراط فيها وصولا إلى تنقيتها من المحسوبية والتزوير اللذان ينخران كيانها ويؤديان إلى الإصابة "بانفلوانزا" الانشقاقات
إننا لسنا في حاجة إلى رقم جديد ينضاف إلى لائحة الأحزاب التي تكاد تختلط عليك أسماؤها ورموزها والتي قد لا تعبر في كثير من الأحيان على توجه الحزب.
وشباب المغرب اليوم أمام تحدي صناعة المستقبل عبر الحضور الفعلي في مؤسسات البلد لمواجهة أطروحات التخريب الأخلاقي والتغريب الفكري والتهجين اللغوي التي ما فتأت تطبل لها وسائل إعلامنا.
إن شرف تمثيل المواطن والسهر على صيانة المصالح العامة للوطن أمر ليس بالهين ويحتاج إلى رجال شرفاء يحملون هم الأمة يدينون بدينها وينطقون بلسانها لا من يبيعون شرفها وكرامتها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات