من يراقب السوق المحلية والاراضي الزراعية العراقية والقرى والارياف يجد تخلفاً واضحاً في الواقع الزراعي والثروة الحيوانية قياساً بالدول الأخرى وقياساً بتاريخ العراق الزراعي وما يمتلكه من مقوّمات مادية وقدرات علمية وخبرات ، (بلادي اليوم) تحاور بعض المواطنين ممن لهم تماس مباشر مع المشكلة في هذا التحقيق لتلقي الضوء على واقع هذا القطاع المهم والحيوي.المهندس الزراعي علي شاكر سعدون يؤشر الخراب الزراعي منذ الثمانينيات أي بداية الحرب العراقية الايرانية اذ يقول: في الثمانينيات حوّل النظام السابق الجهد الانساني المنتج الى جهد عسكري ليغذي حروبه لغرض نقل الفشل السياسي والمطالب الديمقراطية باتجاه اوهام وجود العدو الخارجي وزجّ بالفئات الكادحة من فلاحين وعمال بمحرقة الحرب، وهكذا حمل ابناء الفلاحين السلاح بدلا من المعول ،ورابطوا خلف السواتر الترابية لينتظروا الموت أو العوق أو الاسر بدلا من ان يعملوا ويزدادوا خبرة في أراضيهم ليطوروا الزراعة والري وزيادة انتاج الثروة الحيوانية ،ومنهم من هرب من الخدمة ليختبئ في الأهوار بين القصب، لكنه لاحقه بأجهزته القمعية ليجتث القصب ويخرب الأهوار ويجففها ويدمر أكبر المحميات الطبيعية للطيور والاسماك والابقار ويجهز على ثروة حيوانية مهمة كانت مصدراً ضرورياً للغذاء، لينشب الفقر والحرمان مخالبه في أكبر شريحة عراقية ليحولهم الى مقاتلين جائعين معدمين ناقمين يائسين، ثم تحل مرحلة التسعينيات والحصار الذي استهدف العمال والكادحين، ليتحوّل الفلاحون المنتجون للغلة الى معتمدين ايضا على الحصة التموينية التي تقررها الأمم المتحدة، وكم هو مؤلم ان يتحوّل صاحب الثروة والمنتج الى مستجدٍ. "فيصل باهض" أحد فلاحي الجنوب من مدينة العمارة ناحية السلام يقول: لقد فقدنا مساحات واسعة من الاراضي التي كانت صالحة للزراعة فقد زحفت عليها الملوحة لتحولها الى ارض (سبخة)وتقلصت الغلة الزراعية، انظر الى الطريق خلال سفرك بين بغداد والعمارة، ستجده موحشاً مقفراً، كان هذا الطريق أخضر في الستينيات والسبعينيات، ولقد غيّر الكثير من الفلاحين مهنة الزراعة بدلا من تطويرها وبعض ابنائهم يسعى بكل الوسائل ليحصل على أية وظيفة في الدولة، لان هذه المهنة لم تعد ذات أهمية، ولقد اعتمد النظام السابق علينا في توفير الحصص المهمة للبطاقة التموينية ليشتريها منا بأسعار معقولة ويبدو ان الحكومة الحالية لا يهمها أمرنا، اذ اعتمدت في سد حاجة الناس على المستورد فقط. "كريم صاحب" مدرس تاريخ يذهب الى عمق التاريخ فيقول:
ولمتابعة الموضوع أنقر على الرابط التالي :
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=5791
التعليقات (0)