هستيريا تصيب أعضاء في الكنيست بسبب كلمة زعبي .. ومحاولة الاعتداء عليها .. (صور وفيديو)
2010-06-03
القدس توك - شهد الكنيست مساء الاربعاء عاصفة من النقاش تعرض خلالها الأعضاء العرب لمحاولة الاعتداء الجسدي، والشتائم والطرد، فيما تتواصل العاصفة السياسية الناجمة عن المجزرة “الإسرائيلية” بحق أسطول الحرية بعرض البحر .
وشن أعضاء اليمين في الكنيست حملة غير مسبوقة على عضو التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي لمشاركتها في “أسطول الحرية” ودعوا لمحاكمتها وطردها لغزة متهمين إياها بالخيانة وبحصان طروادة .
ودعا عضو الكنيست يوحنان بلسنر (كاديما) زعبي الذهاب لقطاع غزة لمدة أسبوع كي “نراك كيف تناضلين هناك من أجل المرأة وحقوق الإنسان” .
وذهب عضو الكنيست آرييه إلداد (الاتحاد القومي) للقول بأكثر صراحة “العرب في “إسرائيل” هم أعداء الدولة، هذه دولة يهودية ومن لا يعجبه فليرحل ويشرب بحر غزة” .
وفي ما يشبه الهستيريا حملت عضو الكنيست ميري ريجف (ليكود) على زعبي واتهمتها بالمشاركة ب “جريمة مزدوجة” والتواصل مع “إرهابيين وشتمتها بالعربية ودعت لمقاضاتها واتهمتها بالطابور الخامس .
وسرعان ما شهد الكنيست نقاشا عاصفا كاد أن ينتهي باشتباك بالأيدي خلال تداول موضوع المجزرة، إذ هاجمت أنستاسيا ميخائيلي (“إسرائيل” بيتنا) حنين وحاولت منعها من التحدث فنشبت مشادة وسادت حالة من الفوضى استدعت وقف التداول .
وكانت زعبي تعرضت لمحاولة اعتداء جسماني من بعض أعضاء الكنيست اليهود ما دفع رئيس كتلتها النائب جمال زحالقة للتدخل وحمايتها بجسده .
وقال النائب محمد بركة رئيس الجيهة الديمقراطية للسلام والمساواة إن التصرف العنصري لرئيس جلسة الكنيست برز من خلال إفساحه المجال للنواب العنصريين من مختلف الكتل الصهيونية والأصولية لمقاطعة أعضاء الكنيست العرب، مقابل إخراج محمد بركة وجمال زحالقة وطلب الصانع خلال تصديهم لأعضاء الكنيست العنصريين .
واتهم بركة رئيسي القراصنة بنيامين نتنياهو وايهود براك بالهرب من النقاش في الكنيست وحمل المستوى السياسي مسؤولية الجريمة وقال إنها كانت عملية مبيتة معروفة النتائج سلفاً .
ودعا جمال زحالقة لإطلاق سراح المختطفين وقادة فلسطينيي الداخل، وأكد أن زعبي قامت بواجبها الإنساني والسياسي .
ويستعد فلسطينيو الداخل للقيام بمظاهرة جماهيرية كبيرة ووحدوية في الناصرة غدا الجمعة احتجاجا على المجزرة وعلى تمديد اعتقال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد زيدان والشيخين رائد صلاح وحماد أبو دعابس رئيسي الحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي والناشطة لبنى مصاروة لمدة أسبوع .
وأكد الأديب اليهودي البارز عاموس عوز أن المجزرة تصنع من “إسرائيل” دولة مصابة بالجذام في العالم على غرار جنوب إفريقيا التاريخية ليس نتيجة اللا سامية فحسب بل نتيجة البلطجة .
وقال موقع عرب 48 ان جلسة الكنيست الأربعاء كانت جلسة غير مسبوقة في تاريخ البرلمان الاسرائيلي واعتبرها المراقبون أكثر جلسة عاصفة في تاريخ الكنيست الإسرائيلي.
فقد شارك أعضاء الكنيست من غالبية الكتل البرلمانية، بينهم كل نواب "كاديما" و "العمل" و "الليكود"، بالتحريض على النائبة زعبي بعد مشاركتها في أسطول الحرية وأطاحوا بها عبارات "ارهابية"، "خائنة"، "حصان طرواده" و"سافكة دماء"، ودعوا إلى طردها من الكنيست ومن البلاد، وجرت محاولات عديدة من قبل أعضاء الكنيست للإعتداء عليها، حيث صعدت النائبة انستاسيا ميخائيلي المنصة عند إلقاء النائبة زعبي كلمتها واختطفت الميكروفون، وبدأت تزعق وحاولت بعدها الاعتداء عليها.
وحاول عدد من أعضاء "كاديما" و "الليكود" الأعتداء على النائبة زعبي وهي في طريقها إلى المنصة وبعد نزولها عنها، ورافقوه بالزعيق والصراخ وبالشتائم والكلمات النابية، وقام حراس الكنيست بمنع أعضاء الكنيست من الأعتداء الجسدي على النائبة حنين زعبي، واستمر هؤلاء بمحاولات الإقتراب من زعبي للاعتداء عليها.
ومن بين التصريحات شديدة اللهجة وغير المسبوقة في البرلمان الاسرائيلي، قالت النائبة ميري ريجيب التي كانت قد طالبت من المستشار القضائي إعتقال النائبة زعبي فور عودتها الى البلاد، قالت ان النائبة زعبي "شريكة في الجريمة المضاعفة: مشاركتها "الارهابيين" في الاسطول وجريمة اخلاقية ضد اسرائيل...لسنا بحاجة الى حصان طروادة في الكنيست.
كما توجهت للنائبة زعبي بالعربية "روحي الى غزة يا خائنة". أما النائب يسرائيل حاسون فقال ان النائبة زعبي سافكة دماء.
النائب موشي مطلون تهجم على النائبة زعبي وقال "كل الاحترام لك. نجحت خلال يوم واحد بالقيام بما لم تنجح المجموعة التي حولك (في اشارة الى النواب العرب) بالقيام به خلال سنوات".
وبعد سماح رئيس الجلسة للنائبة حنين زعبي بإلقاء كلمة وفق نظام الكنيست الذي يسمح لنائب القاء كلمة شخصية في حال تعرضه للهجوم من قبل نواب الكنيست، اعترض النواب اليمين واليسار على هذا القرار وحاولوا أن يمنعوا النائبة زعبي من إلقاء كلمتها، كما تهجموا على رئيس كتلة التجمع البرلمانية، النائب د. جمال زحالقة وعلى كل النواب العرب، الذين حضروا الجلسة.
وجرى تعليق الجلسة لبضع دقائق، بعد أن تعذر استمرارها وسط زعيق وصراخ نواب الأحزاب الصهيونية. ورجا رئيس الكنيست النواب السماح لحنين زعبي بالحديث وفق ما ينص عليه نظام الكنيست، "حتى لا تكون فضيحة لما اسماه بالديمقراطية الإسرائيلية"، وحاول اقناعهم بالقول: "أنا غاضب مثلكم، واسمع منها كلاماً يثير حفيظتي، لكن علي أن أكتم غيظي واستمع لها".
ورغم التحريض غير المسبوق، ورغم الشتائم ومحاولات الإعتداء، حافظت النائبة زعبي على هدوئها وعلى رباطة جأشها واعتلت المنصة لترد على حملة التحريض، وقالت بكلمات واضحة وهادئة: "أنا لن أرد على التحريض وعلى الشتائم والتأليب، لأنني ببساطة احتقر هذه الأقوال ومن يقولها."
وقالت زعبي في كلمتها: "عندما توجهت الي منظمة الحرية لغزة للمشاركة في أسطول الحرية، لم أتردد للحظة ووافقت في الحال، لأن هذا واجبي السياسي والوطني والأخلاقي أن أشارك في أي نشاط لفك الحصار عن غزة."
وأضافت: "حصار غزة غير قانوني وغير أخلاقي ولا أنساني. كل سياسي له مواقف أخلاقية يعارض الحصار، ومن له مواقف لا أخلاقية يؤيد الحصار."
ووصفت النائبة زعبي الاعتداء على اسطول الحرية بأنه جريمة قرصنة مخالفة للقوانين الدولية وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية، وتساءلت: "لماذا تخافون التحقيق؟ لماذا تعارضون نشر الحقيقة؟ إذا كانت ادعاءاتكم صحيحة، لما إذن منعتم الصحفيين الذين تواجدوا على السفينة من التصوير ومن بث تقاريرهم؟ انتم تدعون انكم صورتم كل شيء، أين صور الشهداء، أين صور الجرحى، لماذا تخفونها؟"
وقالت زعبي بأن الأمر الأساسي هو حصار غزة، وهي الجريمة الكبيرة، ومن يرتكب الجريمة الكبيرة، يسهل عليه ارتكاب الجرائم الأخرى مثل جريمة الاعتداء على اسطول الحرية.
النائب د.جمال زحالقة من جهته قال في كلمته: "تستحق زميلتي حنين زعبي وسام شرف!", عندها انفت زعيق اعضاء الكنيست بالصراخ والتهديد. زحالقة أضاف: "أنتم لا تصرخون ضدي وضد حنين زعبي، بل ضد كل العالم الذي أدان وشجب جريمة القرصنة."
هذا وقوبلت كلمات النواب العرب محمد بركة وإبراهيم صرصور وطلب الصانع بصراخ وزعيق من اعضاء الكنيست، والذين انبروا يطلقون الشتائم والبذاءات والتفوهات العنصرية ضد اعضاء الكنيست العرب، وضد كل العرب.
رسائل الكترونية ومحادثات هاتفية تبيح قتل النائبة زعبي وايذائها جسديا..
وفي سياق متصل، فقد تلقى مكتب النائبة زعبي في الكنيست عشرات المحادثات الهاتفية والرسائل الالكترونية والتي تبيح قتلها وايذائها الجسدي. كما توجه العديد منهم متمنيين موتها السريع، وأن تفقد أفراداً من عائلتها بنفس الطريقة التي لقي بها حتفهم المتضامنون مع غزة في أسطول الحرية. بينما آخرون طالبوا بطردها من الكنيست ومن البلاد.
بالمقابل..رسائل تضامن تحث النائبة زعبي على الاستمرار في مسيرتها..
في حين أرسل العشرات من المتضامنين مع النائبة حنين زعبي رسائل تضامن تحثها على الاستمرار في مسيرتها وتشيد بدورها في المشاركة في أسطول الحرية ونقل شهادتها الحية إلى العالم. وأكدت النائبة زعبي أن كل التحريض والتهديد لن يردعها عن القيام بواجبها الوطني والانساني، وقالت: "سأشارك في اسطول الحرية مرة أخرى، رغم أنف العنصريين!".
(وكالات)
التعليقات (0)