مواضيع اليوم

هزات على مقياس المحبة

علي جبار عطية

2014-01-15 12:32:39

0



علي جبار عطية
الأربعاء 27-11-2013
    طباعة المقال      Print

شريط احمر وكلمة ( عاجل ) تكفي لبث كمية من الرعب في قلب المشاهد توقعاً لمكروه فمن النادر ان يحمل الخبر العاجل بشرى او خبراً ساراً او زيادة في الرواتب اللهم الا تعطيل الدوام بسبب الفيضان والأمطار او شدة الحر وهذا جديد علينا بعد التغيير سنة 2003 إذ كانت الكوارث تحدث والأخبار تنقل ان العراق بخير !
هذه المرة يحمل الشريط الأحمر حدوث هزة أرضية في بلاد الرافدين ثم أخرى ارتدادية  وأن عدد الهزات الارضية التي ضربت مناطق متفرقة من العراق حسب اعلان المركز الزلزالي العراقي وصل حتى السبت الماضي الى أكثر من خمسين هزة أكبرها كانت بقوة 5,6 بحسب مقياس ريختر مع توقع حدوث هزة رئيسة أخرى خلال الايام القليلة المقبلة أي لم يبق سوى درجة او درجتين لتنقلب البيوت وتقع المئات من الضحايا .. إلا تتذكرون زلزال مدينة ( بم ) الإيرانية والضحايا الذين تجاوز عددهم الخمسين ألفا مع هدم المئات من المنازل مع مطلع الالفية الثالثة ؟
واذا سألت عن سبب الهزات جاءك الجواب أن سببها غطس الصفيحة العربية خمسة سنتمترات سنويا تحت الصفيحتين الايرانية والتركية ! ترى ماذا يكون حالنا لو غطست الصفيحة خمسة أمتار!؟ وأن استمرارها دليل على النشاط الملحوظ للخط الزلزالي المسمى زاكروس هملايا !
 لكن هزاتنا الأرضية تمضي بسلام لا تحدث سوى بعض الاهتزاز الخفيف .. اهتزاز يصيب المروحة السقفية فيحركها وكذلك الثريا فتميل قليلا ويتحسس المرء رأسه ظاناً ان صداعاً أصابه او وعكة صحية خفيفة في الطريق إليه ..
 كأن هزاتنا الأرضية ليست على مقياس ريختر وإنما على مقياس المحبة فهي هزات رحيمة تمر كالكابوس ويصحو بعدها المرء على سلامته متحسساًً أجزاء جسمه !
ومن دون شعور بالحسد يمكن القول ان هزاتنا تتواصل من دون خسائر مادية فهي هزات رحيمة تستقبلها المساجد بالتكبيرات والدعوة إلى الصلاة برغم تصريح مسؤول المراصد الزلزالية في هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي عبد الكريم عبد الله بأنه ليست هناك مدة محددة لانتهاء الهزات الارضية وارتداداتها في أغلب مناطق البلاد. وهي فرصة لمراجعة النفس والتأمل في الوجود وعجائب الخلق وكم يتمنى المرء لو يرجع فتىً يدرس الفيزياء والطقس والكسوف والخسوف والقمر الذي ابتلعه الحوت !  ليتعرف على بعض أسرار هذا الكون العجيب ويتعمق إيمانه بعظمة الخالق ..
حقا إنها فرصة جيدة اتاحتها لنا هذه الهزات المتكررة لتضعنا على خط الزلازل وتدعو إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة مستقبلا في التخطيط للبناء والاعمار واستباق الأحداث فالأيام حبلى يلدن كل عجيب !





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !