ماهر حسين.
خسارة حمـــاس للانتخابات لم تأتي من فراغ ولكنها نتيجة حتميـــة لممارسات حماس في غزة تلك الممارسات التي يرفضها شعبنا بكل مكان حيث أن حماس مارست كل أشكال القمع ضد معارضيها وتعاملت مع مجمل قضايا الوطن والمواطن من خلال رؤيتها لضرورة بقاءها واستمرارهــــــــا بالحكم .
هذا النموذج الحمساوي للحكم شكل أساس" لتقييم حماس من قبل من يعيش تحت سلطتها او من لا يعيش تحت سلطتهــــــا .
لا يهم حماس سوى السلطة ...المهم السلطة بانقلاب أو بانتخابات فحمــــاس تعتبر الانتخابات وسيلة للوصول للكرسي والانقلاب وسيلة للوصول إلى الكرسي كذلك .
في حمـــاس هناك من يبرر الانقلاب ويعتبر الانقســــــــــام غنيمة ومكسب وفي حماس هناك من يحرم الانتخابات عندما تتعارض مع مصالحهم (كما فعلوا بالانتخابات التشريعية الأولى )وبوقت أخر نجد في حماس من يعتبر الانتخابات واجب شرعي لمواجهة العلمانيين والكفار والخونة (كما فعلوا بالانتخابات التشريعية الثانية ) !!!!!!
حماس عبارة عن تنظيم سياسي يستخدم الدين كشعار للوصول للحكم قلنــــــــاها ونكررها ويبدو بان شعبنا أصبح يعي هذه الحقيقة اليوم ...ولا تستطيع حماس أن تنتصر انتخابيا" إلا كنتيجة حتمية لانقســــــــام فتح أو لاستغلال ظروف مواتية تسمح لهم بالانقضاض على السلطة انقلابا" أو انتخـــــــابا"...ولا يهم حماس الكيفية فما يهمهـــــــــــا هو الهدف بالوصول إلى الكرسي الغالي والنفيس ...هذا الكرسي في غزة قائم على أجساد المعارضين والمخالفين وقائم بالطبع على معاناة المواطن وعلى اضياع وحدة التمثيل والقضية و الوطن وبالطبع غياب وضيــــــــاع الإستراتيجية الفلسطينية التي تسعى لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وهو ما منح إسرائيل خطوة للأمام عنا سياسيا" وللأسف ...ذلك الكرسي الحمساوي قائم على الهدنة ..الهدنة بلا مقابل سوى الكرسي والبقاء بالحكم ...من جديد اكرر موقفي المؤيد للهدنة في غزة وبل أني أقف إلى جانب أهلي في غزة وأقول كفى وكفى معاناة ولكن ألا يجب أن تكون الهدنة جزء من مقايضه فلسطينية تسعى لمستقبل أفضل لغزة في إطار الدولة الفلسطينية لنعيش بسلام وامن وأمان مع الجميع من الإسرائيليين وغيرهم بالمنطقة .
حماس ومن واقع رؤيتها تنظر إلى الأمور بواقع خاص بهـــا واقع وللأسف يقوم على السيطرة والحكم والمزيد من الاستفادة المالية ويظهر بوضوح الفارق بين رؤية حماس في الداخل والخـــارج وبل يتكا الرؤية تتناقض .... فقيادة حماس بالخارج وعبر خالد مشعل تنظر إلى الواقع الفلسطيني بمنظار مختلف عما ينظر له الزهـــــــــار كمثال ...فخالد مشعل وقيادة حماس ترى التغيير العربي وترى حالة الانفصام التي يعيشها المواطن العربي عن قضية فلسطين والناتجة عن الانقسام الملعون بينما قيادة حماس بالداخل ترى نتائج الانقسام التي تتمثل لها بالسيطرة على غزة والسيطرة على التجارة والمال هنــــاك فهي ترى بان الأنفاق أهم من المطار ...فالأنفاق بها ضرائب وبها تهريب والمطار لا يتناسب مع عقلية حمـــــــــاس .
حماس تتعرض الى خسائر انتخابية بفعل خسارتها للنموذج وبالتالي خسارتها للإنسان الفلسطيني .
حماس تتعرض الى خسائر انتخابية بفعل حالة الانقســــــــــام الظاهرة بهـــــــــــاو تلك الحالة التي لم تعد تخفيها الشعارات الدينية والكلمات الكبيرة وخطب الجمعة للإمام الموعود .
حماس تتعرض الى خسائر انتخابية لأنها وللأسف قامرت بقضيتنا وبشعبنا في معادلات إقليمية لا علاقة لنا بهــــــا فنحن يجب وإن أمكن أن نحافظ على علاقتنا مع الجميع بلا تردد .
ومن الواضح بأن حماس وخسائرها تأتي في سياق عـــــــــــــام تتعرض له الحركة الأم لحمــــــــــــاس ...فالإخوان يتعرضوا للخسائر الانتخابية ...وأرجو من القارئ أن لا يعتقد باني أتحدث عن تنظيم أخر غير الإخوان المسلمين ...نعم الإخوان المسلمين يتعرضوا إلى خسائر نابعة من تراجع قدرتهم على خداع الجماهير بالشعار الرائع والجميل والمحبب إلى القلب والروح والعقل ..شعار (الإسلام هو الحل ) ...فهذا الشعار لم يُحدث تغير في تونس ولم يحدث أي تغيير بمصر بل على العكس هنـــــــــاك ردة فعل كبرى من قبل المواطنين اتجاه ممارسات حركة الإخوان...نقابة أطباء الأسنان ونقابة الزراعيين ونقابة المحامين وانتخابات جامعة عين شمس في مصر تعبير عن حالة التراجع التي يعشها الإخوان المسلمين هناك .ززحيث خسروا كل الانتخابات المذكورة .
انتخابا" أو انقلابا" مش مشكلة المهم هو الكرسي ولاحقا" للكرسي التمكين بالكرسي ليصبح مقعد الخلافة أو كرسي السلطنة الذي يقوده الإمام او المرشد فلا فرق ....ذلك هو حال الإخوان وحماسهم .
المطلوب الآن من كل القوى الحية بفلسطين الاقتراب من الشعب ومحاولة فهم اتجاه الرأي العـــــــــــام ومحاولة بث الأمل في مستقبل شعبنا لنحافظ على النصر وهذا لا يتأتى بدون بث الأمل في عملية السلام المتعثرة أو البديل القائم على المقاومة السلمية واكرر السلمية الشعبية للاحتلال و بالإضافة الى ضرورة تعزيز وحدتنــــــا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية واعتقد بان الفصائل أصبحت تعي الآن حقيقية حماس ورغبتها التامة بالسيطرة عليهم ...وأعتقد بأن البعض سيقول فتح كذلك تسعى للسيطرة وقد يكون هذا صحيحا" بشكل أو بأخر ولكن لا يوجد في فتح من يسعى للإلغاء ...ففتح لا تمتلك القدرة على التكفير والتخوين ولا ترغب بان تبقى وحيدة تحكم باسم الدين ...
حماس تتعرض إلى خسائر وفي خسائر حماس رسائل يبدو بان البعض منهم أصبح يفهمهــــــا ولكنه ما زال يختبئ تحت شعــــــــــار (الإسلام هو الحل) .
التعليقات (0)