لما تولى هرون الرشيد الخلافة جاءه العلماء والشعراء يهنئونه ويأخذون عطا ياه .
ولكن(سفيان الثورى)لم يأته رغم أنه كان صديقا له قبل الخلافة.فأرسل اليه غلامه فجاءه وهو فى المسجد مع تلا مذته وقال:أمير المؤمنين أرسل اليك هذه الرسالة.فطلب من أحد تلاميذه أن يقرأ فاذا فيها :جاءنى العلماء والشعراءيهنئون ويأخذون العطايا فما بالك لم تحضر الينا؟ولكنى بعثت مع الفلام عطاياك.
فرفض (سفيان الثورى) مال الر شيد وكتب اليه على ظهر رسالته:(ان كان هذا المال مالك فهذا اسراف والله لا يحب المسرفين وان كان مال المسلمين فهل استشر تهم ؟ا)
فبهت غلام الر شيد وخلع ملا بس القصر وقال للحا ضرين: فقير يرجو العون.
فجمعوا له ورجع الى الرشيد بالرسالة وأخبره بما حدث وطلب اليه أن يعفيه من خدمته
فقرأ الرشيد الرسالة وبكى واحتفظ بها حتى مات.
وبعد:
فهذا هو هرون الرشيد المفترى عليه الذى كان يحج سنة ويغزو سنة والذى كان ملك الروم يعمل له ألف حساب حتى روى أنه لم يكن يقرأ رسائله الا واقفا وفى عهده تقدم العلم فاخترعت الساعة المائية ولما أهداها الى -شارلمان- ملك فرنسا انزعج لأنه ظن أن بها جنا.
وفى عهده اتسعت رقعة الامبراطورية الاسلامية وهو الذى خاطب السحابة قائلا:(أمطرى
حيثما شئت فسوف يأتينى خراجك)
ولكن أحقاد المستشرقين أبت إلا أن تصور (هرون الرشيد) بصورة الملك الداعر العربيد
الذى لاهم له الا الخمر و النساء.
وما قدمناه يوضح ما يلى:
أنه كان عالما لأنه لايصاحب مثل (سفيان الثورى) الا عالم.
أنه كان عابدا مجاهدا حيث روى أنه كان يحج سنة ويغزو سنة وكان يقوم من الليل.
أنه كان متواضعا لأنه لم يغضب من رد سفيان الشديد ولم يغضب من طلب غلا مه.
أن عهده كان عهد تقدم علمى وعسكرى.
أنه كان صاحب تأثير على الساحة الدولية.
أن عهده كان عهد الحرية فلم تكمم أفواه العلماء بل ولا حتى الخدم.
كما أن سفيان الثورى كان مثال العالم العامل لأنه لم ينافق السلطان ولم يقبل عطاياه على حساب الحق ,فليت علماءنا يقتدون به.
تحذير:
وبهذه المناسبة نحذر القراء من الكتابات المسمومةالتى نقلها بعض الكتاب عن المستشرقين ليشوهوا صورة الرجل ووجه الحضارة الاسلامية وعلى رأس هؤلاء جورجى زيدان-الذى أصدرت له مؤسسة الهلال مجموعة من الروايات عن التاريخ الاسلامى تتلخص فى أن حضارة العرب:سيف ودماء وخمور ونساء.
التعليقات (0)