قلتَ لي في أوّل لقاء
أنّ النساء نساء
وأنا فراشه
ممنوعةٌ من المسّ كي لاتذبل
وممنوعةٌ أجنحتي من الهفيف
فوق طرقات القرية
علّمتني كيف أفردُ أجنحتي
وأطير في فضاء الغرفة
كيف أحمي نفسي مِنْ وَهَجِ المصباح
ومن لَهَبِ الموقد عندما تشتّد الرياح
أن لا أُصغي لثرثرة الفراشات الهاربات
علّّمتني أن الفراش في الحقول
تقتنصه الصقوُر دائماً
وأنَّكَ صقرٌ، لكن بقلب حمامة
وأنّ القيد حول معصمي ماهو إلّا سوار
علّمتني أشياء خطرة
حتّى حفظتُ زوايا الغرفة
ومَلَلْتُ التنقّل من تحفة الى تحفه
بل توهّمت بأن الرسوم فوق سجّادتك الفارسيّة حقلٌ
ًوبأن الورد المطبوع فوق ستائرك يتضوعُ عطرا
فوجدْتُ نفسي فجأةً أسترقُ النظر
إلى الحرّاس وهْم في غفوتهم
أبحث عن جدار وهمٍ أخترقة
مُتجرِّعةً كأسَ الصبر
بأنتظار الفجر
سيّدي اٌعذرْني إنْ حطّمتُ القيد
فلقد قَتَلَتْني وحدتي
وصمتُ هذا القصر
سيّدي... مللتُ الأسْر
التعليقات (0)