كثرت في الآونة الأخيرة بدع وهرطقات من قبل مسؤولين وبرلمانيين لايمثلون الشعب المغلوب على أمره وإنما يشكلون أبواقا مزعجة لعملاء إيران ومن هؤلاء الهراطقة اسكندر وتوت عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حيث قال في تصريح صحفي إن تهريب الأسلحة في منطقتي الوسط والجنوب ليس مجرد إشاعات بل أن هناك معلومات استخبارية دقيقة تفيد بوجود تجار مدعومين من دولتي قطر والسعودية يعملون على شراء الأسلحة بهدف إفراغ المنطقة من الأسلحة وتهريب قسم منها إلى المعارضة السورية وتحقيق ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، مشيرا إلى أن غاية الدولتين قطر والسعودية من شراء الأسلحة هو إفراغ المنطقة منها وتحقيق ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد،مؤكدا وجود توجيهات إلى جميع الدوائر الأمنية باعتقال الأشخاص الذين يتاجرون بالأسلحة ومن يساعدهم.
وفي قراءة سريعة لهذا التصريح تجد سذاجة الطرح وخباثته على حد سواء حيث يكشف هذا التصريح عن مدى ركاكة الستراتيجية الأمنية التحليلية لمسيرة الأحداث من حيث الاعتراف بوجود تجار من قطر والسعودية يقومون بشراء السلاح (الخفيف)من مناطق عراقية محددة دون غيرها وهنا نقول كيف دخل هؤلاء التجار؟وتجولوا وتساوموا واشتروا والحكومة وأجهزتها الأمنية لايعلمون؟ والسذاجة الأخرى هي في تحديد معنى فكرة الشرق الأوسط الجديد والذي نعلم المقصود هو مصطلح أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على منطقة واسعة تضم كامل البلدان العربية إضافة إلى تركيا، الكيان الصهيوني، إيران، أفغانستان وباكستان. أطلقت الإدارة الأمريكية المصطلح في إطار مشروع شامل يسعى إلى تشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حسب تعبيرها، في المنطقة. أعلن عن نص المشروع في مارس 2004 بعد أن طرحته الإدارة الأمريكية على مجموعة الدول الصناعية الثماني.كذلك هو إفراغ المنطقة من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الفتاكة وليس كما صرح النائب الجهبذ وتوت هو إفراغ منطقة محددة وفي دولة محددة ولأسلحة خفيفة وما زاد الطين بلة أنها سوف ترحل إلى المعارضة السورية؟؟!!!فكيف تتلائم هذه بتلك؟ أم هي كما قال الممثل المصري عادل إمام(جيب ده على ده يطلع ده من ده)؟.أما قضية الخبث في التصريح فتتلخص بإيراد وربط المعارضة السورية وإقحامها في الموضوع كي يوحي الموضوع برمته إلى غاية إيهام الناس باستغلال عقائد معينة وترسيخ أفكار تهدف إلى وضع قلق لدى السذج من خلال ربط هذا الموضوع مع مايحدث في سوريا لإثارة النعرة الطائفية المبنية على عقيدة معينة لدى قسم كبير من المسلمين ومحاولة توظيف مايحدث في سوريا في هذه العقيدة وبالمحصلة النهائية تكون مناطق الفرات الأوسط والجنوب أكثر تقبلا لهذه الأفكار لتؤدي بالنهاية إلى الضحك على العقول واستغلال الشباب وتجنيدهم بعد إيهامهم بذلك الطرح وهذا ما لاحظناه أخيرا من قيام الكثير من الأحزاب الموالية لإيران كشاكلة حزب المالكي(الدعوة)والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم وكذلك مقتدى الصدر وتياره, ولو ركزنا قليلا وجدنا بصمات الجارة السيئة إيران في دعم هذه البدع في سبيل جعل العراقيين أكباش الفداء من خلال تقسيم البلاد بهذا الأسلوب الفج والمخادع وزج الشباب العراقي في مطاحن الحروب الداخلية أو الخارجية إن استلزم الأمر.
التعليقات (0)