تجذرت معانى الوطنية فى الوطن العربى منذ احتل الاستعمار هذا الوطن , وقد قامت كثير من حركات التحرير والثورات رافعة شعارات معاداة الدول التى احتلت بلادنا ولعنها والهجوم على ثقافة أهلها ورميهم بكل نقيصة , ومع أن الاستعمار قد غادر أوطاننا من زمن بعيد , وأصبح أمره فى ذمة التاريخ الا أن حكامنا أخذوا يبررون تسلطهم على مقدراتنا وسلب حريتنا , وذبح من يفضح استبدادهم معللين ذلك أنهم حماة الوطن من الاستعمار , و أنهم سدنة الوطنية وقادة النضال الوطنى الذى لاغنى للشعوب عنهم مهما كان من جنايتهم على وطنهم واذلال مواطنيهم . ومن اشد الأمور مأساوية أن هؤلاء الحكام أثناء الثورات الأخيرة أخذوا يعزفون على هذا الوتر المشروخ , فعل ذلك مبارك ويفعله الآن حاكم اليمن الذى اقترب من هذيان القذافى فقد قال الرئيس اليمنى ان الثورات فى الوطن العربى تدار من بواسطة امريكا واسرائيل وأن مقر القيادة فى تل أبيب , أعتقد أن هذا الكلام الأجوف يمثل اهانة للشعب العربى ولدماء شهدائه الطاهرة , ويبقى نيرون ليبيا حالة خاصة , فقد
ضرب شعبه بالطيران وسلط عليه المرتزقة واتهم شبابه واتهم شبابه بتعاطى حبوب الهلوسة وبأنهم عملاء أمريكا . وحينما تحرك المجتمع الدولى لحماية الشعب الليبى من الابادة أخذ الحنجوريون العرب يحذرون من التدخل الأجنبى , معنى ذلك أن نموت بيد حكامنا الذين هم اخواننا , ونرفض من يحاول انقاذنا ومساعدتنا بزعم أن فى ذلك انتقاصا من الوطنية , فيا لها من وطنية بائسة
التعليقات (0)