مواضيع اليوم

هذه مجموعة من المقالات لمجموعة من الكتاب والسياسين المشهورين الذي لم يصدقوا الاتهامات الامريكية ضد

همام علی

2011-10-23 14:59:57

0

هذه مجموعة من المقالات لمجموعة من الكتاب والسياسين المشهورين الذي لم يصدقوا الاتهامات الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية 

لماذا اتهام طهران بمحاولة اغتيال الجبير؟
خاص ـ موقع إنباء الإخباري
حسين حمية

انصرفت أنظار المراقبين مباشرة إلى الأبعاد السياسية والأمنية المحمولة على ظهر الاتهام الأميركي لطهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير في واشنطن إضافة إلى تفجير سفارتي الرياض وتل ابيب في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس.

أما البحث عن الحقيقة وتزويرها، فلقد بات مسلما، أن تبادل الاتهامات الجنائية بين الدول هو لعبة قديمة في السياسات الدولية، وسبق للولايات المتحدة الأميركية أن استخدمتها في اتجاهات مختلفة منها قلب أنظمة حكم واجتياح دول والضغط على الحكومات وترويج سياسات معينة، والأمثلة كثيرة: ففي العام 1989 اجتاح الجيش الأميركي بنما بذريعة إلقاء القبض على رئيسها الجنرال مانوييل نورييغا المتهم أميركيا بتجارة المخدرات وتبييض الأموال (معظم دول أميركا اللاتينية تعرضت لاجتياحات شبيهة قبل هذا التاريخ وبأعذار مشابهة)، وكذلك تم في 2001 غزو افغانستان لملاحقة المشتبه بهم من تنظيم القاعدة (وليس المتهمين) بتفجيرات أحداث 11 أيلول، وكذلك كان العذر الأميركي لاحتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين هو الزعم بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل (لم يعثر عليها لغاية اليوم) والاشتباه بوجود علاقة بين النظام المذكور وتنظيم القاعدة.

من السهل تفكيك الاتهام الأميركي الأخير لإيران، وإذا كانت واشنطن صرحت علنا أن الغاية منه فرض المزيد من العزلة على طهران (كما قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون)، إلا أن الوقوف عند توقيت إطلاق هذا الاتهام، والأطراف المذكورة فيه، والجهات المستفيدة منه، إضافة إلى طبيعة الاتهام، يكشف حراجة الموقف الاميركي، وتزايد عجزه في تعاطيه مع الاستحقاقات التي تنتظره، إن في العرق، أو في العلاقة مع تل أبيب والرياض أو حيال بناء الإجماعات الداخلية تجاه مشاكل مكافحة الهجرة ومحاربة المخدرات وتهريب السلاح من الحدود المكسيكية.

توقيت الاتهام واضح، هو أنه يأتي في الأشهر المتبقية (أقل من 3 أشهر) المفترض فيها البت بمصير تواجد القوات الأميركية في العراق، وهو مصير يتراوح بين تقليص هذا الوجود إلى بضعة آلاف من الجنود الأميركيين وبشكل يخفف من القبضة الأميركية على العراق، وبين البحث عن صيغ أخرى تضاعف من السيطرة الأميركية على هذا البلد.

ومن خلال النظر في وقائع الاتهام، فهي كما تستهدف إلصاق تهمة الإرهاب بإيران لاستثمارها دوليا في سياسة واشنطن المستمرة منذ عقود لمحاصرة طهران سياسيا واقتصاديا، فإنها من جهة أخرى تريد بناء جسر يربط بين السعودية وإسرائيل وواشنطن لمواجهة "الإرهاب" الإيراني الذي يخطط ـ وفقاً للزعم الأميركي ـ لتفجير سفارتي الرياض وتل ابيب في الأرجنتين، كما تحاول وقائع الاتهام المذكور بناء إجماع داخل الولايات المتحدة الأميركية بين اللوبيات اليهودية ولوبيات البيض المعادين للهجرات "غير الشرعية" من الحدود المكسيكية، واللوبيات الأميركية المتضررة من تهريب الأسلحة عبر هذه الحدود.

ما يفصح عن المقاصد الفعلية للاتهام الاميركي لطهران، هو الوقوف على الحيثيات التي ادت الى اختيار السفير السعودي عادل الجبير لأن يكون ضحية لاستهداف إيراني مزعوم، وللمناسبة هو شخصية مثيرة للجدل داخل السعودية، وإذ هو محسوب على مجموعة بندر داخل المملكة، من المهم التذكير أن واقعة تعيينه كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 2006 كانت مفاجئة وتمت بطريقة سرية، فعندما حمل مبعوث المملكة قرار تعيينه إلى واشنطن لم يكن اسمه مذكورا في القرار، إنما جرت إضافة اسمه في العاصمة الأميركية، في إشارة إلى أن التعيين حصل بناء لإرادة سعودية شكلية، واستجابة لرغبة جهات في أميركا، يمكن تحديد هويتها من خلال ارتباطات الجبير وسيرته السياسية المعروفة في المحافل الأميركية.

فالمعروف عن الجبير علاقته الوثيقة مع المنظمات اليهودية والمحافظين الجدد، وهو منذ التسعينيات على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية، بما فيها منظمة اللوبي الصهيوني "ايباك"، وسبق أن التقى مسؤولين إسرائيليين كانوا في سدة الوزارة، وينسب إليه البعض وقوفه خلف ما يسمى بمبادرة الأمير عبدالله ومن ثم المبادرة العربية عندما أقنع الملك عبدالله (كان حينها وليا للعهد) بتوجيه دعوة للصحافي الأميركي توماس فريدمان وتخصيصه بلقاء خاص، تولدت عنه تلك المبادرة التي أطاحت بصيغتها الاولى بحق العودة وتعهدت بدمج إسرائيل مع كيانات المنطقة.

إلى هذا، الجبير شخصية مرفوضة في أكثر من وسط سعودي، وهو متهم بقضايا مالية وبالتحريض على بعض الجمعيات الدينية داخل المملكة منها "جمعية الحرمين الخيرية"، كما يتهمه سعوديون بالدعوة إلى مراجعة المناهج الإسلامية، وإلغاء بعض السور القرآنية من الكتب الدراسية والتعليمية، إضافة إلى ما ينسب إليه من سلوكيات تنم عن استهزائه بأبناء جلدته لجهة الملبس والعادات والتقاليد، والترجمة السياسية لسيرة هذا الشخص، هو كما معروف عنه، أنه مسوّق السياسات الأميركية في السعودية، ويعتبر أهم قناة اتصال سعودية مع اليهود في أميركا وخصوصا منظمة ايباك المعروفة.

لا يخفى أن الاتهام الأميركي لطهران يجيب عن جهود دوائر معينة في واشنطن عن البحث عن مكان يجمع هواجس ومخاوف السعودية من إيران، والحاجة الإسرائيلية لاستخدام الأجواء السعودية لتوجيه ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية. وعليه، يكون الاتهام مثاليا، للدفع إلى محاولة إحداث تغيير في ذهنية قوى سعودية تخشى من تصاعد الدور الإيراني في المنطقة لكنها تميل إلى الحوار مع طهران لتبديد مخاوفها، لذلك، لا يستبعد أن تكون مسرحية محاولة اغتيال الجبير قشرة موز لينزلق عليها الطرف السعودي إلى أحضان تحالف سعودي إسرائيلي سبق لدوائر في العائلة المالكة وواشنطن أن سعت إلى تظهيره في أكثر من مناسبة، لكن ما كان يُفشل هذه المحاولات هو عدم استعداد الطرف الإسرائيلي لتقديم أية تنازلات في ما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي، وهي تنازلات تراها الرياض ضرورية لتغليف خطوة كهذه.

أما الفائدة الأميركية من اتهام طهران باغتيال جبير، فهي تتوزع على أكثر من جبهة، ويكشف الزعم بأن إيران استخدمت شبكة "زنتاس"المكسيكية للتهريب بمحاولة اغتيال الجبير، جملة من المصالح والإشكاليات الأميركية، وجدت حلّها، بتسويق هذا الاتهام، الذي يكفل لها، بتوريط السعودية في مساعدة السلطات الأميركية على تخطي الصعوبات المالية التي تواجهها في تنفيذ برامجها الداخلية لجهة مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات وتهريب الأسلحة، حيث معظم هذه النشاطات تجري عبر الحدود الاميركية المكسيكية.

عندما عجزت الأجهزة الامنية الاميركية عن حل هذه المشكلات بنفسها، لجهة منع استخدام الايدي الرخيصة في مصانعها وشركاتها وبالتالي وقف تشجيع هجرة هذه الأيدي إليها، أو تجريد حملة أمنية على الطلب الداخلي فيها للمخدرات، أو التصدي للوبيات المدافعة عن تصنيع الأسلحة وتهريبها للمافيات المنتشرة في بعض دول أميركا الجنوبية، حضت واشنطن الحكومة المكسيكية لقاء حوافز مالية على القيام بهذه المهمة، وإذ بحكومة الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون تجد نفسها وسط حرب داخلية مكلفة سقط فيها أكثر من 31 ألف قتيل نتيجة المواجهات بين القوات الحكومية وعصابات التهريب.

هذه الخسائر الكبيرة التي تركت آثارها على المشهد المكسيكي، وضعت الادارة الاميركية بين خيارين، إما الاستغناء عن الحل الامني المكسيكي لمشكلاتها، أو البحث في ظل أزمتها الاقتصادية عن مصادر تمويل جديدة لرشوة السلطات المكسيكية لتصعيد حربها مع المافيات والعصابات الناشطة على الحدود الاميركية المكسيكية.
اتهام طهران باغتيال الجبير، قد يشكل مناسبة للطلب من السعودية لتغطية الحرب التي تشنها المكسيك بالنيابة عن الولايات الممتحدة الاميركية ضد شبكة "زنتاس" و"سينالوا" و"الخليج" وغيرها من العصابات التي تؤرق المجتمع والاقتصاد الاميركيين، إضافة إلى ضم لوبيات البيض في اميركا والمتضررين من نشاطات العصابات هذه، إلى تدعيم اتهام طهران باغتيال الجبير، وبالتالي توسيع قاعدة تبني الاتهام ليشمل، إلى اللوبي السعودي المؤيد للتحالف مع إسرائيل واللوبي اليهودي المتمثل ب"أيباك"، لوبيات البيض المعادين لما يسمى في اميركا "الهيسبانيك" والحد من تزايد أعدادهم بعدما باتوا الأقلية السكانية الأولى في الولايات المتحدة الاميركية.

يبقى الأهم، في الاتهام الاميركي لطهران، هو استخدام واشنطن هذا الاتهام على الساحة العراقية، وحاجتها المتزايدة إلى إضافة أوراق جديدة لتلعبها في كباشها الذي لم يتوقف مع إيران منذ انتصار الثورة الاسلامية.

فمع اقتراب موعد خروج القوات الاميركية من العراق في أواخر هذا العام لقاء الاحتفاظ ببضعة آلاف من جنودها، تدخل واشنطن في مرحلة انشغال عنوانها البحث عن خطط وسيناريوهات لإعادة إنتاج سيطرتها على هذا البلد، خصوصا أن النصاب السياسي في العراق المدعوم من طهران بات متوافرا لعدم التمديد للقوات الاميركية أوتعويم هذا التمديد تحت حجج مختلفة، منها تضخيم حراسات السفارة الاميركية في بغداد أو التذرع بحاجة القوات العراقية لمدربين، والتلطي خلف هذه الحجة للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الجنود الاميركيين على أرض العراق.

ترى واشنطن في مسرحية محاولة الاغتيال، ورقة يمكن استخدامها للضغط على إيران في أكثر من اتجاه، لمنع طهران من تعبئة الفراغ الاميركي في العراق، وتحييدها عن الضغوط التي تمارسها واشنطن على القوى السياسية العراقية للقبول بصيغ جديدة لتواجد قواتها في العراق، وبشكل يلتف على استحقاق انسحابها من هناك.

هل ينجح سيناريو محاولة اغتيال الجبير في تحقيق الأهداف الاميركية الإسرائيلية؟ الرد على هذا السؤال موجودة إجابته في حصيلة الصراع المستعر بين أجنحة العائلة المالكة حول وراثة العرش، والذي يدور بين خيارين: الأول التحالف مع إسرائيل، والثاني الحوار والتفاهم مع الجيران والأشقاء من أهل المنطقة.
18-10-2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !