الصوم فى كل العقائد له هدف نبيل وهو الارتقاء بالجانب الروحى للانسان ليكون اكثر انسانية وشفافية وقربا من الآخرين . ولكن الثقافة التى سادت فى وطننا عكست الحكمة من الصوم تماما شأن الكثير من قيم حياتنا المعكوسة . يأتى رمضان حاملا معه بعض الظواهر المؤسفة منها - هذا الاسراف الترفى من الفئات الثرية حيث التكالب على السلع الغالية بصورة مبالغ فيها مما يمثل استفزازا لمشاعر الكثير من المعوزين و وفى هذا الشهر تظهر حدة التفاوت الطبقى بأفدح مظاهرها وبصورة لا توجد فى المجتمعات غير الرمضانية 2انتشرت فى السنوات الأخيرة فى مصر ظاهرة ما يطلقون عليه موائد الرحمن حيث يقيم الاثرياء الموائد فى الطرق العامة حيت يتوافد عليها المحرومون الذين يحلمون بتناول اللحوم فى مرأى مهين وغير كريم وقد جاءت هذه الظاهرة مصاحبة للفساد الاقتصادى وزالاخلاقى والثقافى , فقد كان من الممكن لصاحب المال ان يقدم اعانات نقدية للفقراء تتصرفون حسب احتياج ذويهم , ولكنه التفاخر الممجوج على حساب كرامة الناس وسمعة الوطن 3 زيادة حمى وصخب مكبرات الصوت بالصلوات والادعية فى مباراة همجية بين ائمة المساجد من منهم الأعلى صوتا وأكثر تأثيرا فى السامعين حيث يطلقون الأدعية بأصوات جاهشة بالبكاء الذى يستدر الدموع من عيون الجموع - استر عيوبنا يا ستار اغفر ذنوبنا يا غفار - لو اننى فى منزلة من يستجاب دعاؤه لدعوت قائلا - اكشف عيوبنا يا الهى حتى نخجل منها ولا نكررها ولا تغفر ذنوب الذين يظلمون خلقك ويمتهنون كرامتهم ويجعلون حياتهم غاصة بالألم والشقاء
التعليقات (0)