مواضيع اليوم

هذد هي انسانية الناتو .. لمن لايعلم

عبد العراقي

2011-05-10 17:57:47

0

 هكذا الانسانية والا فلا ....

 

لندن ـ القدس العربي: تجاهلت وحدات عسكرية تابعة لحلف الناتو نداءات مركب كان محملا بالمهاجرين الافارقة ومتجها الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية.
تُرك المركب ومن عليه يدور في البحر 16 يوما حتى مات كل من عليه باستثناء 11 راكبا نتيجة للجوع والعطش. وكان المركب المحمل بـ72 لاجئا افريقيا ولاجئين سياسيين ليبيين بالاضافة لنساء واطفال قد واجه مشاكل بعد مغادرته طرابلس في اذار/مارس الماضي.
وعلى الرغم من النداءات التي اطلقها حرس الشواطئ الايطاليون والاتصالات التي تمت مع بارجة بحرية تابعة للناتو، فقد ترك القارب يمخر في عباب البحر ولم يتلق اية مساعدة.
ونقلت صحيفة الغارديان التي كانت اول من نشر تقريرا عن مأساة اللاجئين عن احد الناجين واسمه ابو كريك قوله في كل صباح كنا نجد جثثا جديدة وكنا نتركها على متن القارب مدة 24 ساعة ثم نرميها في البحر. وقال انه في الايام الاخيرة لم يكن احد يعرف مصيره. كنا اما نصلي او نحضر للموت. وقالت الصحيفة ان قانون البحرية الدولي يلزم كل القوارب بما فيها العسكرية الاستجابة لنداءات الذين يواجهون خطرا وتقديم المساعدة لهم.
ودعا ناشطون في مجال حقوق الانسان إلى التحقيق في الحادث. ونقلت عن متحدثة باسم مفوضية اللاجئين لورا بولدريني قولها انه يجب ان لا يسمح بتحول المتوسط الى غرب متوحش.
وقال قس ارتيري في روما- موسى زيراي، الذي يدير منظمة لاعانة اللاجئين حبيشا والذي كان واحدا من الذين اتصلوا مع ركاب القارب قبل ان تفرغ بطارية الهاتف الدولي الذي كان معهم، قال ان هناك من تحلل من المسؤولية وهو ما ادى الى موت 60 راكبا بمن فيهم اطفال. واضاف ان هذا يعتبر جريمة ويجب ان لا تذهب بدون عقاب لان من كانوا على القارب هم لاجئون افارقة وليسوا سياحا. وادت الاحداث الاخيرة في شمال افريقيا والنزاع العسكري في ليييا الى زيادة كبيرة في عدد من يحاولون عبور المتوسط والوصول للشواطئ الاوروبية. ويقدر عدد من سافر عبر البحر خلال الاربعة اشهر الماضية بحوالي 30 الفاً، ومات عدد كبير منهم في الطريق، وفي الشهر الماضي مات 80 شخصا على متن عدد من القوارب في الطريق الى اوروبا، ويوم الاحد ضرب قارب كان محملا بـ 400 لاجئ الصخور القريبة من جزيرة لامبيدوزا.
وكشف تحقيق الغارديان ان الـ 72 راكبا على متن القارب تركوا ليبيا في 25 اذار (مارس) الماضي ومن جنسيات مختلفة منهم 47 اثيوبيا، 7 نيجيريين و 7 اريتريين و 6 غانيين و 5 سوادنيين. وكان من بين هؤلاء 20 امرأة وطفلان واحد منهما لم يتجاوز عمره السنة.
وكان قائد المركب الغاني متوجها نحو الجزيرة الايطالية والتي لا تبعد سوى 180 ميلا عن الشواطئ الليبية. ولكن وبعد ان قطع 18 ميلا في البحر واجه المركب صعوبات وبدأ وقوده ينفد.
وبحسب شهادات الناجين ومن كانوا على اتصال معهم فقد استخدم الركاب جهاز هاتف دولي واتصلوا بالقس الارتيري في روما والذي قام بدوره بالاتصال بحرس الشواطئ الايطاليين، وتم تحديد مكان المركب بانه ابتعد 66 ميلا عن العاصمة الليبية. واكد حرس الشواطئ الايطاليون للقس انه تم رفع الانذار وتم اخبار كل السلطات المسؤولة.
وبعد هذا بفترة قليلة ظهرت مروحية تحمل علامة عسكرية فوق المركب. وكان طاقم الطائرة يلبس زيا عسكريا، حيث انزلوا صناديق مياه وبسكويت وطلبوا من الكابتن وركابه الثبات حتى يصلهم مركب انقاذ، ولكن لم يحضر اي احد لانقاذهم. وبحسب التحقيق فانه لم تعترف اية دولة لحد الان بارسالها طائرة.
ولكن متحدثا باسم حرس الشواطئ الايطالية قال انهم نصحوا مالطة ان المركب كان متجها نحو منطقة التفتيش والانقاذ التابعة للجزيرة، واضاف انهم اصدروا تحذيرا كي تقوم السلطات المالطية بالانقاذ، لكن الاخيرة تنكر اية صلة بالمركب، وبعد ساعات من الانتظار عرف من عليه من الركاب ان لا احد سيأتي لانقاذهم فيما كانت كميات الوقود بالتناقص ولم يبق منها سوى 20 ليترا.
وارتكب كابتن المركب خطأ كارثيا عندما اخبر اللاجئين بان الجزيرة الايطالية ليست بعيدة وبانه سيكون قادرا على الوصول اليها بدون مساعدة. وبعد يومين من المحاولة ، اي في 27 اذار/مارس ضل المركب طريقه ونفد كل ما لديه من وقود واصبح تحت رحمة الموج يحركه اينما شاء. وحسب ابو كريك، فقد استهلك الركاب الطعام والماء ولم يبق لديهم اي وقود.
واضاف اللاجئ الاثيوبي ان الامواج الخطيرة جرفت معها القارب. وفي اثناء ذلك اقترب القارب نحو حاملة طائرات تابعة للناتو لدرجة ان الحاملة كان يمكنها رؤيته. وبحسب الناجين فقد اقلعت مقاتلتان في الوقت الذي وقف فيه الركاب يلوحون طلبا للانقاذ.
ولم يكن الكابتن قادرا على تحريك المركب كي يقترب اكثر من الحاملة ومن جديد جرته الامواج. وبعد خمسة ايام في البحر بدأ الركاب يتساقطون واحدا بعد الآخر من الاعياء والجوع والعطش.
وقامت الغارديان بتحقيقات كي تتحقق من هوية الحاملة وقالت انها ربما قد تكون حاملة تشارلس ديغول الفرنسية والتي كانت تعمل في المتوسط اثناء ذلك. وانكرت البحرية الفرنسية في البداية انها كانت في المتوسط اثناء تلك الفترة، وبعد ان ووجهت بالادلة امتنع المتحدث باسمها عن التعليق، فيما قال متحدث باسم الناتو انه لم يتم تسجيل اية اشارة عن مناشدة من مركب، واكد ان الناتو واع لمسؤولياته فيما يتعلق بالقانون الدولي وان الناتو دائما ما يستجيب للاشارات، خاصة ان انقاذ حياة من هم في خطر هو اولوية للناتو.
ومع غياب الانقاذ بدأ من على المركب يتساقطون، وحسب ابو كيرك فقد قاموا بتوفير زجاجة ماء للطفلين وظلوا يطعمونهم حتى بعد وفاة والديهما. ونجا ابو كيرك بعد ان شرب بوله واكل علب معجون الاسنان، ومع كل الاهتمام بالطفلين الا انهما ماتا. وبعد كل هذه الرحلة فقد رسى المركب قرب زليطين حيث مات واحد من الناجين مباشرة بعد الرسو فيما مات آخر بعد ان اعتقلت قوات القذافي الباقين ووضعتهم في السجن مدة اربعة ايام.
وعلى الرغم من المعاناة التي عانوها فمن بقي منهم وهم الان مختبئون في بيت اثيوبي في العاصمة الليبية فانهم مستعدون مرة ثانية للمخاطرة والوصول الى اوروبا. وشكل الربيع العربي معضلة لاوروبا خاصة لان الغاء المعاهدة الليبية ـ الايطالية للتحكم بالمهاجرين ادى الى تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين.
وخصصت الصحيفة تحقيقا اخر عن قصة مهاجر تونسي عبر البحر الى اوريا في جنوب ايطاليا وقال انه لم يشاهد التلفاز منذ شهرين وكل ما يقوم به الانتظار حتى تفصل السلطات بأمره. وقال محمد المنادي انه ترك بلدته الدهيبة قرب الحدود مع ليبيا.
وقال المنادي انه كان يعمل في تهريب النفط مع اخوته ولكن مع اندلاع الحرب في ليبيا توقفت التجارة هذه مما يعني الجلوس عاطلا عن العمل. ومع ان عائلته حاولت اقناعه بعدم الانضمام لالاف من التونسيين الذين استغلوا فرصة الفوضى التي عمت البلاد بعد الاطاحة بنظام زين العابدين علي حيث كان بامكانهم التسلل بدون رقابة حرس الشواطئ والوصول الى الشواطئ الاوروبية التي لا تبعد سوى اميال. واتصل منادي مع مهرب في جربة وطلب منه الفي دينار كي يهربه.
وبعد انتظار طويل من اجل ان يتحسن الجو ويهدأ البحر انطلق القارب في 17 اذار/مارس الماضي محملا باكثر من خمسين راكبا وكان قائده شاباً في العشرين من العمر. وبعد ثلاثة ايام في البحر رسى القارب على شاطئ لامبيدوزا وترك الركاب المهاجرين يواجهون رحلة انتظار اخرى مع السلطات الايطالية التي نقلتهم الى معسكرات المهاجرين بانتظار تقرير مصيرهم.

 

هذه  هي  انسانية الناتو الذي يقصف  قوات الجيش الليبي  دفاعا عن  المواطنيين الليبيين كما يريد ان  يخدعنا ....  هذا الخبر  مهدى لكل من  لازال  مخدوع بانسانية الناتو  وقائدته امريكا ....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !