محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإنسانية أرسله الله رحمة للعالمين بما جاء به من الدين الذي جمع خيرى الدنيا والآخرة وبين ما ينبغى أن يكون بين الناس من تراحم وتواد وتعاطف, وعلمنا أن نتعامل فيما بيننا بالحسنى. لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين الذى أحاط بحياة البشر في كل جوانبها فلم يترك شيئا إلا وبين شرع الله فيه, القرآن أجمل والسنة فصلت ما نحتاج إليه لتستقيم حياة البشر. من أول ولادة الرضيع. ما حقه علي والديه وعلي مجتمعه؟ ذكرا كان أو أنثى, وكذلك في مرحلة طفولته, ثم شبابه ثم رجولته, وكذلك الأنثى في مراحل عمرها. لقد فصلت السنة كل ما يتصل بحياة الناس: المعاملات, البيع, الزواج, علاقة الرجل بزوجته من أول الخطبة حتى يرث أحدهما الآخر أو يورثا, وكيف يكون التصرف في المال المورث, المأكل الحلال والحرام – وما أحل إلا طيبا وما حرم إلا خبيثا- ولقد شرع الله في كتابه الحدود والقصاص لكى يحمى المجتمع من شرور الذين يعتدون علي الناس, ما جزاء القاتل والمعتدى على الجسد وعلى المال وعلي الحرمات, وكيف يتعامل المجتمع مع كل هؤلاء, بالقصاص بالمثل وبالسجن وبالتعزير وأكثر من ذلك علي تفصيل لا يترك مجالا للثغرات التى تتيح للمجرم أن يفلت من العقاب, ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن ساوى بين البشر في الحقوق والواجبات, وأن الناس سواسية أمام الله وأمام المجتمع ,ولو سار العالم طبقا لهذه القاعدة العادلة لما رأينا حقدا ولا بغضا ولا نزاعا, وبقدر ما يلتزم مجتمع بهذه القواعد تكون الحياة أسعد ما تكون وتتفاضل بها المجتمعات. إن من ينظر إلي العبادات التى شرعها الله, وفصلها النبى صلى الله عليه وسلم يجدها في أغلبها تهدف إلى غاية واحدة هى تنظيم وتيسير حياة الناس فقيرهم وغنيهم, وذلك عن طريق تربية النفس البشرية لترتقى إلي أعلى مراتب الإنسانية, وهل هناك رادع للإنسان أروع وأجدى من أن يكون في داخل نفسه يردعه عن كل ما يشين, ذلك هو تقوى الله فدين محمد صلى الله عليه وسلم جعلك رقيبا علي نفسك لا تحتاج لقانون ولا لبشر رقيب. لما أرسل النبى صلى الله عليه وسلم أشرق نور الإيمان ورقت قلوب القساة وسالت دموع كانت تحجرت في المآقى من خشية الله والإيمان بالبعث والحساب, علم الظالمون أنهم لن يفلتوا بظلمهم من عقاب الله, واطمأنت نفوس كانت يئست من العدل لما ترى من جور حولها, وردت للمظلومين آمالهم في الإنصاف ولو بعد حين, فمن استبطأ العدل في الدنيا اطمأن بتحقيقه في الآخرة.لقد وعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر الأكيد فقال {الذنب لا ينسى والديان لا يموت} فعلموا أن الله سيوفيهم حقوقهم.ولا يغيب ما في الحديث من وعيد للظالمين. سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أوضحت لماذا كانوا يحبونه قبل بعثته, لما يتحلى به من صفات الرجولة الحقة والأمانة, والبعد عن الشهوات, واللجوء إلي الخلوة في غار حراء كثيرا بلا رفيق ولا صاحب يؤنسه. ماذا كان ينتظر في هذا الغار, وهل كان ذلك إيذانا بالتكليف بالرسالة, إن هذه الخلوة في مكان بعيد عن الناس يدل علي تمتعه بشجاعة نادرة, بل كانت دليلا علي أنس روحه بالخالق الذي يبعث فيه الألفة حتى مع الجبل, ويذهب عنه الرهبة ويبعده عن كل ما يجرى في قرية كانت تعج بالإنحراف وعبادة الأوثان.هذا هو رسول الإنسانية, و هو الرحمة للعالمين, والخاتم المكرم, النبى الأكرم, صلى الله عليه وسلم. السلام عليك يا نبي الله.... السلام عليك يا خاتم رسل الله..... السلام عليك يا من بشرك الله برفع الذكر حين لم يكن يعرفك إلا قومك...... يا من اختصك الله بالصلاة والسلام.... يا من بلغت الرسالة علي الوجه الأكمل.... يا من شرفك الله بوصفه لك أنك (رءوف رحيم)... يا من وصفك الناس قبل الرسالة بالأمين.... يا من تفرد بالخلق العظيم...صلي عليك الله وسلم
التعليقات (0)