هذا ما يجب أن يقوله السيد محمد روراوة: شكرا لك•• أيها الشيخ الحكيم رابح سعدان |
|
شكرا لك·· أيها الشيخ الحكيم·· إسمحْ لنا أن ننحني محبة وإكراما لك، إسمحْ لنا أن نرفعك فوق رؤوسنا ونتباهى بك أمام الجميع·· لأنك نسجت بعقلك المستنير وإرادتك الصلبة قصة كفاح رائعة إنتهى فصلها الأول وستليها فصول أخرى، وعلى التاريخ أن يكتب ·· المناوئون يقولون إنك لم تحقق حلم بلوغ الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا·· ونحن نقول لك، إنك فعلت أكثر مما كنا نطلب منك، لقد ناضلت لتكون جديرا بالرسالة الوطنية التي تحملها·· فكنت كذلك بالفعل، النموذج الأبهى والأجمل للجزائري المكافح المؤمن بطاقاته والقادر على البذل في كل لحظة·· كنت كبيرا وشهما وجزائريا حتى النخاع·· علّمت رجالك أن يناضلوا بإخلاص وشرف ونزاهة·· لقد قاتلوا من أجل ألوان بلدهم، وواجهوا الكبار، فقدموا العروض المشرفة التي اشرأبت لها رؤوس الجميع، ورغم أن الحظ والوقت القصير والظروف الصعبة وشروط اللعبة وقلة التجربة حالت دون بلوغهم الحد البعيد في النهائيات كما توقع الجميع، إلا أنهم بالمقابل بلغوا الحد الأبعد في قلوبنا، وفجروا نبعا متدفقا من مشاعر الحب لهذه الوطن الجميل·· كم كنا بحاجة إليك، وكم نحن سعداء وفخورون بك ·· ·· نعم نعلم ذلك·· نعلم أن وقت رحيلك قد حان، إنها ساعة مؤلمة لكنها ضرورية، حيث تتمازج دموع الكبرياء بدموع الفراق وتختلط مشاعر الفخر بلوعة الحنين، فيكون المشهد الأصعب على قلوبنا·· إنها الحقيقة، وإنه قدرك أن تبقى الرجل الذي يأتي في لحظة غير متوقعة، يخترق الصفوف المنهارة ويختطف الراية من أيد أصابها الوهن واستسلمت للخنوع ويرفعها عاليا عاليا، لم يكن لأحد أن يصدق ما حدث، لكنك فعلت هذا حقا وبدأت العمل·· خطأك الوحيد أنك أعطيتنا من الأمل أكثر مما تتسع له قلوبنا·· كنا نريد·· نريد فقط·· أن ترحل بنا ـ عبر فريق تؤسسه في وقت وجيز ـ إلى كاس إفريقيا (أنغولا)، فمنحتنا فرصة اللعب في الدور نصف النهائي، فصرنا قاب قوسين من بلوغ النهائي والظفر بالكأس، لولا أخطاء حدثت لم تكن في الحسبان·· هل لأحد أن ينسى معركتك الكبيرة في (بانغيلا) مع فيلة كوت يفوار··؟ ولم يكفك هذا، بل جعلت تأشيرة الرحيل إلى مونديال جنوب إفريقيا ممكنة·· لكن الفراعنة أرادوا الوقوف سدا منيعا في طريقك وإنهاء حلمك الذي طالبك به الجزائريون، كانوا في أوج قوتهم وتألقهم، لكنك تمسكت بالأمل ووضعت يدك على جراحك وانطلقت، فسجل لك التاريخ موقعة أم درمان التي أبهرت بها العالم·· كان انتصارا مذهلا كرويا وأخلاقيا وعلى كل المستويات·· وتحقق حلم كبير يحسدنا عليه الجميعئ· وفي كأس العالم بجنوب إفريقا، دخلت الملعب بلاعبين جدد تنقصهم الخبرة والتحضير والانسجام، ناضلت ببسالة وأبقيت على حظوظنا حتى آخر دقيقة، وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب لك·· لم تحقق حلم بلوغ الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا·· لكنك فتحت طريقا أوسع لحلم لا بدّ أننا سنحققه في الرهانات المقبلة مع حكيم جزائري آخر يستحق شرف أن يكون خليفتك ويتعلم منك أن الرياضة التي لا تعود بأبنائها من شتات المهجر وهوامش اليأس في الداخل إلى حضن الوطن ليرفعوا العلم ويرددوا السلام الوطني ويناضلوا في الملعب من أجل القيم النبيلة ورسالة الشهداء ليكون لفوزهم تلك النكهة الجزائرية الخالصة التي لا يدركها إلا الجزائريون الأحرار·· دمت بخير أيها الشيخ الرائع رابح سعدان·· ومرحبا بالشيخ الذي سيخلفك بشرط أن يكون جزائريا وإلا فإنه سيتلف الحديقة التي غرستها في صحراء أيامنا ··
بقلم: علي مغازي |
التعليقات (0)