مواضيع اليوم

هذا ما حدث : مقتطفات من مذكرات الشهيد القائد صدام حسين

حسن الزوام

2009-12-05 09:33:30

0

 

 

هذا ما حدث

 

مقتطفات من مذكّرات الشهيد القائد صدّام حسين

 

 

ملك الأردن أنقذ عدي من الإعدام

زعيم عربي أبكته رسالة صدام من المعتقل

تفاصيل خطة تهريب صدام من المعتقل وكيف أحبطت

 

 

نسبت مذكرات إلى الرئيس صدام حسين قوله إنه قرر إعدام ابنه (عدي) عندما قتل أحد مرافقيه، لكنه تراجع بعد وساطة من ملك الأردن السابق الحسين بن طلال، وحسب المذكرات التي جمعها محاميه خليل الدليمي، فقد طلب صدام من القضاء أن يقول كلمته (لكنني وجدت أن وزير العدل والقضاء العراقي كان محرجاً أمامي فقررت إعدامه). ونسبت المذكرات إلى صدام قوله (لكن أم عدي أرسلت مبعوثاً من دون علمي إلى الملك الحسين بن طلال... وفوجئت به يطلب مني العفو عن عدي).

ووفقاً للمذكرات، الصادرة في 480 صفحة عن دار المنبر للطباعة في الخرطوم تحت عنوان (صدام حسين من الزنزانة الأمريكية... هذا ما حدث)، قال صدام: (اضطررت وفقاً للتقاليد العربية العفو عن عدي شرط أن يعفو عنه أهل الضحية). وكشفت مذكرات صدام حسين أنه أعد خطة سرية للهروب من المعتقل الأمريكي، وكان يحلم بالعودة مجدداً إلى السلطة التي أزاحته القوات الأمريكية عنها بعد غزو العراق في 2003.

وقال صدام في الجزء الأول من مذكراته إنه أعد (خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية وقوة خاصة أُسست قبل اعتقاله من أفراد حمايته، وحدد لها واجباً هو اقتحام سجنه إذا ما وقع في الأسر)..

وبحسب المذكرات، تنص الخطة التي كان من المفترض تنفيذها صيف 2006 على أن (تقوم قوة بإغراق المنطقة الخضراء بوابل من القصف لإشغال العدو، ثم تقوم قوة أخرى بقصف مقر قوات المارينز في المطار للمشاغلة فيما تقوم سرية بغلق مخارج الطرق ومداخلها التي سيسلكها الرئيس بعد تحريره).

المملكة بذلت جهوداً لتجنُّب الحرب

ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهوداً مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد -رحمه الله- واضحاً في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبد الله الذي كان وقتها ولياً للعهد، ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيساً عربياً كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، و(تؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة).

ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق، ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر، ويقول: (أعرف السياسة ولكني لا أحبها حتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها، وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام)، ويؤكد أن نهجه دائماً كان عدم زجّ الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله، ويضيف: (ليس عيباً أن تُحتل البلدان ولكن العيب ألا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتُلت ومازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن).

ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها (إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك).

اجتياح بغداد

وعن اجتياح بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دولياً أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت دون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، (خصوصاً بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار، ودارت معركة شرسة بين كرّ وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة الـآر.بي.جي وقاتل الحرس الجمهوري قتالاً مستميتاً في القتال التقليدي، والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسناً في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز الثريّا دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية).

اعتقال صدام

وحول اعتقاله أكد صدام حسين أنه تم عصر يوم الجمعة قبل صلاة المغرب في 12 / 12 /2003، ويقول: (عندما أتيت منهكاً ومتعباً بعد تفقدي لقطعات المقاومة، حيث كنت أتردد على أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين، وكان صاحب الدار صديقاً أثق به ثقة كبيرة، وهو قيس النامق، وكنت إذ ذاك أكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي كي لا أثقل على صاحب الدار، وكنا قد قمنا بوضع دراجة نارية وحصاناً وزورقاً مائياً جاهزاً للإبحار قرب الدار على نهر دجلة لنستخدمها في الهرب، فإذا جاء الأمريكان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق للفرار، وإذا جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونهرب من جهة الأراضي الزراعية، وإن أتوا من جهة الأراضي الزراعية نستخدم الدراجة النارية عبر الطريق الصحراوي، ثم زيادة للحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض للجوء إليه في الحالات الطارئة، وكان يشبه الملاجئ التابعة للجيش العراقي، وقد كنت عائداً للتو من تفقد بعض فصائل المقاومة، وأنا منهك من التعب وكان الوقت عصراً، فأخذت المصحف الشريف، وقرأت بعض الآيات، وبقيت حتى الغروب، وكانت زوجة هذا الصديق تعدّ لنا الطعام، وعندما حان وقت صلاة المغرب أغلقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، وإذ بصاحبي يركض باتجاه الدار صائحاً: لقد جاؤوا، لقد جاء الأمريكان، وعلى الفور نزلت إلى الملجأ إلا أن الجنود الأمريكيين اكتشفوا مكاني فقبضوا عليّ وعندها سمعت أحدهم يقول: الرئيس بوش يسلم عليك، ثم قام مترجم أمريكي يتحدث اللهجة العراقية وانهال عليّ بالضرب المبرح والعبارات البذيئة، وقام الجنود الأمريكان بضربي بأعقاب البنادق، ولم يكن ذلك الموقف سهلاً أبداً، وما دعاني للتشكيك في صاحب الدار، أنه قبل أسبوع من الاعتقال بدا شارد الذهن، وبدأ وجهه يتغير وتصرفاته أصبحت غير طبيعية، وبدا لي خائفاً ومرتبكاً، فيبدو أنه ركب الهوى واتبع الشيطان، وربما غنم الغنيمة التي وعده بها الأمريكان). ويقول صدام حسين في قصته هذه: (عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وأخوته هم الذين وشوا بي).

ويقول صدام حسين بحسب الكتاب: (بعد عشرة أيام من الاعتقال جاءني جنرال أمريكي ومعه مترجم مصري، وقال لي: هل تريد أن تكون كنابليون بونابرت أو أن تكون كموسوليني، فانتفضت وقلت: ألا خسئتم ولن أكون سوى صدام حسين. وأنا أرفض المساومة، ولا أطلب من شعبي أن يستسلم. بل سأحثهم على المقاومة والقتال).

مقتل عدي وقصي

وعن مقتل ولديه عدي وقصي، يقول صدام حسين إنه تلقى النبأ من أحد المواطنين العراقيين، حيث (نقل لي أحد المواطنين العراقيين كان يستضيفني في شمالي العراق: لدي خبر حزين ومزعج، ابنك عدي استشهد، فسألته: هل قاتل؟، أجابني: نعم، فقلت: عفيه!، فقال لي: ابنك قصي استشهد، فسألته: هل قاتل؟، أجاب: نعم، فقلت: عفيه!. وكذلك كرر بالنسبة لحفيدي مصطفى الذي وصلني نبأ استشهاده). حيث قال صدام حسين: (الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ودفاعهم عن وطنهم).

أسلحة الدمار الشامل

وعن التحقيق معه، يذكر كتاب (صدام حسين هذا ما حدث) على لسان الرئيس العراقي: (قام الأمريكيون بسؤالي عن مكان أسلحة الدمار الشامل، فأجبتهم: لا توجد، ولو وجدت لأفنيتكم بها. وكانوا يكررون عليّ السؤال دائماً أثناء التحقيق: لماذا قصفت إسرائيل بـ39 صاروخاً وهي دولة لم تهددكم؟. فأجيبهم: إن إسرائيل كيان مسخ وأنتم من أوجده، وهذا الكيان المسخ هو سبب كل مصائب المنطقة، وكذلك كانوا يسألونني عن سبب دعم الفلسطينيين، ولماذا تمنح كل إرهابي يفجر نفسه مبلغ 25 ألف دولار؟. فكنت أجيبهم: إن إمكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة قضايا الأمة، وفي مقدمها قضية فلسطين، وإن الذين يموتون هم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين إرهابيين كما تصفونهم).

ويذكر المحامي مؤلف الكتاب في إضافاته أنه كان ينقل رسائل شفهية من صدام حسين في معتقله إلى القادة العرب، وكان يوصي بألا يتدخلوا لإنقاذ رقبته فهو قد سلّمها للمولى، بل كان يوصيهم بالحرص على وحدة العراق الذي يُذبح من الوريد إلى الوريد، حتى إن زعيما عربياً بكى ثلاث مرات لدى تلقّيه رسائل صدام حسين من خلف القضبان.

كما يتطرق الكتاب إلى مبادرة الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله- رئيس دولة الإمارات آنذاك، وزيارة بريماكوف لبغداد ولقاء جاك شيراك.

صدام: لست عميلاً لأحد

ويقول صدام حسين: (أنا لست عميلاً لأحد، ولو كان الأمريكيون هم من أتى بي إلى السلطة لفضحوني منذ أول يوم تصديت فيه لهم).

وعن حكم الإعدام بحقه يقول: (لقد استغربت استعجال صدور الحكم في قضية هامشية وتافهة، ولكنهم أرادوا طمس الحقائق خوفاً من دحض حججهم الواهية، ولم يتطرقوا حتى لقائد المجموعة التي استهدفتني وهو السيد الكربلائي، وهو إيراني وليس عراقياً، والذي قُتل في الحال أثناء محاولة الاغتيال، وأنا أعرف أنهم يريدون إعدامي، ولو وجدوا حكماً أقسى من الإعدام لنفذوه، ولكني استغربت نطق الحكم في هذه القضية البسيطة علماً أن طارق عزيز هو الذي لديه معلومات عن الأسلحة الكيماوية، ويعرف من الذي استخدمها، ولكنه لم يُستدعَ في هذا الشأن).

كما يذكر المؤلف كيفية إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الكتاب فيقول قضى الرئيس ليلته الأخيرة على سريره كعادته يقرأ القرآن، بعد أن أُبلغ بأن تنفيذ الحكم سيتم صباح اليوم التالي، ووضعوا حراسة مشددة عليه خوفاً من إقدامه على شنق نفسه، إلا أنهم تفاجأوا بموقفه الصلب وشكيمته القوية وتقبله للنبأ، حيث إنهم لا يعرفون أن الإسلام يحرِّم الانتحار، وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة صبيحة يوم الإعدام اصطف بعض الضباط الأمريكان منهم قائد المعتقل، وقاموا بتوديع الرئيس الذي طلب توديع أخويه برزان وسبعاوي، وتقدم قائد المعتقل من زنزانته وأخبره بأنه سيتم تسليمه للعراقيين، وسأله ما هي مطالبه، توضأ صدام حسين، وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير، ثم طلب أن تُسلَّم حاجياته الشخصية إلى محاميه ومن ثم إلى كريمته رغد، وطلب أن يبلغوا عائلته بأنه ذهب إلى ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة وبصفته جندياً مقاتلاً بذل نفسه لأجل وطنه، وارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود ووضع سدارة بغدادية على رأسه (فيصلية)، ثم صعد وأفراد حراسته الأمريكان إحدى العربات المخصصة وهي مدرعة تحمل علامة الصليب الأحمر الدولي، ثم نُقل بعدها إلى إحدى طائرات (البلاك هوك) الأمريكية وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه ليشاهد بغداد ويتأملها من الأعلى للمرة الأخيرة.

وفي الساعة الخامسة والنصف فجراً دخل مقر مكافحة الإرهاب، وشاهد أقفاصاً حديدية فيها رجال من العراقيين والمقاتلين العرب الصادرة بحقهم أحكام إعدام، فنظر إليهم الرئيس وحياهم بابتسامة وحيوه بدورهم.

محاولة خطف صدام وتسليمه لإيران

ويذكر الكتاب محاولة لاختطاف الرئيس صدام حسين وتسليمه لإيران مقابل مبالغ خيالية، وقد تدخّل المالكي لدى مقتدى الصدر لتجنب التسبب بفضيحة مدوية والإحراج أمام الأمريكيين، ويذكر المؤلف أن تنفيذ الإعدام تأخر بعض الوقت ريثما يصل مقتدى الصدر إلى مكان الإعدام، وبالإضافة إلى الصدر حضر الإعدام كل من عبد العزيز الحكيم وموفق الربيعي وعلي الدباغ وسامي العسكري وبهاء الأعرجي ومريم الريّس، وكذلك منقذ الفرعون، بالإضافة إلى ضباط إيرانيين يجيدون اللغة العربية، ومنهم الجنرال سليماني، وهؤلاء قاموا بالتحدث مع صدام حسين قبل صعوده إلى المنصة باللغة الفارسية لينقلوا له أن مصيره النهائي ومصير العراق قد أصبح بيد إيران بحسب الكتاب الذي يتطرق إلى عدة محطات ومواقف في عهد صدام حسين كموقف بعض الدول العربية من أزمة الكويت وموقف إيران، والانتفاضة الفلسطينية، وتفاصيل معركة المطار، وتفاصيل زنزانته في السجن، وأخطاء بعض أقاربه، وقصة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، ودور الموساد في الاحتلال، وإضرابه عن الطعام، ولقائه وزيراً إيرانياً، وبعض المبادرات الهادفة إلى إطلاق سراحه، ورفضه لطلب جلال الطلباني، ورسائله المتبادلة مع نائبه عزة الدوري.

منشورات الطليعة العربية في تونس




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !