مواضيع اليوم

هذا ماقاله ديورانت عن القران

راميار فارس الهركي

2010-10-09 09:50:12

0


تناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية منذ ايام ، خبر مفاده ، ان الملحد خيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية اليميني في هولندا اصر على وصف القران الكريم ب ( الكتاب الفاشي ). 


فهذا الكلام سمعناه سابقا من كتاب وادباء وعلماء وسياسيون غربيون امثال فيلدرز ، الذين بات شغلهم الشاغل محاربة القران بشتى الطرق والوسائل.


في المقابل هناك اراء صادقة أطلقها كتاب ومؤرخون من الغرب حول القران الكريم ، وكانت لا رائهم مواقف مشرفة في الدفاع عن الاسلام والمسلمين ، وبقيت راسخة في اذهاننا حتى الان.


قبل الولوج في احدى تلك الاراء الصادقة والشجاعة التي قيلت حول القران الكريم ، يجب اقول ان المدعو فيلدرز ليس غريبا عن الاسلام والمسلمين ، فقد اشتهر هذا الملحد بمواقف معادية للدين الاسلامي ، وذلك من خلال مطالبة المسلمين في هولندا بتمزيق القران الكريم واتهامه للنبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم بالارهاب ، وانتاجه فلما عام 2008 حاول من خلاله ربط الآيات القرآنية بالعمليات الارهابية التي وقعت في الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي دول العالم.
وكما هو معروف لدى الجميع فأن فيلدرز وامثاله من الملحدين يدركون جيدا ان الاسلام براء من الارهاب وما يقترفونه رعاة الارهاب من جرائم بحق الانسانية.
وهنا اقول لفيلدرز ان اصرارك الدائم على مهاجمة الاسلام يأتي لخدمة اهدافك السيئة وهي أضعاف ايمان المسلمين وزرع التفرقة بينهم واثارة العنف والكراهية ضدهم ونقل صورة سيئة عن الاسلام والمسلمين الى العالم ، وهذا لن يحصل ابدا .


وكان اخر تلك الهجمات هو اصرارك الدائم على وصف القران وهو كتاب الله (بالكتاب الفاشي) .


متى كان القران الكريم يدعو الناس على عدم المساواة بين الافراد واغتصاب حقوق الاخرين وحرياتهم باستعمار الشعوب الضعيفة وسفك الدماء ؟ كما دعت الفاشية وغيرها من المذاهب التي كانت تدعو وبصريح العبارة الى ظهور القوى الاستعمارية على حساب الاخرين واللجوء الى اساليب القمع الخاص ضد الابرياء .


ومتى كان القران يدعو الى نشر ثقافة العنف والارهاب بين الناس ؟ .


ألم يكن الارهاب نتيجة حتمية لحروبكم المستمرة واستعماركم للاخرين على مدى قرون طويلة ، عندما كانت محاكم التفتيش الدينية تنتشر في اوروبا وتبث الرعب والخوف والارهاب في قلوب الناس.


إدعيت اكثر من مرة بأنك لم تقل سوى الحقيقية فيما يخص الاسلام والمسلمين .


ترى ماهي الحقيقة التي تنادي بها ؟ أهي فشلك المتواصل والذريع في زعزعة مكانة الاسلام والقران لدى قلوب المسلمين ؟

ام ادعاءاتك الكاذبة حول سقوط القدس بأيدي المسلمين؟


ام حقيقة اعجابك المستمر بإسرائيل ، راعية الارهاب الاولى في العالم؟


اقول لك وبإختصار ان القران الكريم اكبر واعظم من ان يوصف بتعابير ومصطلحات دنيوية ، ففي الوقت الذي كنت تدعو فيه انت واسلافك الى محاربة الاسلام والقران ، اوصانا القران بالعفو والرحمة عن امثالك من الملحدين ، كما اوصانا بالعدل والاحسان وصون حقوق الاخرين واحترام الاديان الاخرى .


والقران قبل كل شيء هو معجزة إلهية انزلها الخالق عز وجل رحمة على الناس .


ولكن أنى لجاهل مثلك ان يعي ان مافي القران من مبادىء سامية جاءت لتقويم حياة الناس والارتقاء بهم من وكر الوحوش الى منابر العقلاء وليس لنشر تعاليم الفاشية بينهم.


ان ماتدعو اليه انت وذاك القس الامريكي الذي اراد ان يحرق القران ، لايهد من عزيمة المسلمين وانما يزيدهم اصرارا وتمسكا بدينهم الحنيف.


وكما ان هناك اراء معادية للاسلام في الغرب ، هناك ايضا مواقف صادقة واراء شجاعة قيلت حول الاسلام والقران ، منها ماقاله الفيلسوف والمؤرخ والكاتب الامريكي وليام جيمس ديورانت صاحب كتاب قصة الحضارة ( القران يبعث في النفوس اسهل العقائد واقلها غموضا واكثرها تحررا من الوثنية والكهنوتية ، وقد كان له الفضل الاكبر في رفع مستوى المسلمين الاخلاق والثقافي ، حيث اقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية وحضهم على اتباع القواعد الصحيحة وحرر عقولهم من الظلم والقسوة وحسن احوال الارقاء وبعث في نفوس الاذلاء الكرامة والعزة).


ويقول ايضا ( القران الكريم غني بالعبارات الخلابة التي لا يفهمها الغربيون ، وهو بإجماع الاراء خير كتاب واول كتاب) .


ويضيف ( ظل القران الكريم قرونا من الزمان يثير خيالات الناس ويشكل اخلاقهم ويشحذ قرائح مئات الملايين منهم ) .


اذن كيف لكتاب نظم لقواعد النظام والوحدة الاجتماعية وحرر العقول ورفع المستوى الاخلاقي والثقافي وحسن الاحوال واثار خيالات الملايين وشكل اخلاقهم ، ان يكون (كتابا فاشيا).

راميار فارس الهركي

 

المصادر: قصة الحضارة المجلد 21 الفصل الرابع ص 83

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !