الاقتصاد المزدهر القوي الذي هو ضالة البشر دينيا ودنيويا يبنى على عمل ليس له دين إلا الإتقان والإبداع وهو أيضا سر الرفاهية البشرية والسلام الاجتماعي والحياة الكريمة...إن السجاد الخاص بالصلاة الإسلامية يصنع عند عبدة البقر!! ويكسبون من ورائه ما يجعل حياتهم كريمة بعيدة عن الفقر ولا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)...وليس مكتوبا على منتج من منتجاتهم هذا صنع في الصين البوذية ولا أمريكا الإنجليكية ولا ألمانيا الأرثذوكسية ولا البروتستانتية ولا حتى في مصر السنية ولا صنع هذا الصاروخ في إيران الشيعية...!!
المهم أن تصنع وأن تزرع وأن تكسب وأن تعمل دون النظر إلى ما تعتقد وتؤمن...
أنا أشتري الطعمية من محل مسيحي لأنها متقنة والجبن الدمياطي والرومي والزيتون من محل الخواجة كوستا لأنها نظيفة وطعمها جيد وأشتري السجادة من صنع الصين وألبس الملابس من سنغافورة أو تايوان وأشترى الزبد من منتجات فرنسا والنمسا والنرويج وأشتري الذهب من محل مسيحي لأمانته في الميزان وحسن تعامله!!!
وأشتري السلاح من أي دولة دينية أو غير دينية لأنه سلاح فعال وجيد...
وأشتري القمح الذي أعاني من الحصول علي خبزه في أفران مصر من دولة شيوعية ولا أشعر بتغير طعمه عن الخبز المصنع من القمح المصري....ولا أبالي أي دين لقاض يعيد لي حقي الضائع...ولا أبالي أي دين يدين به رئيسي إذا عدل وأرفضه إذا ظلم ولو كان شيخا للإسلام...
وأرضى بمعاملة الجار الذي يخالفني في الدين إذا أحسن جيرتي وأقاتل الجار الذي يسيئ إلى ولو كان مسلما ...وأحيل إلى القضاء من أكل حقي أو غشني أو اعتدي على دون أن يكون لدينه دخل في صداقتي أو عداوتي....
وأسامح من قدم الأسف للإساءة التي فعلها ولا أسامح الذي يتجاهل الاعتذار ويأبي أن يقدم الأسف ...وأحترم من يعمل على قضاء حاجتي من الموظفين العموميين وأحتقر من يأخذ مني رشوة ليعطيني حقي...وأحترم من لا يطفف المكيال والميزان وأحتقر من يسرقني ...كل ذلك وغيره من الأفعال لا أنسبها إلى دين فاعلها ولكن أنسبه إلى رجل محترم أو مجرم أحتقره بل أكرهه...
لهذا أقول إن الشرف والقانون والحق والعدل مبادئ يقرها كل دين ويقرها أيضا كل قانون عادل يحترم حقوق الإنسان..هذا هو ديني الذي هو أيضا دين الإسلام والذي لا ينحرف ولا يشذ عن مصلحة البشرية كلها
التعليقات (0)