مواضيع اليوم

هذا بيان للناس

انور محمد

2011-08-20 03:13:44

0

   (( لا أريد أن أعيش وحيدا فى هذا العالم ،

 

  و لكن أريد أن أعيش فى عالمى وحدى ...))

 

    حاولت غير مرة أن أراقب نفسى و هى تحب و تكره .. و هى ترضى  و تسخط .. و هى ترغب و ترهب .. و هى تقدم و تحجم .. وهى تأمل و تخجل .. و هى تقترب من الناس و تبتعد عنهم ... و قارنت بين ما تفعله و يفعله الآخرون  ، بين ما تقوله و يقولون .. بين ما تبرر به فعلها و ما يبررون  ،  فوجدت أن الجميع يدور فى فلك واحد ،  ولكنها  تعتقد و هم كذلك يعتقدون ، أنها تتميز عنهم و هم يتميزون ،  و الحقيقة غير ذلك  .

     

      فكلنا لنا إطار واحد ندور داخله  و قالب واحد نتحرك من خلاله ، ولكن المختلف هو الوسائل التى يمنحها الله لكل نفس  ،  حتى هذه الوسائل ليس لنا فيها خيار فهى  مكونة من عناصر البيئة المحيطة بنا .. من ثم  فنحن جميعا نمتلك نفسا واحدة تريد أن تعبرعن ذاتها و تسبح فى الكون من حولها  ، ولكن السمكة التى وجدت نفسها فى الماء اخذت الاكسوجين الموجود فيه ،  و الزهرة التى نبتت على الأرض فقد أخذته من الهواء .. أما الصخرة فقد اكتفت بالنظر له يتحرك من حولها .

 

      كذلك عندما راقبت عقلى وهو يفكر و حاولت رصد توجهاته فى الموافقة و الاعتراض  .. فى القبول و الرفض .. فى التفريط و الأفراط .. فى التحزب و الاستقلال .. فى التعصب و التسامح .. وجدت كل هذه المعانى  يجمعها كذلك إطار  واحد  كلنا نتحرك داخله وينظمها عقد ثابت  كأنه سياج يحذر علينا النظر من خلفه..

     

     و أنت يا سيدى .. راقب نفسك عند قراءة كلماتى تلك ولا  تراقب آراء من حولك فيها ، ابحث فى نفسك فقط عن معناها و لا تهتم باختلاف فهمك لها معهم ، و ما ذاك إلا أنك ستلقى لهذا المقال على بساطته تباينا عجيبا  ستجد أن هذا الحديث يراه البعض ساذجا و قد يبدو لدى آخرين معقدا .. ستنظر إليه فئة على أنه تحررى ، و أخرى على أنه تكفيرى ... سيحسبه فريق من الناس على كلام الفلاسفة و يظنه الفريق الآخر ضربا من الهرطقة . كل هذه الانقسامات قد توحى لنا أن الناس لا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك .. و أننا لا ننتمى لنفس واحدة خلق الله منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء ..

 

    و أنت يا سيدى  -  هداك الله  -  ما رأيك ؟؟  تريدنى أن أفسر لك الرأى و أوضحه  .. نعم سأفعل ولا أكتمك سرا أننى ينتابنى قلق من عدم فهم هذه الأفكار لدى البعض  ، و كل ما أرجوه من القارئ الكريم أن يراقب نفسه قبل قراءة المقال و بعد قراءته ،  و أن تكون قراءته للقائم به مثنى و فرادى فقط و لا ينطلق به إلى ظل ظليل مع صحبه ليدرسوه فهذا من الأخطاء العقلية التى سنتحدث عنها خلال بسط المقال عن العقل و النفس ، كذلك عليه ألا  يعزم حلا و لا عقدا إلا مع نفسه وحدها فهذا ما نراهن عليه فى سرده .. وهذا بيان للناس

                                والله من وراء القصد .

                                      بقلم

                                         أنور محمد أنور 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !