مواضيع اليوم

هذا النقاب .. لم يعد يليق بالمرأة المسلمة ..

محمد شحاتة

2012-02-20 14:33:55

0

                      

                     يمكن للمرأة المسلمة - خاصة في المجتمعات الغربية- أن تستر جميع مفاتها ولكن بملابس مسايرة للعصر ولا تثير الفتنة

لماذا لا نواجه أنفسنا نحن أيضاً ؟!..
لماذا لا ننتفض ضد الأدمغة المتكلسة المتحجرة التي ربطت عقولنا مكان أقدامنا ؟
نحن في الألفية الثالثة .. والعالم من حولنا يعدو بسرعات لا تلاحقها مداركنا ..

ونحن هنا محلك سر ..
تبدل كل شيء .. كل شيء يتغير ..

ليس كل قرن ..ولا كل عام .. بل كل ساعة ..ولحظة ..وثانية ..
لماذا نعطي الدنيا عنا انطباعاً بالتخلف .. والتحجر .. والتخشب ..والجهل ..والخوف منا ؟!..
رغم الخلاف "الشديد " وانقسام الآراء في "النقاب " بين كونه "عادة قبلية " و كونه " فريضة إلهية" ..
إلا أننا وإن أقررنا أن النقاب فريضة ..

فلم يحدد الله لنا "زياً " محدداً لهذا النقاب لا يجوز لنا أن نخالفه ..
فالنقاب فحواه ستر الوجه وستر مفاتن الجسد في المرأة ..
أما بقى طريقة ستر الوجه والجسد ..
فهي ليست حكراً على شعب معين, أو قبيلة معينة , أو مذهب معين , أو جماعة معينة لتحتكرها وتصدرها وتفرضها وتهيمن بها على عقول المسلمين بحيث لا يصلح "النقاب" ولا يصير شرعياً إلا بهذه الصورة المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي والعالم أجمع ..
إن الصورة "المشوهة" لرداء المرأة المسلمة المنقبة والتي انتشرت واستشرت تحت سطوة وسيطرة عقليات ومرجعيات دينية تحكمها النزعة "القبلية" أشد مما يحكمها الوازع الديني ..

هذه الصورة أثرت – سلبياً – في صورة الإسلام في عيون العالم ..
لن نتحدث عن فرضية النقاب .. ولكن نتحدث عن مدى فرضية و"فرض" هذا " الزي" المتشابه والموحد على مستوى العالم الإسلامي الذي ترتديه المرأة المسلمة المنتقبة ..

فهو زي مرتبط في "هيئته" بإمرأة الصحراء في العصور القديمة في زمن الخيام ..

تغيرت الدنيا ولم يتغير هذا الزي .. وقد أصابت أهل الخليج نعمة البترول وتغيرت أحوالهم ..

ورغم بقاء الزي الخليجي للرجال موحداً في (الجلباب الأبيض) و"الغترة" و"العقال"..

إلا أن بلهنية العيش ورفاهيته وسعة الرزق خلقت مدارس تتنافس منافسات شرسة في فنون إبراز جماليات الجلباب الرجالي ذي اللون الواحد الأبيض ..

حتى أنك لو كنت في الحرم المكي أو النبوي مثلاً أو في إستاد رياضي أو في أي تجمع رجالي فإن عينك ستدهش حتماً حينما تراهم متوحدين في الزي "الجلباب" .. وفي اللون " الأبيض" .. مع لمسات فنون الأناقة وجماليات تفاصيل الجلباب واتساقه مع غطاء الرأس بطريقة يبدو فيها الرجل الخليجي كما الطاووس في أناقته وخيلائه ..

بينما بقيت المرأة المسلمة المنتقبة برادء يفتقر "في تصميمه" إلى ثمة فن أو ذوق أو حتى استحسان ..

وكأن وجوب أن يكون رادؤها طارداً للعيون وللأنظار يقتضي أن يكون مثيراً للنفور منها ومخيفاً في ذات الوقت !!!..
لئن كانت شعوبنا وبلادنا تتصل بالصحراء وحياتها .. وتتعارف على الزي البدوي .. ومعتادة على رؤية المرأة فيه – رغم أن زي المرأة البدوية مستورة الوجه تجد رداءها هذا قطعة جمالية من الفن والإبداع على بساطته وبساطة مادته القماشية-

إلا أن الثقافة الغربية عموماً والأوربية خاصة وفي ظل معركتها الشرسة الطاحنة ضد الإسلام كعدو حاضر بعد الشيوعية قد وجدت ضالتها ومن ثم سددت ضربتها للإسلام .. ووصمته بالتخلف والإرهاب في صورة رداء المرأة المسلمة المنتقبة المثير للرهبة والريبة بأكثر منه للحشمة والتعفف ..
فما المانع لدينا في أن نبتعد قليلاً عن الانغلاق و التحجر والتكلس؟ ..

وأن نطلق خيالات الإبداع في فنون تصميم أزياء الرداء والنقاب لتحقيق المعادلة في رداء يجمع بين الذوق الإنساني في فنه الجمالي .. وبين ضمان الاحتشام وستر المفاتن.. 

 بحيث تظهر المرأة المسلمة في ردائها و نقابها مستوجبة للاحترام والتوقير بأكثر مما تثير النفور والخوف من ملابسها ..
ولماذا تقتصر مدارس فنون التصميم على الإبداع في تصميم وإخراج الجلباب الأبيض الخليجي ومشتملاته من العباءة والغترة والشماخ والعقال في أروع الصور أناقة وبهاء وجاذبية ؟ 

بينما تقفر تمام القفر وتفتقر غاية الافتقار في تصميم رداء المرأة المسلمة ونقابها بطريقة متحضرة وحديثة وتواكب أذواق هذا العصر دون المساس بمقتضيات الحشمة وستر "كامل" مفاتن المرأة على النحو الذي يرضي المسلمين الذين يؤمنون بفرضية النقاب ؟..
إن صورة المرأة المسلمة المنقبة التي قبضت عليها السلطات الفرنسية بطريقة قاسية وغير محترمة ومهينة وغير حضارية..

صورة هذه السيدة المسلمة وبتلك القطع من الملابس لا تليق بهذا العصر .. ولا تستسيغها المجتمعات الغربية التي "ارتضت" تلك السيدة المسلمة أن تعيش وسطها ..
بيدنا ..

لا بيد فرنسا ..

يجب أن نعيد النظر في هذه الصورة للمرأة المسلمة المنتقبة ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !