هذا المرض ..
أخ وزميل ومربي فاضل ومعلم للغة العربية وادابها ، ومن قرية قريبة ، يصغرني سنا بعقد من الزمان ،وحضرت عرسه يوما وهو وحيد والديه .... زاملتة في التدريس افترقنا ولكنه كان الصديق الصدوق ، عندما نلتقي بمكان بالاحضان والقبلات سلامنا ولقائنا ...وبالتاكيد نستذكر على عجل ايام خلت كان وما زال وهكذا اعرفه ،يحب التراث والزجل وخاصة موسى حافظ وكان يقول عنه عندما يصف عتاباه ""جعر " والجعير هو صوت الثور والعجول ولكنه لم يقصد يوما الاهانة بقدر حبه لذلك الشاعر ولديه جميع شرائط اغانيه وعتاباه ....وكنت ادعوه لزيارتي او يدعوني ولكن لم يحدث ان التقينا ببيت احدنا ،بادلته تهاني العيد اكثر من مره على التلفون ولم يعرفني ابنا له او زوجه ولكنه حتى على الهاتف كات هاتفا بالاخوة والصداقة الحقه .....
آآآآآه يازمن !!!!بالامس وبالامس فقط احد طلابنا ياتي بالخبر الذي زلزل كياني وافقدني صوابي وجعلت افكر بهذه الدنيا الفانية وذلك الانسان وما يعانيه من سكرات الموت وهو في احدى اسرة المستشفى الحكومي يفيق ليغمى عليه من جراء هذا المرض اللعين السرطان ....ورغم مرور ساعات على علمي بخبر مرضه لم اتجرأ للحظة ان اذهب لزيارته ...فهناك بالتاكيد سأجد زوجته التي لا اعرفها وابنه الصغير وبناته جميعهم لا يعرفونني ولا اعرفهم شكلا ولا معاملة ،وسأجد ربما اقارب لا ادري وضعهم وحالهم ولا يعرفونني ايضا ...المال هم ليسوا بحاجة اليه او هو اخر ما يحتاجون اليه الان حسب معرفتي ...والحنان بالتاكيد ليس انا من املكه وتخفيف المرض هذا بيد رب العالمين ...انا متاكد انه لو فاق ووجدني فوق راسه سيعني له ذلك الشيء الكثير ومن يتحمل منا نظرة العيون احداها تسكب دما ودمعا وألما والاخرى ان تسكب مئل ذلك حزنا ...اتخيل انه يفيق ويجدني بجانبه ..واذا مسموح ان اجلس بجانبه اليس زوجته وابنائه الصغار اولى بتلك اللحظات ...وما هو شعور الانسان يشاهد الموت امام عينيه لصديق او زميل وهومكتوف اليدين لا يستطيع ان يفعل شيئا ..
ان قلبي ولساني يدعوان له ... فادعوا معي سأدعو له ليل نهار ان يشفيه الله وان يخفف عنه ما هو فيه وعن اسرته ما هم فيه ... أدعو له بالشفاء العاجل ولكل مصاب ومصابة بمرض السرطان او اوجاع او اسقام فهم يعانون من اوجاع تفتك بأجسامهم ونفسيتهم لكن رحمة الله وفضله اكبر وأشمل ولله الامر من قبل ومن بعد
قال تعالي : " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ <>َفاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ "
وقال تعالي : " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ <> فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ "
قال تعالي : " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ <>فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "
قال تعالى : " امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض االه مع الله قليلا ما تذكرون "
فلا تقنطوا من رحمة الله وشكرا لكم
اخوكم عوني ظاهر 24 رمضان 1432 ه
ـولكنه الموت لم اكن ادري انني اكتب عنه وهو في رحمة الله
انا لله وانا اليه راجعون
التعليقات (0)