هذا أنا !
I
كفُّ الرَّضيعِ تتعرَّفُ - و بنهمٍ - على ملامحِ وجهِ ذئبٍ أبيضَ .
ساقانِ مبتورتانِ من الرُّكبتيْنِ ؛ تتعانقانِ في كيسِ قُمامةٍ أسودَ .
مِعطفٌ صارخُ اللَّونِ في حفلِ التَّأبينِ .. مِعطفٌ أحمرُ .
هذا أنا !
II
نحلتانِ على موئلِ رحيقِ الأوركيدةِ .
أُختانِ تعشقانِ الرَّجُلَ الغامضَ ذاتَهُ .
كأسانِ فيهِما ثُمالةُ نبيذٍ جيِّدٍ ؛
فيما يغفو على أحدِهِما أثرٌ لأحمرِ الشِّفاهِ .
هذا أنا !
III
شَعرُ المجدليَّةِ النَّاريُّ ؛ سادنُ اللُّهاثِ الأكيدِ .
جُوريَّةٌ بين نهديْ فُراتيَّةٍ لا تاريخَ لها في الخبيثِ من الإغواءِ .
قطعةُ قُطنٍ عليها بقيَّةُ دمٍ جافٍّ ؛
و بجوارها حقنةٌ و حبلٌ من المطَّاطِ .
هذا أنا !
IV
مدينةٌ !
لا لا ؛ بل غجريٌّ ..
غجريٌّ لا يملك سوى زَهرَي نردٍ ، و مزمارٍ ..
و عليهِ – بشكلٍ ما - أنْ ينجو من كمائنِ المدينةِ .
جنديٌّ ينفثُ - بانفعالٍ - دخَّانَ لِفافتِهِ ؛
فيما العدوُّ يقتحمُ المدينةَ .
ساعي بريدٍ يتلصَّصُ على رسائلِ أُناسٍ لا يعرفهم ..
على رسائلِ قاطني المدينةِ .. المدينةِ عينِها .
هذا أنا !
V
حصانٌ رماديٌّ – أعني ليسَ داكنًا – يعدو في هضْبةٍ أسيويَّةٍ .
نهدانِ ناضجانٍ – في الواقعِ هُما متورِّمانِ - في موسمِ الخصبِ .
حصًى غيرُ متناسقاتِ الشَّكلِ ؛
تراكمنَ بضراوةٍ حولَ فوَّهةِ الينبوعِ .
هذا أنا !
اللَّوحةُ بعنوان : Fear للتَّشكيليِّةِ الأميركيِّةِ : Ema Thoen .
النصُّ مكتوب في خريف | 2009 .
نُشر في صحيفةِ "الكويتيَّة" الكويتيَّة عدد 31 | تمّوز | 2011 .
سعد الياسري
السُّويد
تمّوز | 2011
الموقع الشَّخصيّ
التعليقات (0)