هدى " كانت " فتاة تكبرني بعشر سنين ، تزيد قليلاً وربما بكثير ، فكل شيء في التفاصيل ليس بذي قيمة إذا ما تكلمتُ كيف حينما تبتسم وتظهر أسنانها وكأنها رسمة فنان لمسابقة أجمل أسنان . لم يكن عمري الذي لم يتجاوز الــ 11 سنة يدرك من الحياة إلا الخجل ، لم نعتد ولم يعودونا على رسم كلمات الجمال في أوراق التجلي .. لكنها صنعت من إبتسامتها ذاكرة وإستيطان - غير صهيوني - .. أحبت أخي الأكبر وأحبها ( أحببناها ) إثنانا ، لم نعرف أننا مشتركين في حبها إلا بعد أن تزوجت وتركت بيتها الذي يلاصق بيتنا . إذ بعد سنين من زواجها ، وبعد أن أصبح هناك تقارب بيني وبين أخي في مسألة الوعي ، وبينما نحن جالسين ذات زمن ، همس لي وقال : تتذكر هدى ؟
وبنظرة من عيني وإبتسامة من المكان قلت له : لديها ولدين الأن حسب مااعرف .. قاطعني بسرعة وقال : أدري أدري .. وكأنه لا يخاف أن يعرف أحد أنه كان يتابع حياتها عن قرب ..
هل تتذكر إبتسامتها ...؟
وهل اضاعني غير إبتسامتها ( همست بداخلي ) ..
نعم أتذكرها ..
هل تعرف أننا كنّا على علاقة ومقسمين على أن نكون لبعض حتى يغطينا كفن واحد ؟
الله .. الله .. وأنا أقول ما سبب هوسك بعبد الحليم ، وزي الهوا .. وتاريك ماسك الهوا ..
قهقه قهقهات فيها من السعادة والتحسر ..
همست له بعجالة .. أنا أحببتها والله .. مثلك ..
نظري إليّ وقال : ربما ستكون منافساً لي في حبها لو كان عمرك مقارب لعمرها .. وكأنه يرفع من وتيرة التقارب الذي تم بيننا مؤخراً وتحول من أخ أكبر .. إلى صديق مختلف ..
سألته : مالذي جعلك تحبها ؟
وكأن السؤال لفرط غبائه صعقه ..
قال .. الشيء الوحيد في هذه الدنيا الذي لا نعرف له سببا ولا كيف يتكون ، ولا مما يتكون هو " الحب " ، هو شعور منفرد وفريد لا تعرف متى يظهر ولا كيف يظهر ..
ثم سألني .. وأنت لماذا أحببتها ؟
هاهاهاهاهاههاهاهاهاهاهااهييييييييييييي هكذا قهقهت .. وكأني أستبق أن تكون إجابتي غير مثيرة للسخرية لديه ..
قلت : أحببت إبتسامتها يااخي " يااخي قلتها كما يقولها عادل إمام في بعض أفلامه " <<<<<< متأثر فيه ..
حاولت الإسترسال .. أشعر حينما تبتسم وأرى أسنانها أن شيئاً هائلاً يتفجر داخل قلبي ويتحول إلى جزئيات تتراقص وتتمايل بل واسمع موسيقى أول مرة أسمعها ..
قال : هذا ما يشبه أو يسمى عشق الجزء .. فبعض الأشياء ككتلة واحدة قد لا تلتفت إليها ، إلا أن هناك أجزاء أو تفاصيل دقيقة لها وقع مغاير ..
قلت له : هل تصدق إني أحلم كثيراً بل وأتمنى أن أكون قطعة كيك مغرية جداً وفي نفس الوقت نادرة جداً كي تبدأ بأكلها ببطئ شديد جداً وأن أصور هذا المشهد كي يكون عزاء لي حينما تغيب عني ..
قهقه هذه المرة لكنها كانت قهقهات فيها شيء من الرجوع إلى الواقع والتسليم بالأمر ..
لماذا تزوجت ونقضت عهدها لك أو عهدكما لبعض .. ؟
فقال أخ يااخي " هذه الحياة ضنينة " وكانت جملة أول مرة أسمعها إلى أن تعرفت عليها مستقبلاً حينما دخلت الإنترنت ..
أهلها أرادوا تزويجها ، وأنا ما زلت طالباً ، طبعاً المعنى ضيق حال اليد ، هذا ماحاول إختصاره بتلك الجملة ..
الأن هدى لديها من الأولاد خمسة ، لكن الشيء الذي لا أعرفه هل ما زالت تحتفظ بتلك الإبتسامة أم تسببت كيكتي بتسوس أسنانها ..
التعليقات (0)