هدنة الموت يا أسد..
I
لم أتفاجأ إطلاقا من الهدنة التي أقر بها النظام الفاشي مع الجيش الحر لوقف إطلاق النار , فهي النتيجه الطبيعيه لهكذا نظام, و إنما أدهشني حجم التناقض بين الأمس و اليوم والأعتراف الغير مباشر بالخسائر التي لحقت بقواته,وهي إقرار ضمني بوجود فعلي لطرف ند يطالب بحقوقه. بعكس خطابات بشار منذ إندلاع الثورة التي أسرف فيها بحبكه قصة سبقه بها من كان قبله حينما برر سفك الدماء بوجود مؤامره كونية و عصابات مسلحه تعيث في البلاد قتلا وفساد,اليوم ها هو (الأسد) يعقد هدنة مع الجيش الحر التي لها مدلولات عديدة تشير أهمها إلى تخبط جيش النظام والحاجه إلى إعادة التنظيم على الأرض للسيطره على ما تبقى تحت قبضة يدة.
II
لعل من الأهمية التذكير بسيناريو مشابة حدث في سبتمبر من العام 2009 حين أعلن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي وقف إطلاق النار و القبول بالشروط الستة التي فرضتها حكومة علي عبدالله صالح و المملكة العربية السعودية أنذاك, و أنهت فصل من فصول التمرد لجماعة مسلحة متمردة ذات إيديلوجيا غيبية ودعم و تمويل إيراني إتضح للعيان حينها .المفارقة العجيبه اليوم أن من يطلب وقف إطلاق النار ليس بجماعة ذات إمكانيات محدودة وتتخذ من الجبال مأوى لها لتشن حرب عصابات ,بل هو نظام دولة يفترض أنه حاكم بكل مفاصله و مؤسساته و له كامل الشرعية .
III
أتسائل يا ترى ماهو موقف المتعاطفين والمؤيدين لهذا (الأسد) حين أعلن الهدنة مع من وصفهم منذ إندلاع الثورة بالجماعات الإرهابيه المسلحة ؟ بأي عين سيواجه الشبيحة و الخونة إرادة الشعب الحر بعد سقوط النظام ؟ أين سقطت شعارات الممانعة والمقاومة ؟ بأي خطاب سيبرر حسن نصرالله إنهيار رقعة الشطرنج و إختفاء زعيق المقاومة من طهران إلى البقاع ؟ كيف سيواجه النظام الإيراني الداخل الملتهب بعد سقوط طاغية سوريا أمام ثورة الشعب ؟
التعليقات (0)