مع إقتراب عيد الأضحى المُبارك، بدأت تتعالى أصوات (نشاز) تنادي بـ(هدنة) مُحتملة بين النظام السوري السّفاح، وبين المواطنين الذين جعلوا من حلم إنعتاقهم ـ واسترجاع حقوقهم المهضومة، وكراماتهم المهدورة ـ المُؤجّل . تاريخهم الأوحد للعيد ولإقامة الأفراح ؟!..
ولا أدري حقيقة،ً ما المعنى المقصود أو الهدف المنشود، من هدنة لم يُحترم قبلها ولن يُحترم بعدها، حق الإنسان حتى في الحياة، فكيف بالإبتهاج بمناسباته المُستمدّة من عقائد رفسها النظام الباغي برجليه، وداس على قيمها قبل أن يدوس على رقاب أصحابها ؟!..
من المنظور المنطقي . الشعب المذبوح من الوريد إلى الوريد، والمُتدفّق دمه في أرجاء سوريا منذ قرابة العامين، والذي فقد أكثر من عشرين ألفا من أبنائه، ليس بحاجة لتلك الفترة الزمنية المحدودة، لأنها تُظهر كم إن دمه رخيص مقارنة بدماء الكباش والحيوانات !.. ولأنها مُفصّلة على مقاس النظام المُنهك ليلتقط أنفاسه، وليُعيد شحن معنويّات جنوده ويُنظم صفوفهم، إستعدادا للهجوم القادم على المدن والقرى، ودكّها بالقذائف والصواريخ والبراميل المتفجّرة ؟!..
فالنظام المجرم، ليس توّاقا لإراقة دماء أضاحي العيد من الكباش، وهو الذي أصيب بالدّوار والإعياء من إراقة دماء ضحاياه من البشر . كما أن العالم ليس بالغباء الذي يجعله يُصدّق أنه يُقيم وزنا للمناسبات الإجتماعية وللشعائر الدّينية، وهو الذي يُبيد البشر من أصحاب تلك المناسبات والشعائر ؟!..
ويبقى أن تحديد مناسبة دينية كالعيد، لإيقاف إزهاق الأرواح التي قُدّمت وستُقدّم قرابينا للشيطان ولشهوة السلطة، ليس إيمانا بشريعة تحرّم قتل الأنفس بالباطل . بل هي مجرّد عملية إستبدال أضاحي بشرية بأخرى من الكباش والحيوانات ولفترة وجيزة فقط !.. وتلك هي هدنة الأسد السّفاح .
20 . 10 . 2012
التعليقات (0)