مواضيع اليوم

هدنة ، أو جمعة ، الإحتكام للعقل والتعقل ..!

زين العابدين

2013-08-30 23:14:05

0

 

                        هدنة ، أو جمعة ، الإحتكام للعقل والتعقل ..!

ويمكن أن تكون تلك الهدنة محددة أيضا بسقفا زمنيا ومكانيا محددا . ومن هنا يمكن أن نقترح مثلا مليونية العقل والتعقل بدلا من مليونيات وقف الحال وتعطيل مصالح البلاد وتهيدد ــ إن لم يكن قطع ــ أرزاق العباد .

إذن ، فلنخطط من الآن ، وعلى بركة الله ، لجمعة العقل والتعقل ، ومن ثم لم الشمل ، وتحجيم إن لم يكن القضاء التام ، وبقدر الإمكان ، على حالة الإنقسام الحاد التى بات يعيشها الشارع المصرى ، بل وحتى البيت المصرى كذلك ، الأمر الذى صار يؤثر سلبا ، وحتما ، على الإقتصاد المصرى ، وذو الوضعية الحرجة أصلا ، وأيضا  إمتداد ذلك التأثير السلبى ، من ثم ، إلى حالة الإستقرار السياسى والإجتماعى الهشة فى البلاد ، وحتى الأمنية كذلك . وهو الأمر الذى أرى ، انه قد يتجاوز قدرات وإحتمال حتى الدول العظمى له ــ لم تستطع الولايات المتحدة تحمل بقاء حركة إحتلوا " وول إستريت " فى الشارع لبضع ساعات ــ فما بالنا نحن ، وبدولة نامية وذو قدرات إقتصادية ومالية محدودة ، وتتلقى مساعدات مالية من الإتحاد الأوربى ، ومعونة أمريكية من الولايات المتحدة ذاتها ، وقروض وتسهيلات إئتمانية كبيرة من العديد من الدول العربية الشقيقة ، لاسيما الخليجية منها ، كمصر ، حيث تستمر الإعتصامات ــ سواء كانت موالية ، أو معارضة ــ لشهور وشهور ، وفى أماكن إستراتيجية خطيرة قد تتحكم فى مفاصل العاصمة ذاتها ، أو الدولة ككل ، وهو الأمر الذى قد يصيبنا جميعا بحالة من الإرتباك والشلل التام فى الزمان والمكان ..!

إذن لابد أن نتوافق جميعا ، ولابديل عن ذلك ، ولكن هذا يتطلب من كل منا أن يعلى المصالح العليا للبلاد فوق أية إعتبارات أو مصالح ، أو حسابات ، أو مكاسب ، أخرى .

وإذا إتفقنا بصدق ، وبنية حسنة ، على عملية التوافق ، يجب أن نشرع فورا فى الخطوة التالية وهى إعطاء أنفسنا فرصة ، أو فسحة زمنية ــ قد تكون حتى بقدر جمعة ــ للتعقل وإعمال العقل للخروج من المأزق الذى أرى إننا قد سوقنا إليه ، أو تورطنا فيه جميعا بقصد ، أو بدون قصد ..!

وعملية ، أو خطوة ــ سمها ما شئت ــ التعقل تلك تتطلب منا جميعا أيضا ، وفورا ، الكف عن حالة الشحن المعنوى ضد بعضنا بعضا ، الأمر الذى من شأنه أن يوقف حالة الإستقطاب السياسى الحاد ، والتى صارت تتضخم يوما بعد يوم حتى صارت ككرة الثلج Avalanche ، وتحولت جزئيا ــ وأثناء دحرجة تلك الكرة من أعلى تل ، أو قمة ، التسامح والتوافق والتعايش السلمى بين طوائف الشعب كافة ، وهى تلك الخصال التى  وسم بها المصريون جميعا ، ومنذ فجر التاريخ ، وحتى ، تحديدا ، وحتى نكون منصفين ، أحداث الزاوية الحمراء فى عهد السادات ــ ولدى بعض الدهماء ، وعند السفح ، إلى حالة من الإستقطاب الطائفى وليعاذ بالله ، وذلك على خلفية الجهل بخصائص وخصوصية مصر بصفة عامة من ناحية ، والجهل بحقائق التاريخ من ناحية أخرى ــ وقد لمست ، وبمنتهى الأمانة ، ذلك بنفسى ــ الأمر الذى وفر ، ولا شك ، تربة خصبة وحاضنة للتطرف والتعصب الأعمى على خلفية ذلك النوع الخاص من الجهل العام ..! 

إذن عندما نضع جميعا مصر فى قمة أولوياتنا ، و فى بؤرة إهتماماتنا ، ستتضائل عندئذ أية إعيتبارات ، أو حسابات ، أخرى خاصة ، وعندئذ سيكون من السهل علينا جميعا ، وعلى كل الأطراف ، أن يتنازل كل طرف عن بعض ما يعتقد أنه حقوق مكتسبة له ، وذلك حتى نلتقى جميعا عند نقطة واحدة نتفق عندها كيف يمكن أن نبنى مصر بسواعد كل أبنائها ..!

إذن ليس من المعقول ، ولا من المقبول ، أن يعلن السادات ، وفى الكنسيت الإسرائيلى ، أن حرب اكتوبر هى أخر الحروب ، حتى تتحول الحرب ، او الإقتتال ، بعدئذ ، نحو الداخل ، و بين بعضنا البعض ، وأن تصل درجة الكراهية ، وفى ذات الوقت ، لبعضنا البعض ــ أو حتى تتجاوز ــ كراهيتنا لمن يناصبوننا العداء ، ويكيدوا لنا كيدا ، ليلا ونهارا فى إسرائيل ، ويطلقون علينا ، وحتى الآن ، وبعد كامب ديفيد ، التى يتمسكون بها ، بالعدو المصرى ..!

ويحضرنى الآن ، وبإلحاح شديد ـــ ولا أعرف كيف ـــ  مشهد يكاد يكون متطابقا فى الموضوع ، أو الجوهر ، وليس الشكل ، وهو مشهد إحتلال ، وغزو ، الرئيس صدام حسين للكويت الشقيقة ، والذى أداناه وشجبناه جميعا . حيث عندما إعترضت كافة الدول والشعوب العربية على ذلك الغزو ، راجع صدام موقفه ، وأراد أن يتراجع بالفعل، أو ينسحب فورا من الكويت بشرط حفظ ماء وجهه ، ولكن لم يرد له أن يتراجع ، حيث قد تعمد إراقة ذلك الماء ، وطعنه وجرحه فى كبريائه ، وذلك للإيقاع به فى فخ ما نرى تداعياته فى عراق ما بعد صدام الآن .

ومن المفارقات ، أو ضربات القدر ، ومن المؤلم حقا ، أن إستخدم حسنى مبارك ، وبوعى وإدراك وموافقة ورضاء تام منه ــ وهو ما يترجم ويرقى بحق وبالفعل إلى مستوى الخيانة العظمى للعرب فى الخارج ، وكما خان هوأيضا وخذل المصريين فى الداخل ، وبما لم يعد خافيا على أحدا منصفا الآن ــ فى توفير المبرر والغطاء الدولى لضرب وتحطيم العراق ومن خلال مؤتمر قمة طلب منه أن تصطديفه القاهرة فى تسعينات القرن الماضى وقبيل حرب الخليج الثانية فى عهد جورج بوش الأب ، والتى قادت بدورها إلى حرب الخليج الثالة فى عهد جورج بوش الأبن ، و من ثم غزو العراق ، وإعدام صدام حسين ، وإجتثاث البعث ..!

إذن إنتبهوا إيها السادة لا نريد إجثاثا فى مصر ، فضلا عن إقصاء ، فالخيوط كلها متشابكة ، والحلقات كلها متصلة ، فقط أناشدكم أن تقرأوا وتستقرأوا التاريخ وانظروا إلى من حولكم .. إذن فلنخطط ونمهد التربة ، ونهيأ المناخ إلى مراجعة كل طرف لمواقفه ــ مع أخذ كل ماسبق فى الإعتبار ــ وندعو بعدها ، أو حتى فى الأثناء ، إلى جمعة وهدنة العقل والتعقل والتوافق الوطنى الذى يحفظ ، ليس فقط ماء الوجه ، وإنما أيضا وبشكل أساسى ورئيسى ، الأمن القومى لمصر والأمان لكل شعب مصر .

ملحوظة :

أرسلت هذه المقالة إلى جريدة الوفد فى التاريخ المذكور أدناه ، ولم تنشر حتى تاريخه ، فرأيت نشرها فى إيلاف ، على الرغم من عتابى الشديد على إدراة المدونات الذين حذفوا لى العيد من المقالات وكل الصوروكل "الفيديوهات" بعد ما أسموه تحديث المدونات ..!

                                                                                مجدى الحداد

magdyalhaddad@yahoo.com                                                              

                                                                  السبت الموافق 24 أغسطس 2013        

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات