مواضيع اليوم

هدارة

وردة الصحراء

2011-09-08 01:01:33

0

 

- ايوا يا منتي فاقرايتكم اللي تل( التي في الشمال) يكانكم (هل) قط قريتوا شي عن "هدارة"؟
- ابدا احنا قرايتنا قليل ذاك اللي فيها من التراث؟
-  وبعتاب: ايوا عرفتي يا منتي انكم مانكم قاريين شي؟
-  وبخجل مبتسمة ابتسامة عريضة أجبته: والله.. ايوا اش لاهي تعدل؟؟
..
لم يكن الشيخ المسن جدا سوى أحد أقارب والدي والمعروف عنه حديثه الجميل وكثرة رواياته التاريخية عن العصر القديم، عصر أهل الصحراء الأوائل منذ عهد الحكم القبائلي فيها.. كما عرف عنه أيضا قصصه الممتعة كثييييرا، ولأنني مستمعة وفية له ومن زمان لا زال يفاجئني كلما حللت بالديار بقصص تلازمني طويلا وفيها الكثير من الحكمة والمتعة والخيال الواسع أحيانا أخرى.
..
قصة "هدارة" وهي قصة شهد "بغليظ أيمانه" أنها واقعية عايش أحداثها حين كان صبي.
يقول شيخي الغالي: كان صبي واسمه "هدارة" فقده أهله في غفلة منهم في البادية حين انسل من الخيمة نحو المجهول..
بحث الجميع عن "هدارة" ولم يجدوه، وبكت أمه فقدانه وأقام والده العزاء لإستحالة حياته وحيدا في القفار بعد أن لم يعثروا له على أثر.
..
لم يكن المجهول الذي أحاط بالفتى سوى سرب من طيور "النعام"، ليصبح هدارة بعدها: "فتى الأدغال" بامتياز يصيح ويقفز ويقتات كالنعام الذي احتضنه يوما.
..
مرت الأيام ولندرة الماء في الصحراء، حدث أن التقى رعاة إبل عند "مغدر" وهو واد ملئ بماء المطر يأتي إليه الرعاة لسقي غنمهم وإبلهم وكذلك يتحين فيه الصيادون الفرص لإصطياد الحيوانات من غزال ونعام .. وبينما هم كذلك إذا ب "هدارة" شيئا ما على هيئة إنسان بين سرب من طيور النعام.
..
أصابهم الهلع في بداية الأمر فهل ما رأوا فعلا كان من الإنس أم الجان؟ بعد أن تحققوا منه نصبوا له كمين للإمساك به إلا أن الحظ لم يحالفهم فعاودوا الكرة مرة ثانية ففشلوا أيضا، إلى أن أمسكوا به في المرة الأخيرة، ثم أحضروه ل:"لفريك" وهو مجوعة من الخيم المتراصة يتجاوز عددها العشر خيام. رووا حكايته للمقبل والمدبر "للفريك" ليكتشفوا إن كان له أهلا من بينهم، وهو بين اللحظة وأخرى يصرخ ويقفز رغم شدة القيود عليه..
..
"إن كان أسفل كتفه اليمنى علامة سوداء فهو ابني "هدارة" " هكذا قالت الأم.. وبعد التيقن من العلامة حملوا البشرى للأم التي أسعدها الخبر ولكن هلعها من منظر ابنها "الوحش" زاد من ألمها ضعفين..
..
ثم يختم الشيخ:" والله الا شفت(رأيت) "هدارة" بعيني ذو (بعيني هاتين) اللي لاهي يوكلهم الدود وهو دافع يجري كيف (مثل) النعام وصوته يهدر نقولكم الخير ومعاه السلامة كان وقت السحاب "المطر" وكنا في الخيام نتدفأ وهو خارج وحده..كان زمن زين وما هو عادي "رائع"..
..
عاد هدارة ( أصبح) رااجل وتعيل ( له زوجة وعيال) الحمد لله، يغير (ولكن) يتم إلين (فجأة) يفز (يقفز) دافع يجري وحده على رأس كدية (على قمة هضبة) ومن بعد يرجع للفريك. ذاك الوقت (ذاك الزمن) أنا إشير اصغير(أنا طفل صغير) يغير (ولكن) وااااعي عليه حتى (أتذكره جيدا).


وإلى حكاية أخرى انشاء الله
دمتم لي سالمين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !