مواضيع اليوم

هدأت... حتى إشعال آخر

نسيم ضناوي

2012-02-13 08:38:49

0

هدأت ... حتى إشعال آخر
لا يخفى على إثنين أن التبانة تعرضت سنة 1986 لابشع الجرائم والمجازر من قبل العصابات المسلحة الموالية "لقوات الردع العربية" الاسم الحقيقي "للقوات الخاصة السورية"، والتي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح أمام أعين أطفالهم ونسائهم وبعض الاوقات مع أطفالهم ونسائهم.
وقد أوجد هذا الواقع الأليم مع الحالة الاجتماعية التي أفرزها في هذه المنطقة المنكوبة جرحا قابلا للنزف وساحة قابلة للاشتعال ثأرا ودما وقتلا وحقدا وضغينة، ولم تعمل حكومة من الحكومات المدنية التي توالت على لبنان منذ ذلك الوقت على مصالحة حقيقية أو تضميد فعلي لهذا الجرح الذي استمر بالتقرح والتأزم حتى أصبح صعب الشفاء الا بعملية تاريخية لجهاز حكومي يجترح علاجا حقيقيا لهذا الجرح.
بل وأكثر من ذلك لم تعمل الحكومات على الحل بل عملت بعض الاجهزة الامنية والقوى السياسية وخاصة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، على استخدام هذا الجرح كاستراتيجية في عملها وكحلقة أساسية في مخططاتها وورقة ضغط تارة وصندوق بريد تارة أخرى، وللاسف كان اشتعال هذه الجبهة بين ابناء باب التبانة وجبل محسن من اسهل الطرق لتنفيس ضغط ما أو التعبير عن سخط في مكان آخر أو حتى وصلت ببعض الاجهزة الى حدود اشعال هذه الجبهة واسقاط العشرات من الشهداء في هذه المنطقة الحبيبة لايقاف وهج حفل استقبال لوزراء طرابلس في حكومة الرئيس ميقاتي.
هذه المنطقة بحاجة لحل جذري وليس الى مسكنات، بحاجة لمشروع مصالحة حقيقية وليس تبويس لحى طرابلس وهذه الجبهة بالذات ليست بحاجة الى حملات لنزع السلاح حتى لو كان من الطرفين، لأن السلاح ليس المشكلة انما الاستخدام للجرح وللحرمان وللعوز في المنطقتين هو المشكلة الحقيقية. فالذي يشعر بالامان وأن الزعران في السجون والعقل هو الحكم والعدل هو السيد لايعود بحاجة الى سلاح وهو سيرميه لوحده او سيعلقه زينة في بيته.
يقاء زعران الشوارع وأمراء الحرب من الطرفين وبقاء الموالين للاجهزة الامنية والجهات السياسية الداخلية والخارجية من الطرفين هم حكام المعركة والمنظمون لتوقيتاتها ومواعيدها، وانتشار الجيش في شارع سوريا وتوغله في المنطقتين المحرومتين من أبسط حقوق المواطنة والعيش الكريم دون تنمية حقيقية واعمار لهذه المنطقة، النتيجة الحتمية لذلك كله هو بقاء هذه المنطقة قابلة للاشتعال في أي لحظة، وقابلة للاستخدام في كل خطة، وسيرث كل جيل ينشأ في هذه المنطقة تراكمات قد تجعل من منطقتي جبل محسن والتبانة شبها ببوسطة عين الرمانة وقد تجعل من القلوب المليانة رمانة يدوية وقنبلة موقوتة تنفجر عند كل استحقاق وأحيانا لأتفه الاسباب.

 نسيم ضناوي
13- شباط-2012




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !