ظاهرة سرقة المصارف انتشرت في الاونة الاخيرة، وكنا قد حذرنا عنها في مقال سابق وعن تبعاتها والجهات المحتمله ورائها ولكن الذي حدث في يوم 13/6/2010 من خلال تعرض بناية البنك المركزي العراقي للهجوم يجبرنا على التوقف لحظات مرة اخرى حول هذا الموضوع لكونها عملية تختلف عن سابقاتها وتتميز لصفة نوعية خلت منها مثيلاتها .
العمليات السابقة التي تعرضت لها المصارف العراقية كان الغاية منها سرقة الاموال الموجودة في المصارف ولكن علمية البنك المركزي لم تكن كذلك واعتقد ان اللواء قاسم عطا الناطق باسم خطة فرض القانون وفي لقاءه مع قناة العراقية قد تسرع في الحكم على العملية عندما قال بان العملية قد فشلت بسبب عدم تمكن الارهابيين من سرقة شي .
العملية تحتاج الى دراسة معقمة وتحليل استخباري موضوعي لدراسة الجوانب الخفية وغير الظاهرة منها فهناك ثلاث دوافع رئيسية تدفع المهاجمين للقيام بهكذا عملية وهي اما ان تكون الغاية منها السرقة او اثارة البلبه او التخريب .
دوافع السرقة في هذا العملية غير محتملة وذلك لعدة اسباب اهمها ان ابنية البنك المركزي محمية بشكل جيد من قبل قوات الجيش والشرطة المتواجدة على الاطواق الخارجية للبناية وقوات امنية خاصة بالبنك داخل البناية, أي ان الذي يهاجم البنك سوف لم يخرج حيا وهذا ماحصل بالفعل بالاضافة الى ان عدد المهاجيمن كان بين 5 – 7 مهاجم اثنان منهم انتحارين فجروا انفسهم وهذا العدد منطقيا لايستطيع ان يسرق بنك بهذه الحجم والقوة , وحتى السيارات لاتستطيع الاقتراب من ابنية البنك المركزي بسبب وجود الحواجز والسيطرات التي تبتعد بمسافة اكثر من 200م عن ابنية البنك , ورغم ان مسؤولي الامن لم يذكروا فيما لو كان هناك عجلات خاصة بالمهاجمين، اذا فكيف سيتمكن المهاجمين من سرقة الاموال وكيف سيتم نقلها, وهذا يعني ان ان احتمال السرقة هو احتمال بعيد جدا وعلينا شطبه من قائمة الاحتمالات .
اما اذا كان الدافع اثارة البلبلة فاعتقد بان العراقيين قد تعودوا على مثل تلك الامور وخصوصا في هذه الاوقات الحرجة التي تتصارع الكتل السياسية فيما بينها لتشكيل الحكومة فمثل هذه الخروقات الامنية محتملة الوقوع في أي لحظة رغم التقدم الامني الحاصل على ارض الواقع والذي لانتسطيع نكرانه .
الدافع الاخير هو دافع التخريب والذي اعتقد بانه الرسالة التي حاول المهاجمين اخفائها والتغطية عليها والتخريب هنا على نوعين اما اني يكون تخريب بشكل عام وهو مستبعد ايضا فلا اعتقد بان العدد القليل من المهاجيمن يستطيعون ان يقوم بعملية تخريب ضد البنك المركزي بما يحتويه من ابنية ضخمة منتشرة على مساحة واسعة مع وجود قوات امنية كثيفة في المنطقة.
اما النوع الثاني وهو التخريب المحدد فهو بيت القصيد هنا حيث ان الهجوم قد انصب على بناية واحدة وهي البناية الادارية للبنك والتي تحتوي على الوثائق والمستندات وكل تعاملات البنك مع الجهات الخارجية والداخلية، وهذه البناية تعرضت للهجوم والتخريب بشكل رئيسي من قبل القوة المهاجمة وادى ذلك الى احراقها وتلف موجوداتها ومقتل عدد من موظفيها واحتجاز الاخرين كرهائن.
هذه الحادثة ذكرتنا بحوادث سابقة ربما تكون مشابة في النتائج مثل احراق الطابق الذي تتواجد به دوائر الاستثمارات والمناقصات ومكتب المفتش العام في بناية وزارة الصحة او احراق الطابق الذي يتواجد فيه مكتب المعلومات التابع لهيئة اجتثاث البعث في بناية الامانة العامة لمجلس الوزراء ، وهي كلها عمليات لاتخدم سوى تلك القوى الفاسدة والارهابية التي لاتريد لهذا البلد الاستقرار والامن والازدهار .
التعليقات (0)