مواضيع اليوم

هجر بدئي.. هل تعتزل الناس، ولماذا تعتزل الناس؟

سمير ساهر

2009-07-13 14:42:00

0

السلام عليكم

هجر بدئي

هو الابتعاد عن شيء يُعْتَقَد أو يُظَن أنَّه ليس ملائم للمُبْتَعِد، على الأقل آنَ حُدُوث الابتعاد، حيث يمكن أنْ يكون متعلق بحي أو جماد:
إنْ كان متعلق بحي، فقد يكون إنسان أو غير إنسان:
إنْ كان أنسان، فيمكن أنْ يكون الهَجْر بسبب المَهْجُور، أو بسبب الهَاجِر:
إنْ كان بسبب المهجور، فهذا يعني أنَّه أساء للهَاجِر، ولكن إنْ كان بسبب الهَاجِر دون الإنسان المهجور، فيكون بسبب توتر من فرع ما: كالضجر..

إنْ كان متعلق بجماد، فيمكن أنْ يكون السبب لوهم تعلق بالجماد في ذهن الهَاجر، وربما لحقيقة..
لمزيد من التوضيع إليكم ما يلي:

أمثلة على: مَهْجَرَة أبْجُوطية:..
مثال: جاء قاسم إلى عَشَّار ليقضي وقتا عنده ليزيل ضجرا اصابه (قاسم)، وكان يجيء إليه كل يومان تقريبا، على مدار اسبوعين، فإذا بالضجر الذي أراد أنْ يزيله من نفسه قد زاد قليلا؛ ذلك أنَّ عَشَّار كان كان يعاني من ثًقَالات معوقية.. وذات يوم جاء قاسم إلى عَشَّار ولكن عَشَّارا اعتذر، مُتَحَجِّجَا بأنَّه سَيَنَام، ولكن قاسما عَلِم أنَّ عَشَّارا لا يستقبله وهو بحاله الذي رآه عليه، وبعد يوم واحد نظر عَشَّار من نافذة منزلة إلى الطريق وكانت آثار الثُّقالات ظاهرة عليه، وكان قاسم ذاهب إلى بيته، ولكن قاسما رأى عَشَّار وهو بحال ثُقالي فإذا به يميل رأسه إلى الجانب، وظهر عليه بعض الاضطراب؛ وهذا ما جعله يجلس في مكان وحده بعيدا عن بيته بعض الشيء، ولمَّا تفرغ الروت الذي حَدَث فوق جمجمته ذهب إلى بيته..

مثال ثانٍ: ذهبت أم عابر إلى جارتها أم سمعان لتقضي بعض الوقت عندها، حيث كانت الشمس حارة وسط النهار، وتكالمتا عن زوجة جارهما، وكم هي طيبة، وحبوبة، وبعد عدة دقائق جاء عابر الذي يدرس في الصف الثاني، ومعه سمعان الذي يدرس معه في نفس الصف، ووجدا بجانب الباب الخارجي دراجة هوائية، فأراد سمعان أنْ يركب عليها ويذهب بها إلى مائة متر ثم يعود، ولكن عابر قال أنا سأركب عليها قبلك، فأنا أعرف كيف أسوق هذه الدرجة أفصل منك، فلمَّا أبى سمعان أنْ ينزل من على الدراجة، لكمه عابر، فرد سمعان بلكمة قوية جدا، فإذا بعابر ينخبش وجه سمعان، وقد نزل من وجهه دما، وارتفع صوتهما، فسمعت أم سمعان وأم عابر صرخاتهم، فخرجتا لتريا ما الذي يجري، ولمَّا رأت أم سمعات وجه ابنها غضبت، وقالت: لماذا فعلت هذا يا عابر، ولم تنتهِ حتى لكمت أم عابر ابنها على وجهه كفا، وذهبت إلى بيتها لتحضر اسعافات أولية، وعادت إلى أم سمعان، فقالت أم سمعان: لا تتعبي نفسك، فعندي اسعافات أولية، حيث غضبت على ولدها وعليها كذلك من خلال غضبها على ولدها، وكشرت كذلك في وجه أم عابر؛ ولهذا لم تحتمل أم عابر غضبها ولا تكشيرها، وهجرتها لإنَّها متوترة، وقالت في نفسها: سأعود لأطيب خاطرها بعد أنْ يزول توتري وتوترها..
كما نرى، فهجر أم عابر لأم سمعان حدث بسبب مشكلة خارجية أفْضَت إلى توتر..

مثال ثالث: أعلن سمير مدير تلفاز "اربح معنا" عن وظائف شاغرة لخمس بنات، وبعد عدة أيام كان لديه خمس بنات، تقدمت الأولى أمام المِصوار، حيث تتمتع بجمال كبير فبشرتها بيضاء كأنَّها لم ترَ الشمس في حياتها، وطولها 175 تقريبا، ولم تكن هزيلة، ولم تكن سمينة أيضا، فجسمها وسطي، وهذا ما زاد جمالها جمالا، فلو كانت سمينة لقضى على جمالها، فالسمنة شيَّانة، أما رقصتها الخفيفة فكانت تجعل الذي يشاهدها يرقص؛ وذلك لارتفاع المناسبة بينهم، فحالها نسَّاب، ثم أنَّ التوتر الذي كان يُرَى على وجهها بعض الأحيان، لم يكن ليجعل المشهد موتري، فتوترها يزول بسرعة، وتحل محله ابتسامة من شفتيها، تجعل الذي يشاهدها يغيب عن الذي عنده، وبعد نصف ساعة من وجودها أمام المِصْوَار، أعلن المخرج وقت الاستبدال، فخرجت ودخلت بنت جديدة (لِين)، كانت هي الأخرى جميلة، ولكن جمالها فاق جمال السابقة، فبشرة لين قمحية، وطولها 175 تقريبا، ولم تكن هزيلة ولا سمينة، فجسمها في غاية الجمال، وعندما رقصت جعلت أجواء الغرفة التي هي فيها فوق الوصف، حتى أنَّ المخرج كان ينظر إلى صدرها، وقد لاحظت – هي - ذلك، ولم تخجل إذْ سألته وهي تضحك ضحكة مذهلية: إلى أين تنظر؟!، ثم نظرت إلى صدرها، حتى أنَّ سمَّار قال، وهو من المشاهدين خارج غرفة الإذاعة: يا ويلي، فهذه البنت تجعل الذي يشاهدها يَنْسَى كل من حوله إلا نفسه، ولمَّا حان وقت الاستبدال، دخلت بنت سمراء آية من آيات الجمال، فهي إنزال لأسْمَى جمال الكون، فسبحان مُنَزِّل أسْمَى جمال الكون فيها، كما أنَّ جمال البنتان السابقتان لا يُحْسَب جمالا أمام جمالها، فجمالها حقيقي وجمالهن مجازي، ثم أنَّها لم تكن تحتاج لترقص، فمشيتها تولد رقصة خفيفة، تجعل من يشاهدها ينخضع لها، فجمالها مخضعي، ولمَّا تكلمت فإذا بصوتها كأنَّه يصدر من آلة موسيقية، أو قل: مِعْزَاف، فقد خرجت الكلمات التالية من فمها، وهي سؤال: اسم دولة عربية إذا بدَّلْنا الحرف الأول منه؛ نتج كلمة أمَان، أدَمَ الله عليكم الأمان؟، أنظروا حتى سؤالها في قمة الجمال، فالكلمات التي تريد استخراجها جميلة، وهل هناك أفضل من أنْ ينعم الإنسان بالأمان، وبعد نصف دقيقة تقريبا هَتَف مُهَاتِف من عَمَّان، فقال: الجواب - هو - عُمَان.
وما أنْ قال عُمَان حتى ضحكت ضحكة، جعلت خَضَّاع يقول: غِبْتُ عَنْكِ بِكِ، فرد عليه مِخْضَاع وقال: لقد غبتُ عَنِّي، وهو مقام أرقى من مقام غبتُ بكِ عنكِ، ثم ما ردني إليك إلا حركتك الدكيَّه، أيها المِدْكاك.
ولمَّا حان وقت الاستبدال، دخلت بنت بيضاء جدا، أو قل: تبياضية، ولكن لم تكن جميلة، حتى أنَّها عندما حاولت أنْ ترقص نظرت إلى التلفاز المقابل لها، الذي يعرض صورتها كما يراها المشاهِدون، فإذا بها تُكَشِّر أكثر فشكلها يؤثر على تركيزها في عملها، حتى عندما كانت تضحك لم تكن تطيل الضحكة، بل ضحكتها قصيرة، كما أنَّها أقرب إلى الحضك منها إلى الضحك، وهي تعلم أنَّ ضحكتها تزيدها بشاعة، بل إنَّها كثيرا ما كانت تضع يدها على بطنها وتُتَمْتِم ببعض كلمات، حيث يبدو التوتر عليها، وفي اليوم الرابع وضعت منديل على رأسها من الأعلى ليخفف الصدع أو الصداع الذي أصابها من توترها أما المصوار الناتج عن شعورها بقلة جمالها أو ببشاعتها، وبعد اليوم الخامس هجرت البرنامج، فالبرنامج لا يعود عليها إلا بتوتر، حيث لم تكن تستطيع أن تنام بعض الليالي من الروت الذي كان يحصل عندما يحين وقت عملها، بل قبل أنْ يحين كانت تتوتر، لعلمها بتوتر هناك، إلخ..

مثال رابع: يبلغ حامد 25 سنة، وكانت حياته جيدة، ولمَّا تزوج من سارة التي تصغره بسنتين، تغيَّرت حالته، فحامد وسارة عندما يجلسان مع بعضهم لا يتكلمان كثيرا، لأنَّه لا يوجد معهما كلاما يملأ كل فراغهما وهو كثير، لِنُسِمِّ هذا الحال الذي يحدث بين الأزواج بالـ"رضج"..
بعد أنْ كَثُر رضجهما بدءا يهجران المكان الذي هما فيه، بل صار المكان نفسه مخيفا بالنسبة لسارة، فقد تَمَثْوَرت على أنْ المكان مرضجي، فقد بلغ في سلم المثورات الأحْدِدَان، فالرضج حدث في الصالة، ولكنه تَشَعَّب فصار يَحْدُث في المطبخ ثم في غرفة النوم، ثم في كل البيت، وهكذا صار البيت كله مخيفا بسبب التَّشْعِيب.. لقد أفْضَت الإرْضُجَانيات الأحْدِدَانية بسارة إلى أنْ تَهْجُر المكان تماما، ولمَّا عَلِمَت أم حامد بما وصل إليه حال سارة جاءت إلى بيت حامد ومعها بخورة يمنية من أجود البخورة، فبخرت البيت، وبَخَّرَت حامد، كما نادت على سارة لتُبَخِّرها، وبعد أنْ بَخَّرَت سارة، عادت سارة إلى البيت ومعها حامد، وبعد يومين فإذا بسارة جالسة مقابل حامد وهي مُحَدِّجة فيه، فقال لها حامد: لا بأس اجلسي حيثما أردت، ولكن لا تخافي، فلا يوجد ما يدعو إلى الخوف.. ولكن هيهات فقد كان الطلاق الحل الأخير وقد حصل، فالبخورة لا تنفع، وإنْ بَدَت نافعة أحيانا فليست هي السبب في هناك عوامل متداخلة لولاها لا حصل النفع، بل أقول ربما تضر فدوخانها يمكن أنْ يسبب مرضا..
القصة السابقة تُظْهِر كم قلة الكلام بين الأزواج موترة، فهذا يَشْعُر أنَّه ليس لديه كلام، وهذه تَشْعُر نفس الشيء، وهكذا يحل التخلاف ولا يبقى إلا قليل من التآلف، بل ربما لا يبقى أي تآلف؛ وبهذا تنفرط المناسبة بينهما، أو قل: لا يوجد مناسبة أصلا؛ ولهذا يكون الحل هو الانفصال..
يجب على الإنسان إلا يجعل المرض يدخل إليه من هذه الأبواب الممرضية، فعلى الإنسان أنْ ينشغل خصوصا في هذه المواقف التي فيها ضجر، فيقرأ كتابا، أو يسقى شجرة، إلخ، والقراءة هي الأفضل، لأنَّها تزود القارئ بمعلومات كثيرة، فتسد الفراغ الذي يمكن أنْ يَحصل، بدلا من السكوت المضجري..


وبالجملة، أي شيء يتعلق بتوتر يُفْضِي إلى بقاء روت وسطي أو كثير، فوق الجمجمة خصوصا، وبقية الجسد عموما، بعد ذهاب التوتر، أو حتى بوجود التوتر؛ فإنَّه يُفْضِي إلى هَجْر، أو قل: إهْجُران هذا في حال توتري، أو مُهْجِير هذا في حال الروت الذي لا يَحْدُث بموازاته تروا.

مَهْجَرَة إبْدُحانية: هو ترو يَحْدُث في الدم، وروت يَحْدُث في الأعصاب، أو قل توتر، حيث يُفْضِي إلى هَجْر..
يتميز الفوبليين بالإهْجُرانيات أكثر من المُهْجِيرات، بعكس بقية الفئات، ثم أنَّ حُدُوث المُهْجِيرات يكون في الفرع الحاد، ولكن يمكن أنْ يَحْدُث في الفرع الوسطي..

هَجْر إبْدُواني: هو أنْ يَهْجُر شخصٌ متوتر الناسَ، بسبب أنَّه لا يُريد أنْ يُرَى وهو متوتر، حيث يقل التركيز على الأشياء..
بكلمات أخرى، هو الابتعاد عن الناس ريثما تزول الإفرازات التي تسبب التوتر من الدم والأعصاب..

مَهْجَرَة مُبْدِيوية: هو روت في أعصاب أحد مواطن الجسد، يُفْضِي إلى هجر الناس.. المُهْجِيرات يمكن أنْ تكون مصديع، أو مشقيق، أو مؤهيف، أو مصييق، أو ممغيص، أو ممغيذ، أو مخنيق، أو مخنيه، إلخ، ولكن ليس بالضرورة أنَّ تُفْضِي الأعراض السابقة إلى هَجْر، فيمكن أنْ تَحْدُث ولا يَهْجُر صاحبها الناسَ .. إنْ لم يهجرهم وأفْضَى بقاءه معهم إلى توتر، فعليه أنْ يعلم أنَّه يمكن أنْ ينتقل لفرع أشد، ولهذا فإنَّ الهَجْر أفضل ريثما تزول المُهْجِيرات، ثم إنْ هَجَرَ أحدا فعليه ألا يَهْجُره ويفكر كثير في أنَّه هَجَره، فهذه سيئ، لأنَّه يمكن أنْ يُفْضِي إلى توتر، بل عليه أنْ يَنْشَغل في شيء ما، فلا يوجد أفْضَل من الانشغال لهذه المسائل..

هَجْر مُبْدِيوي: هو الابتعاد عن الناس، سببه حدوث روت في الأعصاب، حيث يُفْضِي إلى توتر إنْ لم يبتعد عنهم، ومن ثم مزيد الروت في الأعصاب، ولكن إنْ غَضَبَ الهاجِرُ فمن الممكن أنْ تشتد مهجيراته بحدوث إهجرانيات التي تمهد لِحُدُوث روت مشددي..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات