في الحقيقة التاريخية الحديثة ان العاصمة عمان ما قبل 1858 كانت فارغة كليا من النفوس باستثناء عيلة الدعجه التي كانت تسكن عمان الشرقيه مع مواشيها وبعض الأقليات من البدو الذين كانوا يسكنون منطقة الشميساني التي تعتبر منطقه منبسطه ومفتوحه غير وعره كبقية مناطق المدينه.
وفي تلك الاثناء ولظروف سياسية فقد قدم الى وسط المدينة مهاجرين كثر كالشركس والشيشان بسبب الاضطهاد القيصري بالقوقاز فاختاروا منطقة السيل فسكنوها ومن ثم توزعوا الى صويلح والرصيفه والسلط وناعور ومحافظة جرش وقد كانت حينها تتساعد معهم في الهجرة الدولة العثمانية حفاظا على ارواحهم كمسلمين فكانت تهجرهم عبر تركيا وسوريا مباشرة الى شرق الاردن الذي كان من ضمن ولايات الامبراطورية العثمانية .
وكان اول تلك العائلات التي هاجرت مثل عائلة الشابسوغ والقبرطاي والخلاستينيه والابزاخ واول ما سكنوا الكهوف والاكواخ بين الادغال خشية كثرة الحيوانات المفترسة وقد سميت باسمائهم احياء كثيرة في عمان وكذلك منطقة المهاجرين الواقعة باول نزول رأس العين التي تؤدي مباشره الى الدوار الثالث سميت نسبة الى كثرة العائلات التي كانت تتدفق اليها بحي المهاجرين وهكذا.
اما من الناحية المعيشية لهم كمهاجرين فقد كانت الامبراطوريه العثمانية تمدهم بالقمح والبقوليات والحمير والبغال لكي يتمكنوا من العيش حيث كانوا يحرثون كافة مناطق المدينة الفارغة من السكان على الحمير ليزرعونها ليعتاشوا ومن ثم تطورت حياتهم الى التجاره وكذلك الانخراط في الجيوش العثمانية حتى قدوم البريطانيين في الحرب العالمية الاولى التي انقلب فيها اللاجئين الى جواسيس ومجندين لصالح بريطانيا وعسكر الشريف حسين الذي مازال نظامه يحتظنهم حتى هذه اللحظه.
التعليقات (0)