هتلر وجمال عبد الناصر يتمتعون بنفس الموهبه
هناك اشخاص كثر بالعالم من يمتلك القد ره على المناقشه والاقناع بل وهناك من يستطيع قلب الحقائق واقناع الكثير برأيه ..
وتلك الموهبه لاعلاقة لها بالعلم . ولا يتم تعلمها بمدارس او جامعا ت . فمهما حاولنا تعليم شخص ما هذه الموهبه لايمكن ان يجيدها بطريقه صحيحه مئة بالمئه مالم تتوفر هذه الخاصيه لديه . وقد يكون التعليم في هذه الحاله مفيدا بكيفية استخدام هذه الخاصيه وتوجيهها التوجيه الصحيح فيما يخدم مصلحة المستفيد او المستفيدون منها ولمن يتم توجيهها . أي الاشخاص او الجهات المراد اقناعهم بامر ما ....
وقد تم استغلال تلك الموهبه في كثير من الاحيان ومنذ القدم .. واذكر منها قصة حدثت في بداية ظهور الاسلام بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا اذكر الواقعه بالتفصيل وارجو ممن يذكرها تدوينها بتعليق يضيفه لهذا الموضوع والقصه بما معناه انه جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلن اسلامه وعرض على النبي مايتمتع به من قدره على الاقناع فطلب منه النبي[ص] او هو طلب من النبي عدم اشهار اسلامه بل البقاء بين صفوف الاعداء وبث روح الفرقه بينهم وتفكيك وحدتهم . وفعلا تمكن ذلك الصحابي من القيام بتلك المهمه على اكمل وجه وكان ماأراد وما سعى لتحقيقه ... وذلك بفضل مايتمتع به من قدره على الاقناع ..
واستمر استغلال تلك القدره عند من يجيدونا بكافة العصور وبطرق شتى . وذلك اما عن طريق الشعر او القاء الخطب من على المنابر . كما ان هناك من هؤلاء الاشخاص ممن يجيدون ويتمتعون بهذه الخاصيه من استطاع الوصول الى كراسي الحكم باوطانهم كهتلر بالمانيا والذي قاد شعبه والعالم الى دمار لازال العالم يعاني من اثاره الى اليوم . وكذلك الرئيس جمال عبد الناصر الذي لازال يعتبر رمزا كبيرا لدى غالبية ابناء الوطن العربي.. واخرين كانوا اذا اعتلوا المنابر صفقت لهم الايادي وهتفت لهم الحناجر للقدره التي يتمتعون بها الى ايصال مايريدونه لشعوبهم حتى لو كان خطاء .
ولا زال هناك الكثير ممن يجيدون او يتمتعون بهذه الخاصيه منهم من نعرفه ويتم استغلال هذه الخاصيه لديه اما اعلاميا مقرؤ او مسموع او مشاهد . وقد يكون الاستغلال او القيام بهذا العمل صحيحا ولهدف نبيل...
او للترويج لخطاء لاقناع الاخرين بصوابه وقد يتمكنون من اقناع الكثير بهذه النظريه او الراي او المقوله ...
وهناك اخرين لم يتمكنوا من الاستفاده من هذه الخاصيه الا على نطاق ضيق جدا او فيما يتعلق بخصوصياتهم اما لعدم وجود الفرصه لاظهار موهبته .... او لعزوفه عن استخدامها خشية ان يجبر على القيام بعمل يتنافى مع اخلاقه او ضد مبادئه ....
ونرى ان اكثر من يستفيد من هؤلاء الاشخاص المميزين بالعالم هي اسرائيل اولا والتي تمكنت من تجنيد الكثير منهم للترويج لسياساتها بالعالم الغربي والعربي وكافة انحاء العالم وهذا من حقها . وقد نجحت بامتياز باستغلال هؤلاء الموهوبين وهيأت لهم كافة الوسائل المطلوبه ووسائل الراحه والحمايه حتى اصبحوا يؤدون العمل باقتدار وتميز
يلي اسرائيل امريكا والدول الغربيه المتحضره .التي تؤمن بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب .
ونجد ان دول الشرق كافه والعربيه خاصه هي اخر او اقل او قد تنعدم فيها محاولة استغلال هذه الخاصيه لدى من يتمتعون بها رغم ان هناك اعداد لابأس بها متوفره بالمنطقه . ونجدهم يستغلون حتى من يروج لنظام حكمهم اشخاص تنعدم لديهم تلك الخاصيه وتاتي وسائل اولئك الاشخاص التي يتبعونها للاقناع او لعرض المبداء او النظريه مضحكه لابعد الحدود . بل وتاتي بنتائج عكسيه تماما حيث تزيد المتلقي نفورا وابتعادا وعدم قناعه بما يعرضه ذلك الشخص . والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى المحاباة والواسطه والفساد والمحسوبيه . لتجد ان رئيس الصحيفه اتى بالمحسوبيه والواسطه دون ان يكون لديه المام بما هو مكلف به كذلك مدير المحطه او القناة او المتحدث الرسمي باسم جهة ما او مدير الاداره او الموظف . جميعهم يفتقدون لهذه الميزه او الخاصيه او الموهبه اضافه للدراسه . مما يدعوهم لان يتخذوا عاملين معهم ومساعديهم بنفس اسلوب اختيارهم .. وتتكون مجموعه من الجهله ليس علميا بل للموهبه والخصائص المناسه لهذا العمل . وقد ينجحون في عمل اخر لو جاءوا بطريقة الانسان المناسب في المكان المناسب سواء رجلا او امراءه .
وقد يكون هذا السبب هو المكون الاساسي لتأخرنا حضاريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وسنبقى كذلك مادمنا نسير على هذا النهج . بينما العالم يتقدم لنجد انفسنا عاجزين حتى عن الكلام واقفين بمكان بيننا وبين العالم المتحضر ملايين السنوات العمليه العلميه .
فهل نحن بطبيعتنا ابناء الشرق عامه والوطن العربي خاصه ضد النجاح والتعلم وتعودنا بل احببنا الكسل والنظر للعالم وهويتقدم نستفيد مما يقدم لنا من مساؤ ونترك الاشياء الجيده المفيده ونرفض استغلالها . حتى كدنا نصبح عاله على المجتمعات الاخرى
وهذا ينطبق على الشعوب العربيه كافه وليس الحكام فقط . بل وتطبق نظرية المحسوبيه والواسطه والمحاباة بين افراد الشعوب العربيه كافه ومثقفيها وعلمائها خاصه اكثر من استخدامها من قبل الحكام العرب . بل وقد يكون المثقفون والعلماء والطبقه العامله من الشعب هم من اعطوا الحكام دروسا في فن المحسوبيه والاختيارات الخاطئه لاشغال المناصب بحيث يندر ان تجد ادارة حكوميه او شركه بالوطن العربي لايكاد موظفيها ان يكونوا من اسرة واحده او على علاقه كبيره فيما بينهم اساسا قبل الاشتراك بهذا العمل . شكرا والسلام ...
ابو بندر / سعود عايد الرويلي
التعليقات (0)