مجمع الحكماء لم ينعقد
لان الخلاف على "جنس"الحق دائم الوجود
حضر اثنان فقط!
وكاشف الغطاء في حيرة من هذا الأمر
كانت رسالة من مجهول
وصلت تقول!
"الأنسان مشروع غير مكتمل"
الحكيم ادابا يقرأ بخجل
والحكيم ...زرادشت شاخص اليه بصمت
هز رأسه كلم نفسه ....
قتلوني وأنا في سن السبعين
فجأة
رن جرس الهاتف
رفع الحكيم ادابا السماعة قائلا
نعم!
جاء الصوت عبر الهاتف بنبرة!
أنا ابن آدم خرجت من الجنة كامل الاوصاف
ومع كل النعم
ولست حرف علة
وكل المخلوقات باركت فيّ
الشكل والمضمون
الا ابليس
هوّل باذياله واعتلى منبر الملّة
وعزّم
قائلا:أنت أفضل الحيوانات المفترسة على وجه الارض
وانت من طين وأنا من نار
فلمن سيكون القرار؟
فحضر جمع التنين والحية
وكل طياطين الثغور والقدور
وبدأوا رقصة النار بقيادة الشيطان
وارتفعت الالسنة واستطالت
كل المعمورة شخصت وقالت
أجهنم من هذا القبيل
والارض بعد لم تعرف السبيل؟
اصدقاء الامس اعداء اليوم
أعلنت حالة الطوارىء
والتأم الماء والهواء والتراب
لن نترك الارض يأخذها اليباب
فليكن الطوفان على وجه الغمر
وكان صباح وكان مساء
افلت السنة النار فتوارى ابليس
وجمع الخلف
وعاد الكل الى لعبة السلف
وبقي السؤال "معلق على خشبة"
كما الانبياء والاحرار والصدق
والفرح والحرية
وبعد لأي
خرج الحكيمان من المجمع برفقة الصمت
أقفل كاشف الغطاء الباب
ورمى المفتاح في عربة المسافر
وهمّ الكلام في سره
"الحياة في داخل الانسان وليس في خارجه"
ثم على هواه أنشد
سيدي الصمت
أنت ابتدعت نفسك
وامتطيت سعفة النسيان
وأبيت السير وحدك
على مناكب الارض
وعند غفوة الشطآن
ترجل الانسان
يسأل عن الصبر
وعدك!
وعدك!
تراحيل
اجمل من مواويل الشهد
وهميم نوايا النحل والعنبر
تعبت جفون الوجد
ودروب السعد
لتزرع روح الكون
في مهدك
= = = = = =
مهدك
كغفلة السلام
حين يترحل الأنام
وتبيئة الكلام
تسأل النول
عن خيط الدلالات
في محار البحر
وشرانق الحرير
وعن وجع الدنيا
وسهوة الدوران
رجوت أن تكون
خارج الزمان مرة وفي نفس المكان
علني امضي العمر
في عدلك
= = = = =
ثم تلاشى الصوت والصورة
في سرّة المغيب.
ملاحظة:
ادابا هوكاهن التطهير لمدينة أريدو الذي صعد الى السماء.هو حكيم اعطي الحكمة ولم يعطى الحياة الخالدة
وهو كاهن المسح الحريص على النفوس.أنظر كتاب "جماليات الحكمة في التراث الثقافي البابلي"د.يوسف حوراني.
زرادشت مارس نشاطه شمال شرقي ايران يؤرخ له من الناحية التقليدية628-551 كتب تعاليمه في سبع عشرة ترنيمة تسمى Gathas أنظر مجلة عالم المعرفة- عدد 173 ص 116 .
التعليقات (0)