السؤال الذي شغل تفكير الرأي العام منذ إعلان نبأ تسليم الدكتور هاني سرور عضو مجلس الشعب السابق ورجل الأعمال نفسه للنيابة العامة قبل نظر المحكمة للطعن المقدم ضد الحكم الصادر ضده وآخرين بالحبس على خلفية القضية التي عرفت إعلاميا بقضية " أكياس الدم الملوثة"، هو أين كان يختبئ الدكتور هاني سرور وباقي المتهمين، كل هذه المدة منذ الحكم عليه في ديسمبر الماضي بالحبس ثلاثة سنوات، وهل سافر إلى خارج البلاد أم كان مختبئ بالداخل، وأين قوات تنفيذ الأحكام؟.
يؤكد مصدر بوزارة الداخلية أن الدكتور هاني سرور لم يغادر البلاد وأنه كان مختبئ في مصر، وأن خبر سفره إلى الخارج سربته أسرته بمساعدة ضباط بوزارة الداخلية لوسائل الإعلام حتى تبتعد الأنظار عن مكان تواجده في مصر ولكي يكف البحث عنه داخل البلاد.
ويشير المصدر إلى ان سرور لجأ لمحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق وعضو مجلس الشعب السابق، الذي يملك ثلاثة شاليهات في "مجموعة قرى مارينا" بالساحل الشمالي – كل شاليه في قرية مختلفه – وأنه آستضاف هاني سرور طوال فترة الهرب – ستة أشهر- لأن شاليهاته غير خاضعة للتفتيش ولا يجرؤ أي شخص مهما كانت سلطته من الإقتراب من شاليهات المسئول الكبير.
ويضيف المصدر أن قيادات وزارة الداخلية كانوا على علم بمكان سرور، لكنهم حصلوا على وعد قاطع من سليمان أنه سوف يسلم هاني سرور يوم تقديم الطعن في الحكم، وأنه ملزم بتسليمه ومسئول عنه أمام قيادات وزارة الداخلية، وبناء عليه لم يتعرض أحد لسرور، بل وتم تعيين حراسة مضاعفة من الشرطة وأفراد الأمن الخاص بالقرى السياحية، على شاليهات محمد إبراهيم سليمان التي يقيم بها رجل الأعمال الهارب هاني سرور.
ويكمل المصدر أن تحركات الدكتور هاني سرور كانت مرصودة، ويتم عمل مذكرة تحريات حوله يوميا، وتشير هذه المذكرات إلى أن رجال أعمال ونواب بمجلسي الشعب والشورى ومسئولين بالحكومة كانوا معتادين على زيارة هاني سرور في محل إقامته – إختباؤه – وأن المسئول الحكومي الكبير وعضو مجلس الشعب المضيف – صاحب الشاليهات – كان يذهب إليه تقريبا مرة كل أسبوع، وكان يحضر له أغراض كثيرة جدا في كل زيارة – ملابس ومأكولات وأدوات تسلية- كما تردد عليه عدد من أقاربه وأصدقاؤه، وأقام معه بصفة شبه دائمة زوجته وإبنتاه وشقيقته " نيفان".
اما عن طقوس حياته أثناء فترة الهروب.. يشير المصدر إلى أن الدكتور هاني سرور كان روتيني ومنظم جدا، يبدأ يومه الساعة الثامنه صباحا بالسير لمدة حوالي ساعة على شاطئ البحر ثم يذهب ليتناول طعام الإفطار مع زوجته وأبنتاه، وكانت زوجته ترافقه السير في بعض الأحيان، ثم يجلس في شرفة الشاليه لقراءة الصحف حتى الساعة الثانية عشر، ثم يشاهد التليفزيون حتى الساعة الثالثة عصرا ، ليتناول طعام الغذاء ثم ينام لمدة ساعتين، ليستيقظ الساعة الخامسة والنصف، ليتناول الشاي والمأكولات الخفيفة ثم يخرج للمشي لمدة ساعة، ثم يعود ليجلس في شرفة الشاليه لمشاهدة التليفزيون والجلوس مع ضيوفه الذين كانوا ياتون لزيارته غالبا في المساء، وأيضا يجلس مع أفراد أسرته في حالة عدم وجود زيارات.
وفي يوم الجمعة 14 مايو الماضي غادر هاني سرور ومعه محمد وجدان وحلمي صلاح من مسئولي وزارة الصحة في تمام الساعة الثامنة صباحا شاليه رقم 25 بإحدى قرى "مجموعة مارينا بالساحل الشمالي" حيث كان يقيم هاني سرور وكان المتهمان الآخران يقيمان في الشاليه رقم 27 المملوك للمسئول نفسه طوال فترة الهروب، وآتجهوا إلى القاهرة، وقاموا في تمام الساعة الخامسة عصرا بتسليم أنفسهم إلى العقيد محمد المحجوب رئيس مباحث الترحيلات، وتم بعدها عرضهم امام المحكمة يوم السبت الماضي، وبعد ثبوت حضورهم تم قبول الطعن – حيث يشترط حضور المتهمين لنظر الطعن – وأجلت المحكمة نظر القضية لجلسة 17 يوليو المقبل.
تم إيداع المتهمين بسجن الخليفة لإتمام إجراءات الحبس الإحتياطي على ذمة القضية، ثم نقلوا يوم الاحد الماضي إلى سجن مزرعة طره حيث يقضوا فترة الحبس الإحتياطى لحين الفصل في الطعن أمام الدائرة الجديدة.
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية سربت أخبار فور عقد الإتفاق بين المسئول الكبير إلى وسائل الإعلام ان هاني سرور هرب إلى سويسرا لأبعاد المسئولية عنها وإلقاؤها على المسئول وحدة.
التعليقات (0)