أود في البداية، وانا استعيد خيط الكتابة بعد عطلة أردتها أن تكون محطة استراحة استزيد فيها بما يكفيني من وقود لمواصلة طريق الحياة الذي يطفح ب"لبراجات" و "ترامبات" و الذي اتوقع ان ينتظرني على مساره، من حين لأخر ، بعضا من المفاجآت غير السارة التي تأتي من "العديان" مثلما قد تصدر كذلك من "ذوي القربي" ،الذين لا يعترفون لا بالعدل ولا بالإحسان، أود أن أعيد تذكير كل من ينتظرني ف "الدورة" بسكين المكر و الغدر أنني "ماجايش" فليظل هناك مهما طال به العمر من الانتظار.
لذا فإني أنام قرير العين مطمئنا لوجود نظام مضاد للصدمات يشتغل داخلي، دون توقف ، والحمد لله.
وإذا كان الحاسوب، هو الاخر، "تآمر" علي فجأة و التحق بصفوف "المعطلين" و وتوقف عن التشغيل بالمرة ، فهذا لن يمنعني من أن اقدم نشرتي النفسية التي لم ولن يكدر صفو أجواءها أي كان ، برغم تلك الانبعاثات السامة التي تنفثها بعض "الآلات" المعطلة و اخرى اعتراها صدأ الوهم و الغرور حتى أن ضجيجها المتأخر لم يعد يزعج اسماع احد.
فأن ينبري المناضلون لتجاهل كل المواقف المعلنة والواضحة في لحظات فصل، و ينشغلون في البحث لاهثين وراء أي نقطة سوداء محتملة ليجعلوا منها عنوانا لسجل يطفح بالصفحات المشرقة، فتلك صناعة محلية تميز "كحل الراس" عن باقي شعوب الارض المتحضرة.
وهكذا فما ان تختلف مع احدهم أو تتوقف عن ضخ صبيب المديح والسماع في اذنيه حتى يسارع الى استنفار احتياطي الحقد المتراكم لديه، ويلجا الى اجراء علمية تشويه و تشهير في تناقض مكشوف، بعدما كان، والى عهد قريب، لا يرى حرجا في التنويه بمواقفك الشجاعة ومستشهدا بحادثة بعينها على مرأى ومسمع الراي العام!
فقد احيانا الحي الذي لا يموت حتى راينا المناضلين ينتحلون صفة "الغراق" ويتحرشون بذاكرتهم القصيرة من اجل كيل الاتهامات التي لم تستطع اذرع الدولة السرية و العلنية اثباتها!
ولهذا فما على من يهمهم أمري كثيرا هذه الأيام بالتحديد ، إلا أن يستمروا في تفريغ ما في جعبتهم من شحنة سلبية لعل بصيصا من النور يعود الى محيطهم بعد "كور سيركوي" الغرور، الذي أغرقهم في ظلام الوهم الكبير، و تتحلل شخصيتهم من عقد "الانا" المتراكمة التي لا اعتقد أن رياح التغيير ستنجح في تخليصهم من قبضتها، ما دام الأمر يتعلق بحالة مرضية تستدعي نقلا فوريا نحو اقرب مصحة نفسية لتلقي العلاج.
وبهذه المناسبة التي أريد أن أجدد من خلالها الإعلان رسميا عن الانفصال عن كل أشكال الصمت، أيا كان مصدرها، إزاء أي تحرشات على الحدود ، مستندا بذلك على الحق المشروع في الدفاع عن استقلال تام لجبهة من القناعات التي يستعصى لي عنقها، فاني أود كذلك أن الفت انتباه البعض من الذين لا يعترفون بالرأي الأخر إلا عندما يوفر تعبئة مضاعفة من المدح في رصيدهم النافذ، أننا في موقع "افني نيت" لا يضيق صدرنا أمام أراء غيرنا ، بما فيها الحاملة لأسهم الغدر المسمومة، و التي ترمى على غير بينة في محاولة يائسة بائسة لاختبار مناعة يجهلون حتما مصدر قوتها.
فمن تهمة سرقة الاسمنت المسلح مرورا ب"تمخزنيت" ووصولا إلى الانفصال ها أ نذا أقف ، دون أن أتململ قيد أنملة من موقعي، على قاعدة من المواقف المُفندة التي تنطلق منها صواريخ ذكية وبعيدة
المدى في طريقها لدك مواقع "الشمايت" اينما حلوا وارتحلوا، ، برغم كل الجبهات المُستعرة هذه الايام و التي يُطلب منها، عبر جهاز التحكم عن بعد، ان تُفتح وتفتح النار التي لن تحرق الى اناملهم الطرية.
إنه لخطا كبير أن يسعى البعض، تحت ضغط الرغبة الجامحة في تصفية حسابات عالقة، الى القفز من مركب النضال الغارق في وحل المزايدات الفارغة ، و يرمي بنفسه في مياه التهلكة العكرة على امل اصطياد شعبية مفقودة، عوض الوقوف بشجاعة ضد تيار الغرور والخروج من حالة "الانسلاب الفكري" التي تسببت في غسل دماغه، و افقدته عضوية الانتماء الى "حركة عدم الانحياز" حتى اصبح ناطقا رسميا لجهة لا تتقن الا الكذب كوسيلة تواصل مع الاخرين!
بل و أسوأ شيء يمكن ان يصل اليه مناضل هو ان يقفز، في غمرة افلاسه الفكري والمعرفي، على الحقائق التي طبعت وبصمت المحطات الرئيسة والتاريخية، ويسارع الى المراوغة والالتفات بحثا عن "القشور"، كالمعز الضال، بهدف تصنيف الاخر لمجرد أن هذا الاخير أعلن انفصاله الواضح عن مشروع الكذب الفاشل و عن تجربة انقلبت في مهدها على مبادئها وشعاراتها والتزاماتها تحت مسميات لا تعرف للحق سبيلا..
واذا كنت قد كررت غير ما مرة انني لست ضد المعطلين، _وكيف أكون كذلك وأنا واحد منهم_، وطالما وقفت الى جانبهم في مختلف محطاتهم ، إلا أنني ، وفي الان نفسه، لست مستعدا لمجاراة بعض السلوكات التي لا أرى فيها سوى وسائل مبتدعة تسعى الى تخريب جسم المعطلين أنفسهم من الداخل وهم لا يعلمون، بل و ساهم الكثير منها، وفي غفلة منهم، في تشتيت صفهم بشكل خاص و إبطال مفعول الحركة الاحتجاجية بشكل عام.
فالكثير من الأشكال التي أشرت إليها في ما سبق، ــ مقال مناضلون بلا قضيةــ، والتي لم اقصد من خلالها أبدا الاساءة الى المعطلين الحقيقيين ، تعكس رغبة دفينة في الاستئصال والإستئساد والاستبداد غير المرئي، و الذي لا يلبث ان يرى النور ويدخل حيز التنفيذ بمجرد جلوس امثال هؤلاء على كرسي السلطة او كرسي الوظيفة العمومية.
ولأنني أتكلم من خلال رؤية موضوعية لتجربة اتابع مسلسلها الممل بحلقاته الكوميدية تارة و الدرامية تارة اخرى، فلست بحاجة، على ما اعتقد، الى ان أسال "طبيبا" على عجل، لتشخيص الحالة المرضية التي يقبع فيها المناضلون الان هنا، والتي تعبر عنها الاعراض الخطيرة التي تزف وبشكل رسمي موتهم السياسي.
وفي هذا الباب، الذي افضل أن أدعه مواربا أمام كل الاحتمالات، فاني لا اريد ان افوت الفرصة دون ان اعبر عن احترامي لكل اخ يعبر عن رأيه من خلال هذا الموقع الريادي للكلمة الحرة والمستقلة حيث ارى في ذلك، كيفما كان الحال، شجاعة ادبية تستحق التنويه، خلافا لأصحاب "الحسنات" الذين يفضلون ان يلوكوا السنة السوء في الليل كالخفافيش، و يحبكون خيط الاشاعات دون رادع اخلاقي او ديني ومع ذلك تجدهم لا يغادرون الصفوف الامامية للمصلين!
انني اكرر استماتتي من وراء هذا الموقع ووقوفي وتضامني غير المشروط الى جانب المعطلين او غيرهم من الذين وجدوا انفسهم محاصرين من طرف قوى "الشمايت" التي تسهر طوال الليل لايقاظ الفتنة بين الناس و بث الفرقة بين "ولد لبلاد" و"البراني"، ارضاء لنزوة "الانا" المتضخم و رغبة في العودة الى الاضواء باي ثمن وتحت أي مسمى أو أي شعار!
وازيد على ذلك قليلا لأقول انني اميل بالفطرة الى تلك المعارك الخاسرة التي يثبت الزمن عدالتها رغم كل محاولات القضاء عليها بتهم التخوين أو التشهير.
فمرحى بالطعنات... ومرحى بالجروح!
ورغم ما أثير وسيثار من بعض الفاقدين لصوت العقل الذي لم يمتلكوه إلا لماما، ورغم فقرهم المدقع للفحولة الادبية التي تمكن من الممارسة الشرعية لجنس الكتابة، فإنني لا أزال مصمما على عدم الالتفات الى الوراء، بعد هذا العبور الطويل و المكلف، و الذي رسم بصمات واضحة على صفحات مشرقة لن يكون بمقدور "اصحاب الحسنات" ابدا ان ينتزعوها من سجل هذه المدينة ولا من تاريخ حاضنتها: آيت باعمران.
أما اذا اصر البعض على ان يلح في طلبه كي انزل من شرفة التعبير الحر والاختلاف في الراي، الذي لا يفسد في الود قضية، لملاقاته على الرصيف حيث تتكدس "القشور" والتفاهات التي نخلفها يوميا على طريق الممارسة، فلا مانع لدي، فلربما ستكون هذه الضارة نافعة وفرصة جديدة تنضاف الى الف مناسبة ومناسبة اختبروا فيها "العود" الذي احتقروه ولم يلبث ان أعمى اعينهم الجاحظة.
فكل من يحاول ان يقلل من قيمة ترفعي وتسامحي اللامحدود ما عليه الا ان يضع في اعتباره
ان لحمي مر ولا يصلح مطلقا ان يكون وجبة يأمل من خلالها ان يفتح شهيته لاستعادة بريق شعبية آفلت مع انبلاج الاشعة الاولى لشمس الحقيقة الساطعة.
إن من يهمه حقيقة ان يعيد بناء بيته السياسي، فحري به ان يقف وقفة تأمل قبل ان يبادر الى رسم "بلان" جديد وفق معايير "المعقول "، ـ الذي لا علاقة له بحزب التقدم والاشتراكية بالمناسبةـ ، و يشرع بعد ذلك في وضع أسس سليمة على قاعدة من الوضوح والتواضع و المصداقية، لا التعويل في كل مناسبة على "النكافات" التي ثبت بما لا يدع مجال للشك انها لا تملك من كفاءة مهنية سوى تحريك مؤخراتها على ايقاع اغنية "كولو العام زين"، و "هاحنا جينا و لا تقولو ماجينا"، و استعدادها الدائم لخلط مستحضراتها الفاسدة أمام الرأي العام في محاولة غير موفقة لتجميل وجوه سياسية "محروقة".
التعليقات (0)