لقد عبّر المسؤولون الإيرانيون عن قلقهم من حصول أكراد سوريا على الحكم الذاتي وذلك في عدة مناسبات. لكنّ التصريحات الرسمية الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين عن عدم شرعية الحكم الذاتي لأكراد سوريا في وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني . تلك التصريحات إن عن شئ فإنها خير دليل على قلق قادة إيران من وصول الأكراد و شعوب المنطقة الأخرى الى حقوقها التي سلبت بواسطة أنظمة مثل نظام طهران . وبصراحة لا لبس فيها بأنّ حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي ينظر اليه النظام الإيراني بنظرة الريبة والشك وذلك لعدة أسباب.
أولاً: من أن يتحوّل كردستان سوريا ملهماً أخر للكرد الإيرانيين بعدما أصبح كردستان العراق مصدر قلق للنظام الإيراني لأنّ كردستان إيران يعتبر أول إقليم كردي في النطقة قام بتأسيس حكمه المستقل الذي لم يدم كثيراً في "جمهورية مهاباد عام 1946 "عندما سحقهم الحكم النظام الإيراني البائد بكل سطوة و وأد حلمهم بتأسيس حكومة مستقلة. واليوم حصول كرد سوريا والعراق على حقوقهم بمثابة حافز أقوى للكرد الإيرانيين لرفع سقف مطالبهم من الفدرالية نحو الإستقلال التامّ.
ثانياً:إعلان الحكم الذاتي في كردستان سوريا تعتبر الضربة القاصمة التي توجّه ضدّ الحليف الإيراني في سوريا. وهذا من شأنه أن يعجّل سقوط الأسد وفقدان إيران حصناً مهماً في المنطقة وحصول الأكراد السوريين سوف يبعث الأمل في نفوس بقية الشعوب في المنطقة وإيران على وجه التحديد لمواصلة نضالهم للحصول على حقوقهم المسلوبة مثل الأحوازيين و البلوش و الأتراك في إيران وهذا الأمر سيشكّل تحدياً غير محسوباً لنظام الملالي في إيران.
إضافة الى كل ما سبق فإنّ خوف إيران من حكم الأكراد المستقل في المنطقة سوف لن يجعلهم في صفّ النظام الإيراني بسبب التوجهات الأيديولوجية والسياسية للأكراد والتي هي أقرب للعرب و حتى الأتراك من أن يصبحوا حلفاء للنظام الإيراني وهذا الأمر من شأنه أن يغيّر من وجه الطموحات الإيرانية و خططها التوسعية و سيضع حداً لأطماعها في العالم العربي.
التعليقات (0)