مواضيع اليوم

هؤلاء هم مشجعى الجزائر فى مصر والسودان

bilal ghopary

2009-11-20 14:32:08

0

 

 


كى يعرف العالم العربى مشجعى الجزائر فى مبارتى مصر والسودان وباقلام الجزائريين انفسهم

"شباب الحيطيست" لغتهم النار وحزبهم الجدران!!
الجزائر - فتيحة بوروينة
"الحيطيست" في الجزائر، هي فئة من الشباب، لها طقوسها وقاموسها وسطوتها خلال كل موعد استحقاقي تدخله الجزائر منذ طلّقت الأحادية والاشتراكية وعهد الثورات الزراعية والثقافية، واتخذت لنفسها زوجا آخر اسمه الديمقراطية والتعددية.
"الحيطيست" والإسم مأخوذ من (الحيط) وهو مفرد حيطان أو جدران، هم أغلبية أولئك الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 17إلى 35سنة، ممن تشملهم نسبة ال 13% الرسمية و17% غير الرسمية من "الشومارة" أي البطالين الذين باتوا يسندون باحتراف قل نظيره، جدران وأسوار "الحومات" أي الأحياء الشعبية الغارقة في تفاصيل التعاسة اليومية. ولا تعني "الحيطيست" الشباب الذين لا يريدون العمل، بل هم الشباب الذين لا يجدون عملا، وهنا كل الفرق، ممن لفظتهم المدارس قبل الأوان، وضاقت أمامهم أبواب التوظيف المفتوحة بل المشرّعة في وجه أصحاب "الأكتاف العريضة".
سيف الدين، أو "سيفو" مثلما يناديه أنداده من شباب حي "وادي قريش" المجاور لحي "باب الوادي" بقلب العاصمة الجزائر، وكلا الحيين شعبيين، كثافة سكانهما قد تعادل كثافة سكان بعض بلدان دول الخليج العربي، هو واحد من فئة "الحيطيست" الذي يتحول عشية كل موعد استحقاقي تطبّل له الأحزاب، وتزمّر له قواعدها النضالية، إلى معارض "غير مهيكل" لا في حزب سياسي ولا في جمعية خيرية ولا في منظمة شبانية، لكنه - ومثله يفعل كل "الحيطيست" - يمارس المعارضة فوق جدران حومته، أدواته في ذلك، شعارات ونكت ومقاطع شعرية شعبية، لا تقلب النظام ولا تشوش على العملية الانتخابية، ولا تكترث لها الخطابات الرنانة المنمّقة لزعامات الأحزاب، ولا تبحث لنفسها عن منابر أو أضواء، هي فقط ما يمكن عده ترويحا عن النفس، ومشاركة من نوع آخر في الحدث الوطني الذي تنام وتستيقظ عليه ميكروفونات الإذاعة، وكاميرات التلفزيون، وصدر أولى صفحات الجرائد.
لا يملك "سيفو" سوى الكلام الذي ينطلق من فيه (فمه) مثل البارود من فوهة المدفع، أو الرصاصة من جحر المسدس، لكنها طلقات لا تؤذ أحدا، ولا تسيل دم أحد، ولا تزايد على أحد، طلقات "مسالمة" سرعان ما تنتهي في وجه نفس الحيط أو الجدار الذي يسنده "سيفو" طوال اليوم، فترتطم فوقه في شكل كتابات حائطية تزينها ألوان، هي عادة ألوان فرق كرة القدم التي يناصره كل حيطسيت، كتابات أثارت اهتمام الباحثين، وشكلت مادة هامة لرسائل تخرج الطلبة من الجامعات بشهادات الليسانس أو الماجستير منذ فترة ليست بالقصيرة، منذ خرج الشباب إلى الشارع ذات 5أكتوبر من العام 1988، وهو التاريخ الذي مهّد للتعددية السياسية والإعلامية في الجزائر، ورسّم الطلاق البائن مع عهد الأحادية انطلاقا من العام 1989، إيذانا بعهد "المداحون الجدد" الذين لم ترق لغتهم إلى لغة "الحيطيست" وظلوا يرددون شعارات باستعمال نفس "لغة الخشب" التي اتهموا الحزب العتيد "جبهة التحرير" باستعمالها وحشوا الرؤوس بها، طيلة نصف قرن تقريبا من الزمن.
ليس "سيفو" يتيم الأبوين، أو لا مأوى له ولا معين، فهو أصغر سبعة إخوة يتحركون جميعا في بضعة أمتار مربعة من بيت صغير لا يتسع لأكثر من غرفة واحدة كبيرة، تم التحايل عليها بتقسيمها إلى غرفتين مستقلتين حتى لا يضطر أفراد العائلة من الذكور إلى التناوب على النوم، مثلما هو حاصل في كثير من البيوت الجزائرية التي تشتكي ضيق المسكن، تفاديا لحرج النوم مع شقيقاتهم في نفس الأمتار المربعة.
لم يكن حظ "سيفو" من التعليم والتحصيل أوفر من حظ إخوته الآخرين، فمنهم من رسب مرة وثاثية وثالثة إلى حين تم طرده، ومنهم من تمرد على مقاعد الدراسة فكان التسرب المدرسي مآله، ومنهم مثل "سيفو" اجتهد أملا في بلوغ العلى، لكن ظروف الحياة الاجتماعية التي عكر صفوها ضيق البيت الذي أفرز "ضيق الخاطر" ومعه هزالة الراتب الشهري لرب العائلة مقابل غلاء فاحش للقمة العيش التي تزاحمها فواتير الماء والغاز والكهرباء، عجّلت بإلحقائه بجحافل الشباب الذين أجبروا على ممارسة هواية إسناد الحيطان، قبل أن يمنحوا من على أحد مسارح باريس اسم "الحيطيست" التي أطلقها عليهم أول مرة الفنان الجزائري ذي الأصل الأمازيغي الفكاهي اللاذع "محمد فلاق" الذي غادر الجزائر مطلع التسعينيات بعد دخول بلاده عشرية النار والدماء.
عندما يتحدث "سيفو" وسط أقرانه في حومته "وادي قريش"، يقفز إليك ذكاؤه الذي لم يجد من يرعاه وينميه، فاستغله صاحبه ليطلق العنان للسانه فيما يشبه الانتقام من وضع يريده جميع "الحيطيست" أجمل من هذا بكثير. ولا تختلف الشعارات، التي يبدع "سيفو" وأقرانه في صياغتها وتكون عادة مضادة لتلك التي تختارها الأحزاب كعناوين كبيرة لحملتها الانتخابية، لا تختلف من حومة إلى أخرى، فالنكت أو الشعارات التي يبتدعها "حيطيست" حي "باب جديد" أو "زوج عيون" أسفل القصبة مثلا تجد صداها بل تسبقك إلى حي "سالم باي" بأعالي العاصمة، كما تجد طريقها إلى أفواه الأطفال، وترددها النسوة والصبابا على حد سواء، ويعاد إنتاجها في الصحف، وتستشهد بها المعارضة "المهيكلة" داخل البرلمان أو تلك المقاطعة للاستحقاقات، ويهتف بها مناصرو الفرق الرياضية فوق مدرجات الملاعب.
(يا بابور، يا بابور، أديني لبلاد النور، في بلادي راني محقور) هو واحد من الشعارات المعروفة المتداولة في الحومات الشعبية، وفيه يتحدث "الحيطيست" عن (البابور) أي السفينة، ويناشدها بأن تأخذه إلى بلاد النور، حيث الجن والملائكة، لأنه محقور (و تنطق القاف هنا مثل الجيم في المصرية) في بلاده، أي لا أحد يكترث به. ويعكس هذا الشعار لوحده الرغبة الجامحة التي تسكن اليوم ومنذ أكثر من 10سنوات خلت صدور الشباب الذي لم يعد يؤمن إلا في (الفيزا) أي التأشيرة، و(الهدّة) أي الهربة أو الهروب من البلد بأي وسيلة كانت ولو عبر "قوارب الموت" التي باتت تؤرق السلطات في الجزائر وتشتكي من نزلائها غير الشرعيين، دول الجوار المتوسطي مثل فرنسا وإسبانيا.
وغير هذا الشعار يوجد الكثير الكثير، "ماناش ملاح، مناش ملاح، ما رناش لا باس" أي (لسنا على خير) و"خرجونا من الغرقة (أي الوحل) ما بقات غير الحرقة" أي ساعدونا على العيش الكريم لم يعد أمامنا سوى خيار الهجرة غير الشرعية، و"كرهنا من التخياط ما بقى لنا غير لعياط" أي سئمنا من الخداع والكذب ولا نملك سوى الصراخ، في إشارة إلى العملية الانتخابية نفسها التي يقول "سيفو" إنها لا تعنيه، ولا يشعر أنها تتوجه إليه رغم أن الأحزاب خلال حملتهم فيها يرافعون جميعا لصالح الشباب الذي يشكل في الجزائر نسبة 75%. ومصطلح "التخياط" في الجزائر أحد أهم المصطلحات السياسية التي يحفل بها قاموس فئة "الحيطسيت"، فعندما يقول هؤلاء أن " القائمة مخيطة" و"البرلمان مخيط" فمعنى ذلك أن الأمور تم الترتيب لها لتكون على المقاس، أو أن الأمور تمت بمنطق وعقلية "الهّف والدف" مثلما نجده في قاموس هؤلاء، ومعنى العبارة أن زعامات الأحزاب هي من تختار مرشحيها وليس شباب الحي والقرية أو المدينة، فتفرض صور هؤلاء وسيرتهم الذاتية على الناخبين، وتقام لها الأعراس ويطبل لهم مرشحوهم، وهو ما يعد بالنسبة للحيطيست "هفّا" أي خداعا ونفاقا لا يجدون سبيلا للتنديد به وفضحه سوى "التعياط" أي الصراخ.


لفظتان هجينتان تختزلان حياة الجزائريين: «حيطيست» و«آكتيفي»
حين تكتنز كلمة بقاموس من الآمال والآلام
الجزائر: شبّوب أبو طالب
هل يمكن لمفردة أن تلخّص حال بلد بأكمله.. قد يستحيل الأمر في دول كثيرة، لكن الأمر يستقيم في بعض الأحوال القليلة. فالعراق تلخّصه كلمة «دم». فلسطين تخلّصه «احتلال».. الصين «عملاق».. أمّا الجزائر فتلخّصها بأمانة كلمة «حيطيست».
تبدو الكلمة نافرة وغير مستقيمة النطق، بل هجينة عديمة المعنى، ولكن لهذه الأسباب جميعها فهي التلخيص الأمين للواقع الجزائري! فالبلد الذي يسكنه حوالي 32 مليون نسمة؛ ثلاثة أرباعهم لم يتخطوا سن الخامسة والثلاثين، يبدو فيه الشباب مشكلة حقيقية. في هذا الإطار يطرح بعض الظرفاء القضية على النحو التالي: قيل إن مؤسّسة «دراسات» قامت بإحصاء عدد الكلمات التي يستعملها شاب جزائري خلال يوم واحدٍ فكانت المرتبة الأولى من نصيب كلمة «رب» والثانية «دولة» والثالثة «حيطيست». هذه المفردات الثلاث، تشرح كل ما يحدث في الجزائر. فكلمة «رب» تتكرر بكثرة على لسان الشباب الجزائريّ، ليس من فرط إيمانهم بل لأن الجزائري يستعمل كلمة «رب» بمعنى صاحب أو مالك الشيء، فإن قال «رب الدار» أي مالكها أو «رب العائلة» أي مسؤولها الأوّل، وهو ما يجعل تداول الكلمة متكرراً وشائعاً. أمّا لفظة «دولة» فتحتل المرتبة الثانية، لأنّها تجسّد انفرادًا جزائريًا، ذلك أن النظام الاشتراكي الذي سيطر على البلد طوال 27 عاما، علّم الناس الاتّكال، وجعلهم يتوقعون كل شيء منها، بدءًا بالخبز والمكانس وانتهاءً بشفرات الحلاقة وموانع الحمل. وعطفًا على ذلك، فإن أي خطأ في الحياة العامة سوف تعود اللائمة فيه على الدولة التي لم تعبد الطريق، ولم ترمّم المدرسة ولم تصنع الخبز ولم تنزل المطر! ولأن يوميات الجزائريّين عامرة بالمشاكل ـ على حدّ رأيهم ـ فإن السبب الأوّل هو الدولة، ولذا فالملوم والمشتوم الأوّل هو حَضْرَتُهَا.. إذا لم يفتح الباب فاللعنة على الدولة، وإذا تأخّرت الحافلة فألف نار تحرق «جد» أبيها. وإذا غضبت الزوجة فلتكن الضحية هي الدولة.. التي التقينا على طرقاتها!
أمّا كلمة «حيطيست» فهي إحدى نواتج ذلك العهد الاشتراكي الغابر. لقد كان الشباب يصطفّون بالعشرات أمام «مكاتب التوظيف» في انتظار عمل تجود به دولتهم الحنون. ومع الأزمات الاقتصادية العنيفة التي مرّت بها الجزائر، كان الشغل هو الأمنية الأخيرة التي يمكن أن تتحقّق!
والمعضلة أن ذلك العهد لم يعرف وسائل الترفيه، فالشاب إن لم يجد عملاً فلن يستطيع الذهاب إلى مسرح أو سينما أو حتّى حديقة عمومية، ولن يستطيع المكوث في البيت لأن العطالة في الجزائر شتيمة بحقّ الرجولة. والذي لا يعمل سيخجل من رؤية عيني أبويه. إذن، فإن الحل هو التسكع في الشارع، أو الاتّكاء على الحيطان والجدران ـ لا تنسوا فالكسل ظاهرة اشتراكية أيضًا ـ وانتظار الفرج إما:
ـ في صورة ابن الجيران يركض صارخًا «يا احمد.. راهم صابولك خدمة»، أي «يا أحمد لقد عثروا لك على وظيفة». ومرّة أخرى فالدولة هي التي تعثر ولكن الفضل منسوب للمجهول تجنّبًا لمدحها.
ـ أو في صورة الأخ الأصغر ينادي «راهم جاونا الضياف» ـ أي «لقد جاءنا ضيوف»، والفرصة مواتية للاجتماع بالأقارب.
ـ أو في صورة الحسناء ـ بنت الجيران ـ ذاهبة للثانوية أو قادمة من الجامعة. والملاحظة الطريفة هنا، أن الاشتراكية علّمت بعض الجزائريّين الكسل حتّى في المغازلات، فإذا كان غيرهم يركض خلف الحسناوات، فإن بعض الجزائريّين يغازلون وقوفًا وبدون حركة، وعلى «المهتمة بالأمر» أن تتوقّف لتنال نصيبها. ملخّص الوضع أن جزائر الثمانينات والقسم الأعظم من التسعينات، قد ركنت ملايين العاطلين إلى جانب الجدار، أو الحائط باللّهجة الجزائرية. ولأن الجزائريين ينحتون كلماتهم من مزيج فرنسي ـ عربي فقد ابتكروا لوصف المستند إلى الحائط هذا اللفظ المعبّر «حيطيست» وهو يماثل النسج الانجليزي لكلمة صحافي journalist أو طبيب أسنان dentist أو حتّى فنان artist. فكلمة «حيطيست» بهذا المنحى تعني «حائطيا» أو ملتصقا بالحائط، والجميل أنها نسجت لا شعوريًا على منوال أسماء المهن ـ صحافي، طبيب أسنان، فنّان مما يعني ان العطالة والالتصاق بالحائط، صارا «المهنة» أو «النشاط» الوحيد الممكن خلال فترات الأزمات الاقتصادية التي ضربت الجزائر. وجاء اللفظ المعبّر «حيطيست» ليترجم خلاصة مشاكل الجزائريّين، فكل أزماتهم ممثّلة في مشكلة وحيدة هي البطالة!
مرّت على البلد أيّام، كان عدد العاطلين خلالها يزيد على أربعة أو خمسة ملايين شاب، أي نفس تعداد جيش الصين الشعبية، فكيف لا تتحوّل الطاقة إلى وسيلة دمار تعصف بالأخضر واليابس، ما دامت لا تجد منفذًا طبيعيًا للتّنفس؟ والأزمة الدموية التي مرّت بالجزائر وفق هذا الاتّجاه، ليست سوى إحدى التجلّيات العنيفة جدًّا لمعضلة البطالة. والكلمة «حيطيست»، هي الجواب المختصر والأمين لكل سائل عن دواعي ما حصل. كما أنّها تترجم المخرج الوحيد الذي توفّر لشباب رأى بلده يسقط في دوّامة الدم، ويحطّم ذاته، وتحصل فيه الأعاجيب، يقاسي أبناؤه ويستفيد خصومه. لم يكن للشّاب وهو يرى كلّ تلك الكوارث تحصل سوى أن يركن للحائط ويمدّ بصره على الملهاة الدموية تفرض منطقها على الكلّ.
لحسن الحظّ، ومنذ خمس سنوات بالتقريب، عادت الحياة الاقتصادية للنشاط، ومعها راحت نسب البطالة تنخفض إلى حوالي 13 في المائة بعد أن كانت ثلاثة أضعاف هذا الرقم منتصف التسعينات. ومع هذا المؤشّر الإيجابي، فإن الكلمة ذاتها راحت تفقد حضورها القوي، وتتراجع لصالح كلمات مناسبة للوضع الجديد، مثل «آكتيفى ـ activez» أي « تحرّك» أو «انشط» باللغة الفرنسية وقد صارت المفردة الأثيرة لجيل ما بعد الأزمة. وهي عبارة تدعو للنشاط وتؤرّخ لعجلة من السلم والرفاه أخيرًا. وفرق شاسع بين حال تلخّصها كلمة «حيطيست» وأخرى تختزلها مفردة «آكتيفي».. وهو فرق بين زمن انقضى وزمن ينطلق!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات