مواضيع اليوم

هؤلاء هم الإخوان المسلمون في الاردن (2)

sulaiman wwww

2012-04-01 06:01:24

0

(الإخوان وحماس بين الخصاونة والروابدة : أين وقع الخطأ ؟ )
أشرنا في مقال سابق الى خطورة تبني منهج تكفير النظام القائم والمجتمع في بعض أمثلة الخطاب الاخواني الصقوري التي قدمناها ، مما ينقض مغالطة إعتدال جماعة الاخوان المسلمين في الاردن ويبرز تقاربها مع طروحات سيد قطب ونقل وصفه للمجتمعات والأنظمة بمصطلح " النظام والمجتمع الجاهلي" وتبني بعض قيادات ورموز الجماعة في خطابها لمصطلح الحاكمية لدى ابو الاعلى المودودي الذي نقله عنه سيد قطب .
وقد أشرنا في نهاية المقال السابق الى أننا سنناقش موضوع الإنتماء لدى الجماعة وتحالفاتها وولاءاتها المتحركة كالرمال .ونشير في هذا السياق إلى تعامل الجماعة مع النظام السوري ، وهو قضية تستحق البحث المعمق ولكننا سنكتفي بنقل بعض الصور التي شهدها المواطن ضمن مسلسل غير مسلي .
نظمت الجماعة وحزبها العديد من الفعاليات التي كان هدفها طبقا ألى الغايات المعلنة هي "نصرة الشعب السوري " الذي نتمنى له جميعا تحقيق تطلعاته المشروعة . وقد شهدت شخصيا ، كما شهد العديد من سكان محافظة اربد بعض تلك الفعاليات التي تميزت بالملاحظات الغريبة التالية (لا نشير بالضرورة الى أنها تنطبق على الفعاليات المماثلة في المحافظات الاخرى) :
1- في تلك الفعاليات لا يتم رفع العلم السوري أو الاردني أو الاعلام الحزبية .
2- تتم تلك الفعاليات بدعوة ومشاركة إخواننا من أبناء الجالية السورية والمواطنين الاردنيين من أعضاء الحزب وجمهورالمتفرجين من المواطنين الاخرين .
3- شهدت تلك الفعاليات فوضى في الشعارات والهتافات ، حيث تختلط الشعارات المطالبة بإصلاح النظام في الاردن (المقصود به كما يرى القائمون على تلك الفعاليات تشكيل الحكومات والبرلمان عبر الاخوان ومنهم ) ومحاربة الفساد مع شعارات إسقاط النظام السوري وكيل الشتائم الى الرئيس السوري .
عبر جمع الملاحظات السابقة تتشكل الصورة التالية : يهتف اللاجئ السوري مطالبا بإصلاح النظام ومحاربة الفساد في الاردن ! ويطالب المواطن الاردني بإسقاط النظام السوري ! وكلا المطلبين لا يجوز أن يصدرا إلا من قبل مواطني الدولة المعنية بتلك الهتافات و الشعارات . وقد أبدى بعض المواطنين تعجبهم من خلط الشعارات حتى لم يكن من الواضح ماهية النظام الذي تتم المطالبة بإسقاطه وخصوصا في غياب الاعلام والتنقل والقفز العشوائي (والذي قد لا يكون عشوائيا) بين المطالب والشعارات.
وقد أشار العديد من المواطنين الذين شهدوا تلك الفعاليات إلى قناعتهم بأن الخلط متعمد ، فالفعاليات التي تنظمها جماعة الاخوان وحزب جبهة العمل الاسلامي لا تتصف بالعفوية بل تكون منظمة بشكل مقصود وتهدف الى إرسال " رسائل محددة للنظام ".
وقد تداولت وسائل الإعلام بداية الاسبوع الماضي خبر ملخصه قيام كتلة الإتحاد الأسلامية في جامعة العلوم و التكنولوجيا بتوزيع أوراق لاصقة دعماً لـلشعب السوري بعنوان " كلنا معكم "، و على طرفي الورقة برز العلم الأردني إلى جانب العلم السوري، و كانت المفاجئة أن العلم الاردني في الملصق لم يكن العلم الاردني المعهود إذ حلت نجمة سداسية شبيهة بالنجمة الموجودة على علم "الكيان الصهيوني" مكان النجمة السباعية ، هل هناك رسالة أخرى موجهة للنظام في تلك الحادثة أيضا؟ .
توظيف الأحداث في سوريا ليس جديدا . فبعد أحداث مطلع الثمانينيات في سوريا شهد كل من الاردن وسوريا محاولات خطيرة من قبل الإخوان لتوظيف تلك الأحداث والتأثير عليها لتحقيق أجندات خاصة وفي ذلك كانت رسالة الملك حسين الى رئيس الوزراء آنذاك زيد رفاعي، والتي أبرزت إرهاصات شرخ في العلاقة بين مؤسسة الحكم والإخوان ، "إذ ألمح الملك إلى أنّه خُدِع بجماعة الإخوان وبنواياهم قائلاً: ” وفجأة تنكشف الحقيقة، وتبين ما كنا نجهله من أمر، ويظهر أنّ البعض ممن كانت لهم صلة بما كان يحدث في سورية من أعمال دموية يتواجدون في ديرتنا”(المصدر : دراسة للصحفي محمد ابو رمان بعنوان : الإخوان المسلمون في الانتخابات النيابية الأردنية 2007: “نكسة سياسية” عابرة أم تآكل في الجماهيرية؟) .
في ضوء ما سبق نتسائل حول تصريحات رئيس الحكومة الحاالي ، الذي نسأل الله أن يحفظه من عيون الحاسدين الذين يشغلون أنفسهم بالأشخاص الواثقين بأنفسهم ممن لا تأخذهم في الباطل لومة لائم ، والتي أشار فيها إلى أن تعامل رئيس الحكومة الاسبق عبد الرؤوف الروابدة مع حركة حماس خطأ دستوري : حيث سيتفق معه غالبية المواطنين الاردنيين إن كان يقصد بالخطأ الدستوري إقتصاره على تطبيق المواد الدستورية على حركة حماس فقط دون تطبيق تلك المواد على جماعة الإخوان الام في الاردن والتي تبايع المرشد العام في مصر ، مخالفا بذلك المادة الدستورية التي تنص على المساواة بين المواطنين . أما إن كان يقصد غير ذلك ، وهو المرجح ... فذلك يحول إشغاله لمنصب رئاسة الحكومة ، في نظرالمواطن الاردني ، إلى خطأ ........ بحق الوطن .
والتوصيف الأخير للخطأ قد يكون أدق كما يرى بعض المراقبين الذين يتابعون تعامل حكومة القاضي الجنرال مع مطالب القوى الوطنية " الصادقة" المطالبة بالإصلاح النظيف الحريص على مصلحة الوطن.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !