 
 
                                                                
				
                
            
                
			
- ولم تلد أمي سواي -
وَمَا بَعدَهَا لا تبتهج كثيراً ... سيغتالك الاعتياد .
من هم مثلك طُبع على جباههم وشم البؤس أبداً . استسلام ؟ ومنذ متى وأنت تعرف الإقدام ؟! 
فقط امضي بلا ثرثرة .. اللحظات المحسوبة عليك أسرع من النبض في تبديله التلقائي ما بين الخرس والدفق .
هؤلاء الملاصقين لأنفاسك ممن يحسبونك شيئاً يستحق الاهتمام ، لا تصدمهم  بما أنت عليه فعلاً اتركهم في أحلامهم هانئون .
حاول أن تنقذ هالة الفرح الضئيلة الهائمة حيث هم ، تعلم وبصمت كيفية الرحيل الأنيق . 
هكذا كما البراغيث المنسحبة من الجسد ؛ هل تشعر بوخز انسحاب برغوث !! أنت لا تفعل بالتأكيد !
فهو يتقن الرحيل ، كما يتقن امتصاص الدماء . مثلما تتقن أنت إهدار دمك وكل ما تملك حيث لا المكان ولا الزمن الملائم للعناية بأنفاسك حتى !
  ألا تتذكر بداياتك في عالم التجني ! لا ترغب بالتذكر على كُلِ حال ، فموقع الضحية هو كل ما كنت تستطيع الحصول عليه مُنذ تعلمت السير بمحاذاة أشجار البلوط الضاربة في السحاب .
أكنت تحتمي بها من وهج خصومك ؟ أكانوا فعلا خصومك ؟ ألا ترى أن الخصم عليه أن يختار من يليق به في ثقل الدفاع والهجوم ؟
لا تعبس إذن ، ها قد تحرر منك الخوف من الخصوم .. هيا اختزن طاقتك المتوهجة الوهمية ، فمنذ الآن تنتظرك وفود بخلاف أربابك ومرؤوسيك في الحياة . وهذا لن يكلفك سوى استمرار في الطاعة .
نعم .. مثلما تفعل الآن حرك رأسك بالإيجاب ، اخفض نظرك باتجاه مقدمة حذاء مُحدثك . وحافظ على حياد تعبيراتك إن عجزت عن استيعاب معالم الصراع من حولك .
 هرول للصخرة العتيقة على ضفاف أول موجة لطمتك .. وحاول أن تبكي ، ولن تبكي .. فللبكاء ضريبة لا تمتلكها . 
يقولون أن بعد نوبة البكاء يستلزم عليك أن تضحك أو حتى تبتسم ، وهذا في مصلحة عضلات الوجه فلا شأن لأرواحنا بالنصيحة !
هل تمتلك أنت رفاهية الضحك !  الابتسامة ! لا تبكي إذن .
  أدهشتني عندما رأيتك تدعي الإيمان ! لقد فات على هذا زمن قادر على بلع إيمانك . ولكنك عاندت لتحتفظ بمعتقدات رثة بلا جذور ! 
أخبرني ولا تخجل وقد أسقطتَ الإيمان في بئر العثرات .. أتدعي الكفر الآن ! أم أنه هو من يلاحقك ؟!!
مثلك عندما يتعثر إيمانه بعقبات الطريق لا يبقى لدية قوت يومه ، فاتك أن تشعر بومضات التنبيه .. فاتك أن تتراجع عن الأحلام ، ها هو انزلاقك فيها يحطم رسم ابتسامتك الدبلوماسية .. الملتصقة بطاعتك الأزلية للحياة . 
منذ أن صفعتك اليد التي سحبتك للحياة وأنت لم ترد لها الضربة ضربتين ! 
ها قد بدأت الأعذار الفلسفية ، ألم يتلقى ظالميك صفعة مشابهة حين مولدهم ؟!
  القدر لا غيره هو جالب الابتسامات والعبرات ؛ لم تعد دندنتك الصباحية منعشة .. تلونت بنكهة الغروب .. دماء حلمك صبغت أوتارك . تئن ويستحيل البكاء .
وكأن قضيتك هي البكاء ؟ يا ابن أم حتى وإن سكبتْ حدقتيك كل القهر .. لن تتبرأ من وشم القدر .
أمل صلاح عيسى
.
التعليقات (0)