مواضيع اليوم

نِصْفُ كُوب

احمــد الكناني

2010-08-25 13:12:00

0

 

نِصْفُ كُوب.

 

- ولم تلد أمي سواي -

 

  أنْ تَحرُس نَزفك الشَيَاطِين .. فَأنتَ لنْ تَتَذوَق الفَرح أَكثَر مِن غَمْضَةِ عَين . فقط ما بَيَنَ تَلَقِى الفَرحَة وَالدَهْشَة بِهَا .

وَمَا بَعدَهَا لا تبتهج كثيراً ... سيغتالك الاعتياد .

من هم مثلك طُبع على جباههم وشم البؤس أبداً . استسلام ؟ ومنذ متى وأنت تعرف الإقدام ؟!

فقط امضي بلا ثرثرة .. اللحظات المحسوبة عليك أسرع من النبض في تبديله التلقائي ما بين الخرس والدفق .

 

  أنت لا تدرك آلية التعامل مع الفرح من الأساس .. فلا تندب حظك كثيراً ، الكآبة هي أنت . بل تخيل روحك مصدر من مصادر تصديرها في محيطك .

هؤلاء الملاصقين لأنفاسك ممن يحسبونك شيئاً يستحق الاهتمام ، لا تصدمهم  بما أنت عليه فعلاً اتركهم في أحلامهم هانئون .

حاول أن تنقذ هالة الفرح الضئيلة الهائمة حيث هم ، تعلم وبصمت كيفية الرحيل الأنيق .

هكذا كما البراغيث المنسحبة من الجسد ؛ هل تشعر بوخز انسحاب برغوث !! أنت لا تفعل بالتأكيد !

فهو يتقن الرحيل ، كما يتقن امتصاص الدماء . مثلما تتقن أنت إهدار دمك وكل ما تملك حيث لا المكان ولا الزمن الملائم للعناية بأنفاسك حتى !

  ألا تتذكر بداياتك في عالم التجني ! لا ترغب بالتذكر على كُلِ حال ، فموقع الضحية هو كل ما كنت تستطيع الحصول عليه مُنذ تعلمت السير بمحاذاة أشجار البلوط الضاربة في السحاب .

أكنت تحتمي بها من وهج خصومك ؟ أكانوا فعلا خصومك ؟ ألا ترى أن الخصم عليه أن يختار من يليق به في ثقل الدفاع والهجوم ؟

لا تعبس إذن ، ها قد تحرر منك الخوف من الخصوم .. هيا اختزن طاقتك المتوهجة الوهمية ، فمنذ الآن تنتظرك وفود بخلاف أربابك ومرؤوسيك في الحياة . وهذا لن يكلفك سوى استمرار في الطاعة .

نعم .. مثلما تفعل الآن حرك رأسك بالإيجاب ، اخفض نظرك باتجاه مقدمة حذاء مُحدثك . وحافظ على حياد تعبيراتك إن عجزت عن استيعاب معالم الصراع من حولك .

 هرول للصخرة العتيقة على ضفاف أول موجة لطمتك .. وحاول أن تبكي ، ولن تبكي .. فللبكاء ضريبة لا تمتلكها .

يقولون أن بعد نوبة البكاء يستلزم عليك أن تضحك أو حتى تبتسم ، وهذا في مصلحة عضلات الوجه فلا شأن لأرواحنا بالنصيحة !

هل تمتلك أنت رفاهية الضحك !  الابتسامة ! لا تبكي إذن .

  أدهشتني عندما رأيتك تدعي الإيمان ! لقد فات على هذا زمن قادر على بلع إيمانك . ولكنك عاندت لتحتفظ بمعتقدات رثة بلا جذور !

أخبرني ولا تخجل وقد أسقطتَ الإيمان في بئر العثرات .. أتدعي الكفر الآن ! أم أنه هو من يلاحقك ؟!!

مثلك عندما يتعثر إيمانه بعقبات الطريق لا يبقى لدية قوت يومه ، فاتك أن تشعر بومضات التنبيه .. فاتك أن تتراجع عن الأحلام ، ها هو انزلاقك فيها يحطم رسم ابتسامتك الدبلوماسية .. الملتصقة بطاعتك الأزلية للحياة .

منذ أن صفعتك اليد التي سحبتك للحياة وأنت لم ترد لها الضربة ضربتين !

ها قد بدأت الأعذار الفلسفية ، ألم يتلقى ظالميك صفعة مشابهة حين مولدهم ؟!

  القدر لا غيره هو جالب الابتسامات والعبرات ؛ لم تعد دندنتك الصباحية منعشة .. تلونت بنكهة الغروب .. دماء حلمك صبغت أوتارك . تئن ويستحيل البكاء .

وكأن قضيتك هي البكاء ؟ يا ابن أم حتى وإن سكبتْ حدقتيك كل القهر .. لن تتبرأ من وشم القدر .

 

 

أمل صلاح عيسى

يناير 2010

 

 

 

.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !