نُـذر الخــراب المصــري
(حلقة 5)
شارع الهرم وشلة الأنس يدعمون بطل موقعة الجمل
تناقلت الأنباء أن حاحا وشعبولا وسعد الصغير ، وعمرو دياب ويسرى وإلهام شاهين ، وعلا غانم وبوسي ونور الشريف .... ثم وجميع راقصات شارع الهرم والمومسات وقوادي وقوادات الشقق المفروشة . والبلطجية وأصحاب الكباريهات والطبالين والزمارين وفرقة حسب الله وعواجيز محمد علي ، والحواة والهجّاصين وسحرة فرعون وبائعات اليانصيب ، وماسحي الأحذية والأجواخ ، وصهبجية ريا وسكينة ، وكافة العاملين في مجال الهشك بشك ؛ حشروا اليوم وتنادوا مصبحين يدعمون أحمد شفيق في حراك هيستيري محموم تصاعد إلى اقصى درجاته بمبادرة أنظفهم وأفضلهم طريقة لزيارة أحمد شفيق "الأرمل" في منزله العامر مولولين مؤيدين .....
شعبولا وحاحا .. مالك يا حاحا بالسياسة .. روح قول حاحا أحسن
إذن فالمسألة من هذا الجانب لاتعدو كونها مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن خيارات وأجندة ورؤى وطنية جماعية خالصة .... فالكل من هؤلاء خائف على لقمة عيشه ويضع يده على جيبه، يتحسس أرصدته ويتلمّس خزائنه ومستقبل مداخليه وأجوره ليس إلا ...
وكان من بين هؤلاء من لم يتوانى في الإفصاح المباشر وعلى عينك ياتاجر عن منطلقات دعمه وتأييده لأحمد شفيق .. وأنه يأتي بوازع الخوف من أن يتسبب صعود مرشح الإسلاميين محمد مرسي للرئاسة في قطع مصدر أرزاقهم الوحيدة وعيشهم الرغيد . متناسين أو ربما غافلين بالطبع أن الرازق هو الله وليس أحمد شفيق .
هات بوسة وقول حاحا
يقولون أن من يعمل في مجال السياحة بمصر تبلغ نسبتهم 1 إلى 8 من الشعب المصري أي بما يعادل 2 مليون أو أقل بقليل إذا وضعنا في الحسبان أن تعداد الشعب المصري قد بلغ الآن قرابة 90 مليون. ولكن الذي لايخفى على الإحصائي أن هؤلاء إنما يمثلون عدد اللذين يشتغلون مباشرة في مجال السياحة فقط . فإذا تم إضافة من يعولون منهم كالزوجة والأبناء والمتعاطفين معهم كالأب والأم والأخت والأخ . فلربما يصل تعداد الستفيدين من قطاع السياحة إلى 10 ملايين نسمة على أقل تقدير .. جميعهم يخشون الآن من قطع ارزاقهم أو تدني مداخيلهم من هذه المهنة إذا وصل الإخوان للرئاسة .
قديما وقبل تفشي ظاهرة السياحة القذرة على يد الأثرياء ومبادرات الإنفتاح الإقتصادي الذي تبناه الفلول منذ عصر السادات ؛ كان المطربون والممثلون ؛ ومن يعمل في مجال الفن يعيشون حياة الصعاليك والتشرد والجوع والكفاف بمداخيل غاية في التواضع .. لكنهم أصبحوا بعد الإنفتاح من أصحاب الملايين . بل وربما تكلف الفستان الواحد للمطربة أو الممثلة مبلغ نصف مليون دولار ... أما بدلة الرقص البلدي فحدث عن أسعارها ولاحرج بعد أن أصبحت حريرا خالصا مشكوكا بصفائح الذهب وقطع الألماس والجواهر.
مشكلة السياحة في مصر أنها تأتي بمعظم مداخيلها من ما يسمى بالسياحة القذرة . فرواد هذا الجانب القذر من السياحة هم الذين يدفعون بسخاء لجهة إستئجار الشقق المفروشة وممارسة الزنا وشرب الخمور وارتياد الكباريهات ودعم الراقصات والطبالين والمطربين بالنقوط من كل حدبٍ وصوب،وإغراق خزائن الكباريهات بطوفان الدولار والعملات الصعبة ... إلخ ... مما يصب جميعه في مصلحة الأفراد وجيوبهم الخاصة ، دون أخذ في الإعتبار لما يسببه هذا الحراك القذر في جملته من سلبيات إجتماعية وأمراض جنسية معدية وهلم جرا من سلبيات لاتعد ولا تحصى في جانب تخريب الذمم والمتاجرة بلحم البشر يعاني منها عموم المجتمع لاسيما بنات وأولاد الفقراء ، والنازحات من الأرياف من الحسناوات اللواتي تتلقفهن ماكينة السياحة وتجار الرقيق الأبيض في اقل من لمح البصر ويدخلن بعدها في سكة اللاعودة.
لأجل ذلك ربما قد لانستغرب أمام الرقم الذي حصل عليه أحمد شفيق في صناديق الإقتراع وهو ما يصل إلى أكثر من 5 مليون صوت بقليل ..... ولو كان أحمد شفيق أكثر إقناعا للناس، لربما كان يفترض أن يحصل على 10 ملايين صوت .. 2 مليون منها من جانب العاملين في مجال السياحة و 3 مليون أقباط ، و 5 مليون صوت تمثل أسر وعائلات العاملين في مجال السياحة.
عجبي أن يحاول مرشح للرئاسة ما في دولة ما الوصول إلى كرسي الرئاسة من باب السياحة....بعد أن حاول البقاء على كرسي رئاسة الوزراء عبر تدبير موقعة الجمل..... موقعة الجمل التي أثبتت أن العــربي مهمـا تعلم الرياضيات والطيران الحربي والمدني فوق السحاب ؛ فإنه لايزال يفكر ويخطط بعقلية البدوي ويحن إلى رفيقه الأرضي وسلاحه الجمل سفينة الصحراء.
إهيي !! شفيق ياراجل ... شفيق!.. شفيق اللي كان لما يرشح نفسه بينتخبوه ... شفيق يا راجل إهييي!؟
والطريف أن الممثل الإسكندراني الكوميدي الشهير "محمد نجم" صاحب عبارة "شفيق ياراجل" التي اشتهر بها في مسرحيته "عش المجانين" لم يظهر حتى الآن في الصورة إلى جانب المؤيدين لأحمد شفيق ..... شفيق يا راجل.
التعليقات (0)