نُـذر الخراب المصري
(حلقة3)
تلميع ساذج مشبوه لحسني مبارك ونظامه البائد
دموع صاحبة الجلالة كانت ولاتزال تنهمر في مصر بغزارة منذ عام 1952م ....... الذين لم يقتربوا من العمل الصحفي الإحترافي ولم يحتكوا به ؛ أو يلجوا داراً صحفية في حياتهم ؛ قد يخيل إليهم أن الصحفي ليس سوى ملاك في شكل إنسان .. وأن الصحافة تحيط بها هالة القدسية والرومانسية .. ولكن الواقع المعاش غير ذلك بكثير . بل هم وهي في أحضان الديكتاتورية إلى "الأهبارية" أقرب منها بكثير عن القيم "الصحافية" ..... وربما لأجل ذلك وجدت المدونات الشخصية والمنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي طريقها المفتوح للصعود بهذا النحو الذي بات ملموسا.
العمل الصحفي الإحترافي تحكمه العديد من الظروف والآليات والضغوط التي تجعل من إستمرار الصحيفة والمجلة . ورواتب العاملين بها وتسديد فواتير الطباعة والكهرباء والماء والإيجار وتغطية العمل الصحفي الخارجي .. هذه كلها تساهم في نهاية المطاف بتغيير مسار المؤسسة الصحفية لتصبح أداة طيعة في أيدي الرساميل المالية بشتى أشكالها ، وكذلك بأيدي الحكومات والأحزاب وأجهزة الإستخبارات الأجنبية التي تدفع عن طيب خاطر وبسخاء.
وفي هذا السياق فقد تناقلت الأخبار مؤخرا أن المستشار شريف توفيق، رئيس نيابة الدقي قد أمر بالاستعلام من نقابة الصحافيين عما إذا كان مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة "الوطن" من المقيدين بنقابة الصحافيين من عدمه ، كما أصدر قراراً بالاستعلام من جريدة "الوطن" عن الاسم الرباعي لكل من منى مدكور، وميلاد زكريا الصحافيان بالجريدة، تمهيداً لاستدعائهما للتحقيق بسبب ما تم نشره عن يوميات الرئيس السابق حسني مبارك على صفحات جريدة "الوطن". وذلك على خلفية تقديم بلاغ للنائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود ضد كل من مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة "الوطن"، ومني مدكور الصحافية بالجريدة وملاك زكريا الصحافى بنفس الجريدة ، بتهمة نشر أخبار كاذبة والإضرار بالمصلحة العامة، وتكدير الأمن العام والسلم الاجتماعي، إضافة إلى تصوير الرئيس السابق رغم قرار المستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة التي يحاكم أمامها مبارك بعدم التصوير.
الدور المفضوح الذي تشارك فيه أجهزة الإعلام المصرية بدأ يتكشف أكثر فأكثر بعد نشر الحلقة الثانية مما يسمى بيوميات حسني مبارك التي تتولى نشرها جريدة الوطن المصرية وتدعي أنها مستقلة . وحيث يقوم صحفي يدعى ميلاد زكريا وأخرى يقال لها "منى مدكور" بمهمة قذرة قصد منها تلميع صورة حسني مبارك (ونظام حكمه بالتبعية) والبحث عن معاذير تنفي عنه تورطه ووزير داخليته حبيب العدلي في مقتل شهداء الثورة المصرية بطول البلاد وعرضها. وبما يمهد الطريق لوصول الفريق أحمد شفيق إلى رئاسة الجمهورية توطئة لإعادة الماضي والعودة بمصر وتاريخها وعقارب الساعة إلى الوراء.
جاءت الحلقة الثانية فاضحة ودامغة لجهة أنها جزء سافر من حملة أحمد شفيق الإنتخابية للضحك على دقون البسطاء من الناخبين عبر كسب تعاطفهم مع حسني مبارك وأبنائه وأركان حكمه الذين يعتبر أحمد شفيق واحد منهم ولما تربطه من صداقة شخصية لصيقة مع حسني مبارك كانت تؤهله لزيارة حسني في منزله دون سابق مواعيد.
مــرسـي وشــفيــق ... شفيق يا راجل
جاءت الحلقة الثانية مليودرامية ؛ لكنها مليئة بثقوب وأصباغ الزينة والفبركة والإنتهازية . والكذب المكشوف الذي لاينطلي على أحد... والهدف هو السعي الحثيث لفلول الحزب الوطني البائد وإسرائيل والولايات المتحدة إعادة إنتاج نظام الحزب الوطني البائد. مع تغيير طفيف يطال الرئيس وبعض القيادات التي كانت في الواجهة قبل ثورة 25 يناير . على أن تعمل معظم القيادات والرموز القديمة أمثال صفوت الشريف وعاطف عبيد وفتحي سرور وأحمد عــز وحبيب العادلي .. إلخ من خلف الستار.
ويبقى الهدف من كل ذلك هو المصالح الفردية والجمعية لرموز وعامة أعضاء الحزب الوطني . الذين عز عليهم تكبيل أيديهم عن مواصلة نهب خيرات مصر التي ظنوا بطول مدة الواحد وأربعين سنة التي تواصل فيها الحكم منذ عهد أنور السادات (سبتمبر 1970م) وحتى تنحي مبارك (فبراير 2011م) . فظنوا أن مصر قد أصبحت حكراً بل ملكاً لهم وحدهم ولأبنائهم وأحفادهم بوضع اليد . وأن شعبها بكل ملايينه ليسوا سوى عبيد مسخرين يكدحون بأجر بطونهم لخدمتهم.
من أهم ما سعت إليه الحلقة الثانية من "يوميات حسني مبارك" التي تنشرها صحيفة الوطن المصرية (غير المستقلة) يلاحظ القاريء الفطن الآتي:-
1) محاولة إستدرار العطف على أسرة حسني مبارك كونهم لم يلتقوا ببعضهم منذ شهور . وإظهارهم بمظهر الأسرة المصرية التقليدية المترابطة التي لايشغل أفرادها شغل سوى البكاء على فراق بعضهم .. أو كأنّ هذا الحق في الإشتياق والبكاء يظل حصريا على أسرة حسني مبارك "المعصومة" .متناسين حقوق ومشاعر الأباء والأبناء والأزواج والزوجات من ملايين الشعب المصري الذين فرقت بينهم وسائل كسب العيش مابين الإغتراب في بلدان البترول ، والهجرة في دول الغرب وعامة البلدان . وقد كان ذلك جميعه لأسباب تتعلق بسوء الإدارة الإقتصادية لعهد مبارك التي نجم عنها معدلات بطالة فلكية . وبعض شرائح من أبناء الشعب المصري هاجروا عن بلادهم دونا عن رغبتهم هربا من مضايقات وبطش مباحث أمن الدولة ... دولة الحزب الوطني المنحل. والذي يجري العمل حثيثا في مصانع ومعامل الخيانة والعمالة لإستنساخها أو إعادة إنتاجها.
2) إعطاء الإنطباع بأن جمال مبارك وعلاء مبارك ليسوا سوى أطفال تلفهم ملايات البراءة ولا ينقصهم سوى البامبرز والمصاصة ، حين يأخذهم والدهم المثل المصري الحنون بالأحضان . وينهال عليهم بالقبلات وهو يردد باللهجة المصرية المرتبطة بوجدان الشعب المصري الأصيل:- "وحشتوني أوي يا حبايبي عاملين إيه"؟ ... ويسألهم عن مكيفات الهواء والأكل والشرب وعايشين إزاي ومن يحلق لهم رؤوسهم ...
سبحان الله .. ولماذا لم تذكر لنا صحيفة الوطن عما إذا كان حسني مبارك قد سأل بلهفة عن شعبه؟ ... أو كأنّ أبناء الغير من ملايين شعب مصر ليسوا بشر . لايوحشون آبائهم وأمهاتهم . ولا يبكي عليهم آباءهم ولا يتحسرون على الموتى منهم الذين ذهبوا في زهرة شبابهم شهداء برصاص داخلية وحربية وبلطجية حزب حسني مبارك ونظامه الذي يجري العمل حثيثا الآن في معامل ومصانع الخارج والداخل لإستنساخه أو إعادة إنتاجه ليحكم مصر بالحديد والنار وقانون الطواري ورديفه من قوانبن مفصلة من جديد تلاحق القاصي والداني من ثوار 25 يناير.
ثم وأكثر مايثير الإشمئزاز والقرف والغثيان في تلك الحلقة الكريهة المنتة الرائحة ؛ ذلك الحوار المفبرك بين حسني مبارك وحبيب العادلي ، المقصود منه تبرئة نظام حسني مبارك من دم الشهداء ومحارق وبطش مباحث أمن دولته....... فجاء من بين تلك النتانات والأكاذيب وتزوير التقارير الشفهية على لسان حبيب العدلي بما يعطي الإنطباع بأن عدد الشهداء مشكوك في أمرهم وظروف وأسباب وملابسات موتهم . وبأن ثورة 25 يناير ليست سوى غمة حتزول :- "وتوجه إليه حبيب العادلي ووقف أمام سريره وأدى التحية العسكرية وهو يقول "حمد لله على سلامتك يا ريس" ثم صافحه، فقال له مبارك "ازيك يا حبيب أخبارك ايه. معلهش غمة وتزول".. سأل مبارك حبيب العادلي: هو كام واحد اتقتل في المظاهرات؟
يجيب العادلي: حوالي 800 يا ريس أو أكتر شوية. يا ريس معظمهم مات قدام أقسام الشرطة ونقط الشرطة والسجون.. وكام واحد كده ماتوا قدام وزارة الداخلية. وده غير الناس اللي أهاليهم بتقول إنهم ماتوا في المظاهرات وهما أصلا ماتوا في حوادث عادية أو ماتوا موتة ربنا.
فيقول مبارك للعادلي: إزاي يا حبيب الناس تقتحم الأقسام بالسهولة دي؟
يجيب العادلي: يا فندم المتظاهرين كان عددهم عشرة آلاف وكان فيه كتير منهم بلطجية.. وأي قسم مهما كان كبير مش حيبقى فيه أكتر من أربع أو خمس ضباط وكام عسكري كده، يا ريس احنا لو كنا أدينا أوامر بضرب النار، كان ممكن ضابط واحد بس معاه بندقية آلي كان ممكن يقتل لوحده كذا ألف واحد.
العادلي ينفي وجود القناصة
مبارك للعادلي: أمال إيه موضوع القناصة ده؟
العادلي: علمي علمك يا ريس.. أنا أول مرة شفتهم كان في التلفزيون وما اعتقدش دول تبع وزارة الداخلية.
مبارك موجها كلامه للعادلي ومساعديه الستة: "إحنا عمرنا ما أصدرنا أوامر بضرب النار على المتظاهرين، لا أنا ولا السادات ولا حتى جمال عبدالناصر. "طول عمرنا بنضرب النار على الأعداء بس."!!
ظريفة جدا هذه العبارة "طول عمرنا بنضرب النار على الأعداء بس" التي نطق بها حسني مبارك .. وليت أن الممثل الراحل عمر الحريري هو الذي رددها في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة" حتى يفطس الناس منها بالضحك في عهد عز فيه الضحك.
كذلك لاحظ هنا المطب والخطأ الشنيع الذي وقعت فيه جريدة الوطن حين نقلت على لسان وزير الداخلية حبيب العادلي إتهامه للثوار بالبلطجة ، ورصده لأرقام الشهداء بطريقة في غاية الإستهتار بقيمة عامة البشر من ابناء الشعب ، أو كأنهم حشرات طائرة أو دون الفراخ حين قال بكل بساطة (حوالي 800 أو أكتر شوية) ... أهكذا يتم تعداد البشر الأموات على لسان وزير الداخلية في حضرة رئيس الجمهورية؟؟؟........ "حوالي 800 أو أكتر شوية" ؟؟ .... ليه كده يا حبيبي يا عدلي؟ .. هو إبن آدم بيقولوا عليه "حوالي" و "أكتر شوية" عندك وعند الريس بتاعك؟؟؟
ويتكشف أيضا سعي جريدة الوطن إلى ربط حسني مبارك ونظامه بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر .. هكذا بكل عفوية وبساطة ؛ على الرغم من البون والفرق الشاسع ما بين تردد حسني مبارك وإقدام السادات ؛ ناهيك عن طهر ووطنية وعروبة وقامة جمال عبد الناصر التي تناطح النجوم.
أما مسألة مذيع الفلول ؛ أبو سمرة السُكّرة .. أبو ضحكة منوّرة المدعو "توفيق عكاشة" ، ومحاولة تلميعه هو الآخر . فتأتي هي الأخرى "تفطس أيضا من الضحك" على رأي المصريين .... فتعطي هذه الحلقة الإنطباع بأن حسني مبارك لايعرف "توفيق عكاشة" . أو بما معناه أن توفيق عكاشة يفعل كل الذي يفعله لوجه الله تعالى وإبتغاء مرضاته وبحيادية تامة .... ثم ونرصد رأي حبيب العدلي ،وأسامة المراسي المزعوم فيه بأنه (أي توفيق عكاشة) الإعلامي الوحيد اللي بيقول الحقيقة دلوقتي، ده راجل محترم بجد.
جاء ذلك الإفك من خلال إيراد الفقرة في ذيل الحلقة الثانية من يوميات تلميع حسني مبارك مباشرة ؛ والتي يقصد منها تلميع أحمد شفيق والحزب الوطني بطريق غير مباشر.
مبارك لا يعرف توفيق عكاشة
مبارك يبدي اندهاشه ويتساءل: بجد ده حصل يا حبيب؟
العادلي: إيوه يا ريس الدكتور توفيق عكاشة جاب القصة دي في البرنامج بتاعه امبارح.
مبارك: مين توفيق عكاشة ده؟
أسامة المراسي: يا ريس ده الإعلامي الوحيد اللي بيقول الحقيقة دلوقتي، ده راجل محترم بجد.
وأخيرا لم يفوت مفبركي الحلقة أن يكون مسك ختامها نكتة وفرفشة على طريقة مايدور من أحاديث حول الطاولات الحمراء في "كباريهات شارع الهرم" المعروفة كوجه بارز من وجوه عهد مبارك ؛ وذلك حين يمارس أركان النظام البائد عادة الهمز والغمز واللمز في بعض الغائبين من أفراد شلة الأنس . والتي تتمحور هنا في صلاة صفوت الشريف التي استجدت عليه بعد دخوله السجن وإدراكه أن الله حق . ويأتي ذلك في مضمون الفقرة الآتية:
توجه مبارك ناحية علاء وجمال ليسألهما عن صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وعاطف عبيد. فرد عليه علاء:
مش بنشوفهم كتير أوي، غالبا المقابلات بتكون أثناء الصلاة في المسجد.
ابتسم مبارك مندهشا متسائلا: وصفوت كمان بتقابلوه في الصلاة. ده أنا عمري ما شفته بيصلي غير في العيد.
ومرة أخرى تأتي النتائج على عكس ما يراد به من فبركة صديق جاهل ... فإذا كان رمز من أهم رموز وأركان نظام حسني مبارك الأساسية ؛ ومن تولى من قبل وزارة الإعلام ثم أمانة الحزب الوطني البائد لايركع لله ؛ ولا يصلي إلا ركعتي العيد لمجرد إستكمال المظهر في صلاة يؤديها مع رئيس الجمهورية وينقلها التلفزيون . فهل يؤتمن مثل هذا على أمانة حزب حاكم؟ ... حزب يرغب سدنته والمنتفعين منه والولايات المتحدة وإسرائيل ومجلس الكنائس العالمي في إستنساخه ؛ أو إعادة إنتاجه على اقل تقدير؟
الأغرب من كل هذا وذاك ؛ أنه وخوفا من أن يصاب "أحمد شفيق" الصديق الشخصي لحسني مبارك ، وآخر رئيس وزراء لنظامه .... خوفا من أن يصاب بطرطشة كلام من هنا أو هناك ؛ وهو لايزال في شهر عسل مع الناخبين المصريين ؛ وقد وضع المساحيق والكياج لأجل الصعود إلى كرسي صديقه الحميم ؛ فقد آثر مفبركي الحلقة وبتعليمات من وكالات إعلان مصرية متخصصة تتولى تفصيل حملة أحمد شفيق الإنتخابية .. آثر هؤلاء غض الطرف عن إيراد إسمه تماما وسواء من قريب أو من بعيد .... فهل يعقل أن ينسى حسني مبارك وهو الرجل الأصيل الفلاح إبن البلد أن يسأل عن صديقه الحميم أحمد شفيق؟
الصــور التي تم التقاطها ونشرها ضمن الحلقة الثانية
وحشتوني يا أولاد .. مين اللي بيطبخ لكم؟
مين اللي بيحلق لكم ياولاد؟
العادلي خلال حديث الهجايص مع مبارك
العادلي بين جمال وعلاء مبارك ... بتجيبوا الموبايلات والكروت دي منين ياعيال حسني؟
/////////////////
نص الحلقة الثانية من "يوميات حسني مبارك" المنشور في جريدة الوطن المصرية التي تلحق بإسمها لقب "مستقلة"!!
في حدود الساعة الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة يوم السبت القادم 2 يونيو/حزيران، سيلتقي الرئيس السابق حسني مبارك بولديه علاء وجمال بعد عدة أشهر حيث كان آخر لقاء بينهم في ذات المحكمة بالقاهرة الجديدة، وذلك في الجلسة التي تم في نهايتها تحديد موعد النطق بالحكم.
هذه المدة الطويلة تماثل تلك التي التقاهم بعدها لأول مرة في المحكمة عقب تسفيرهم من شرم الشيخ إلى سجن طرة حيث يقضيان حبسهما الاحتياطي.
جريدة "الوطن" المصرية المستقلة في حلقتها الثانية "الخميس" من يوميات مبارك في المركز الطبي العالمي، تناولت وقائع ذلك اللقاء نقلا عن شخصية قالت إنها كانت لصيقة بالرئيس السابق.
يوم الأربعاء 3 أغسطس/آب 2011 ظهر مبارك لأول مرة للناس في قفص محكمة جنايات القاهرة بعد تخليه عن الحكم في 11 فبراير/شباط.
أمام مقر المحكمة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة، كانت هناك أحاديث مثيرة وتحضيرات كثيرة سبقت مشهد الذروة في محاكمة القرن.
لقاء مبارك بعلاء وجمال
في الثامنة صباحا هبطت طائرة هليوكبتر في مطار ألماظة العسكري قادمة من شرم الشيخ وعلى متنها حسني مبارك واللواء شاهين قائد الحراسة الشخصية والعميد خالد من قوة المباحث ومدير مستشفى شرم الشيخ الدولي وطاقم التمريض الخاص به.
حمله طاقم التمريض إلى عربة إسعاف تحركت إلى الاستراحة الملحقة بقاعة المحكمة ليجد في انتظاره ولديه علاء وجمال اللذين لم يرهما منذ إيداعهما سجن مزرعة طرة، ومعهما أيضا حبيب العادلي وزير الداخلية ومساعديه الستة.
جرى نحوه علاء وجمال لاستقباله وتبادل الثلاثة الأحضان والقبلات وقال لهما مبارك "وحشتوني أوي يا حبايبي عاملين إيه"؟.. فرد جمال "الحمد لله بخير وإن شاء الله ما حدش حيقدر يمسك علينا حاجة".
العادلي يؤدي التحية العسكرية لمبارك
حبيب العادلي يتحدث مع مبارك - صورة خاصة لصحيفة الوطن المصرية
وتوجه إليه حبيب العادلي ووقف أمام سريره وأدى التحية العسكرية وهو يقول "حمد لله على سلامتك يا ريس" ثم صافحه، فقال له مبارك "ازيك يا حبيب أخبارك ايه. معلهش غمة وتزول".
سأل مبارك علاء: إنت وجمال عايشين إزاي.. والأكل والشرب أخبارهم إيه؟
جمال: بناكل كويس بتقلقش يا بابا. ثم أضاف علاء: تصدق يا بابا أن المراوح طلعت أحسن من التكييف. مبارك سأل: هو انتم معندكوش تكييف في السجن.
قال جمال: لا يا بابا.
مبارك: هو انتم مين اللي بيحلقلكم؟
جمال: واحد مسجون كان أصلا شغال حلاق.
مبارك: بتدولوا أد إيه؟
علاء: كل واحد بيديلوا اللي بيلاقيه في جيبه.. عشرين أو خمسين جنيه.
مبارك سأل العادلي عن قتلى المظاهرات
حبيب العادلي يتوسط عدلي فايد وجمال مبارك - صورة خاصة بصحيفة الوطن المصرية
سأل مبارك حبيب العادلي: هو كام واحد اتقتل في المظاهرات؟
العادلي: حوالي 800 يا ريس أو أكتر شوية. يا ريس معظمهم مات قدام أقسام الشرطة ونقط الشرطة والسجون.. وكام واحد كده ماتوا قدام وزارة الداخلية. وده غير الناس اللي أهاليهم بتقول إنهم ماتوا في المظاهرات وهما أصلا ماتوا في حوادث عادية أو ماتوا موتة ربنا.
مبارك لا يعرف توفيق عكاشة
مبارك يبدي اندهاشه ويتساءل: بجد ده حصل يا حبيب؟
العادلي: إيوه يا ريس الدكتور توفيق عكاشة جاب القصة دي في البرنامج بتاعه امبارح.
مبارك: مين توفيق عكاشة ده؟
أسامة المراسي: يا ريس ده الإعلامي الوحيد اللي بيقول الحقيقة دلوقتي، ده راجل محترم بجد.
مبارك للعادلي: إزاي يا حبيب الناس تقتحم الأقسام بالسهولة دي؟
العادلي: يا فندم المتظاهرين كان عددهم عشرة آلاف وكان فيه كتير منهم بلطجية.. وأي قسم مهما كان كبير مش حيبقى فيه أكتر من أربع أو خمس ضباط وكام عسكري كده، يا ريس احنا لو كنا أدينا أوامر بضرب النار، كان ممكن ضابط واحد بس معاه بندقية آلي كان ممكن يقتل لوحده كذا ألف واحد.
العادلي ينفي وجود القناصة
مبارك للعادلي: أمال إيه موضوع القناصة ده؟
العادلي: علمي علمك يا ريس.. أنا أول مرة شفتهم كان في التلفزيون وما اعتقدش دول تبع وزارة الداخلية.
مبارك موجها كلامه للعادلي ومساعديه الستة: إحنا عمرنا ما أصدرنا أوامر بضرب النار على المتظاهرين، لا أنا ولا السادات ولا حتى جمال عبدالناصر. طول عمرنا بنضرب النار على الأعداء بس.
توجه مبارك ناحية علاء وجمال ليسألهما عن صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وعاطف عبيد. فرد عليه علاء:
مش بنشوفهم كتير أوي، غالبا المقابلات بتكون أثناء الصلاة في المسجد.
ابتسم مبارك مندهشا متسائلا: وصفوت كمان بتقابلوه في الصلاة. ده أنا عمري ما شفته بيصلي غير في العيد.
التعليقات (0)