نَحيبُ سحَابة إيمان السّعيـد مصرـ الإسكندرية
تَفِرٌّ الطيورُ من أعشاشِها الآمنة
تنصهرُ في صمتِ اللّيل
تُراقب الحُزن المعلّق على جِيدِ المساء
تنفضُ عنها غبارَ الموت
وأنا واقفةّ على عتباتِ حُزني
أناظرُ بعينٍ دامعة الساجدينَ على أطرافِ المساء
ينتظرون مرور موكب الموت
تكتُبهمُ الأحزانُ في دفاتِرها
ويمحُوني الفناء
ترنيمة من الأسرار تشدوني
الزيفُ يرتدي كلَّ ماحولي
من أنا دون (ألف وباء)؟!
فَصلٌ من الأوجاع يَسكُنني
أقفُ على بيادرِ عُمري ألماً
ولونُ الموتِ يُغلّفُ روحي كُلُّ الذين نُحبّهم رحلوا
ولم يبقَ في مداراتِ العُمرِ
سوى دمارٍ وخراب
وسماءُ روحي بلا سقفٍ يُظلّلُها
تأخُذني في عُريها سحابةُ النَّحيب
فتسافرُ أوجاعي وهُمومي مُختلِطةً بدمائي
فيا موكبَ الموت
أجهزتَ على شُرفاتِ حُلمي
غلّفتها بلونكَ الأصفر
خُذ قميصَ سعادتي
وما تبقّى من فُتاتِ أحلامي
واعبُر بها في دَعَةٍ مرافئَ المَوت
فأنا أراها تسكُنني
وجهٌ ممسوحُ الملامح
رماديٌ يزدادُ سَوادا
يَحمِلُ بتلةَ حُزنٍ لالونَ لها
رائحةُ الموتِ تُغلّفها
يَستنبِتُ منها فرحةً لاتجيء
وبراعم صمتٍ تحتاجُ التفسير
من ذاكرتي
أستحضرُ جُزءَ نحيبٍ مقطوع
يُعانقُ كُلّي
بعدَكَ يا أبي
انكسار يعشش بداخلي
تساقطَت أوراقٌ عمري
ورقة تلو ورقة
البردٌ ينخرٌ عظامَ العٌمر
والقلبٌ بعدكَ صار في العَراء
صارَ في العَراء .!..
التعليقات (0)