تحت عنوان "إيران تتظاهر بتماسك سياستها الداخلية رغم العقوبات"، علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على الخطاب الذي ألقاه القائد الأعلى للثورة الإيرانية "آية الله على خامنئي" أمس الأربعاء للمرة الأولى بشأن العقوبات المفروضة على إيران على ضوء برنامجها النووي المثير للجدل قائلة: "أن إيران تحاول تحد الغرب والمجتمع الدولي حتى الرمق الأخير".
وقالت الصحيفة أن القائد الإيراني "خامنئي"، تحدث للمرة الأولى أمس الأربعاء على الملأ حول مشكلة النقد الأجنبي في البلاد، واصفًا المظاهرات الحاشدة في طهران التي اندلعت الأسبوع الماضي احتجاجًا على تراجع العملة الإيرانية بأنها "وضع استثنائي وشاذ"، مؤكدًا أنه من الحماقة أن يفسر الغرب هذا الوضع المؤقت بأنه نذير لأزمة متصاعدة.
وذكرت الصحيفة أن "خامنئي" عمد في كلمته إلى حث الإيرانيين على العمل وألا يخشو تكثيف العقوبات الغربية على ضوء البرنامج النووي، رغم تأكيد الإقتصاديين على أن العقوبات التي استهدفت النفط الإيراني والقطاعات المصرفية لعبت دورًا هامًا في انهيار الريال الإيراني.
وأضاف خامنئي "إن مسألة العقوبات ليست قضية جديدة بل كانت موجودة منذ انتصار الثورة الإسلامية لكن أعداء الجمهورية الإسلامية يبذلون جهودًا رامية إلى تفجير قضية العقوبات لتأخذ حيزًا أكبر من حجمها وللأسف يتم ذلك بمساعدة من الداخل."
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات "خامنئي" الذي يملك القول الفصل في شؤون الدولة أتت في خطوة جيدة لتعزيز سياسته في تحدٍ مطلق لمواجهة الضغوطات الغربية ولكن جائت أيضًا، لتعكس مدى التناقضات والإنشقاقات الموجودة داخل إيران حول هذه الإستراتيجية التي لم تعُد تُجدي نفعًا وسط أزمة إقتصادية حقيقية في البلاد.
وأكد "خامنئي" أن العقوبات لن تجبر إيران على تعليق برنامجها النووي، ولن تحد من تخصيب اليورانيوم الذي تزعم الدول الغربية بأن طهران تنوي تطوير سلاح نووي، ولكن خامنئي أصر على طموحاتهم في استخدامه للأغراض السلمية مثل إنتاج الطاقة والأغراض الطبية.
التعليقات (0)