فلنستمع إليه: "لدي إيمان قوي، ولا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتي عائقاً أمامي لتغيرني، وتعلمت أنني لست وحدي ذا إعاقة فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة، والكمال لله وحده، ولكن الأمل والثقة والإرادة هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الشخص السوي في حياته، وهذه الأشياء لا فرق فيها بين معاق وغيره، وهي أشياء لا تشتري من السوق "، بتلك الكلمات الجميلة التي تحمل مشاعر إنسانية راقية ، عبر أشهر معاق في العالم عن تجربة فريدة في الاصرار والتحدي وقبل كل شيء الإيمان بإرادة الله سبحانه وتعالى. فخلال تصريحات أدلى بها لبرنامج العاشرة مساء على قناة دريم جذب نيك نيكولاس الشاب الأسترالي المعاق ( 25 عاماً ) ، الذي أصبح رئيساً لمجلس إدارة شركة من كبري المؤسسات الأمريكية ، انتباه آلاف الأشخاص بابتسامته المتفائلة واصراره على مواصلة الحياة رغم ولادته بدون ذراعين وساقين . وفي نبذة عن حياته الحافلة بالمآسي والنجاحات في وقت واحد ، عرف نفسه للعالم بأنه نيك نيكولاس، أسترالي الجنسية، ويعيش حاليا في أمريكا، ودرس إدارة الإعلام، وحصل علي الدكتوراه في العقارات، وإدارة الإعلام، وحول حياته من حياة دون أطراف إلي حياة بلا حدود.
وأضاف أنه حينما كان عمره 8 سنوات حاول الانتحار لأنه شعر بأنه وحيد ولكن أبيه وأمه كانا معجزة حياتي وقالا له إن الحياة اختياران إما المحاولة أو اليأس والفشل . واستطرد يقول :" وأوقات كثيرة يسألني البعض، كيف تضحك وأنت في هذه الحالة، وتكون إجابتي أني مستمتع بإعاقتي، وأستطيع أن أفعل كل ما يقوم به الأصحاء، تعلمت السباحة، وركوب الخيل، وألعب كرة القدم والجولف، وأستطيع القراءة والكتابة علي الكمبيوتر.
وتابع " أنا لست سوبر مان، ومن الطبيعي أن تواجهني الكثير من الصعوبات، وفي عام 1990 غيرت الحكومة الأسترالية القانون، ولم يسمحوا للأطفال المعاقين بالذهاب للمدارس العادية، ولم تدفع أي مساعدات مالية لوالدي لمساعدتي علي إكمال تعليمي، ولكن أهلي قرروا أن يتكبدوا عبء مصاريف مدرس خاص لي، لأستكمل تعليمي من المرحلتين الابتدائية والثانوية ، وفي الجامعة كانت المصروفات غالية جداً وأهلي كانوا لا يقدرون علي دفعها بمفردهم، لذا قامت إحدي الشركات الخاصة بمساعدتي علي استكمال تعليمي" .
وفي رده على سؤال حول أسباب عدم تفكيره في تركيب أطراف صناعية بعد أن أصبح غنياً ، قال :" لأنني عندما كان عمري 8 سنوات كان وزني 24 كيلو جراماً، وجسدي لم يتحمل ثقل الأطراف الصناعية ".
وبالنسبة لرد فعل والديه عندما ولد معاقا ، قال :" أمي أصيبت بخيبة أمل لمدة 4 شهور لتقبل الموضوع، وتتخلص من الصدمة والإحساس بالذنب، وكانت دائماً تلوم نفسها لأنها جاءت بي معاقاً، خاصة أن الأطباء قالوا إنه من المستحيل أن أتحرك بمثل هذه الإعاقة، لكن والدي الذي كان يعمل قسا بالكنيسة كان مؤمناً بالله، يعلم أن الله لديه حكمة في ذلك، وشجع والدتي علي تخطي هذه المحنة، وأعظم شيء فعلاه أنهما كانا يعاملانني مثل أخي وأختي، ولم يفرقا في المعاملة بيننا علي الإطلاق، ودائماً كانا يقولان لي نظرتك لنفسك.. هي ما تجعل الآخرين ينظرون لك". وعن الحلم الذي يسعى لتحقيقه ، أجاب " كان نفسي أقود سيارة، وأنوي هذا العام أن أتعلم قيادة السيارات، وأستطيع أن أركب خيلاً ".
نيكولاس يروي قصة كفاحه وفيما يتعلق بأسباب زيارته لمصر حاليا ، أوضح أنها تأتي ضمن جولة حول العالم يحمل فيها رسالة تشجيع للمعاقين تقول: "لا للخوف، الثقة بالنفس، الشجاعة، والتغلب علي الصعوبات"، مشيرا إلى أنه قام بزيارة 22 دولة حول العالم تجول خلالها في المدارس والسجون والملاجئ والمستشفيات. وبالنسبة لحرصه على زيارة مصر أولا في إطار جولته العربية الحالية ، أشار إلى أنه عندما كان يدرس التاريخ في المرحلة الابتدائية، كانت كل أبحاثه في التاريخ عن أهرامات الجيزة، وسحره بناؤها، لذا قرر أن تكون أولي جولاته في المنطقة العربية لشعب مصر العظيم ليتعرفوا علي رجل دون أطراف ويستطيع أن يعيش دون يأس. وأضاف أنه سيركز خلال زيارته لمصر على عمل ورش عمل للمعاقين والعاملين بالإعاقة لمعرفة احتياجات المعاقين وكيفية تمكينهم من خلال التنظيم مع الإعلامية إيفت البياضي وندي ثابت رئيس مجلس إدارة قرية الأمل للمعاقين. يذكر أنه لدى نيكولاس مؤسسة في أمريكا اسمها "جون وأصدقاؤه" تعمل مع البيت الأبيض ولها تواصل مع الحكومات المختلفة لتوصيل صوت المعاقين في جميع أنحاء العالم ويتم من خلالها التواصل مع أعضاء الهيئات والجمعيات العاملة والمهتمة بمجال الإعاقة.
التعليقات (0)