مواضيع اليوم

نيرون مصر

حنان بكير

2011-02-03 20:16:36

0

مقولة إن " مصر ليست تونس"، التي نسبتها الصحافة العبرية لحسني مبارك، في اتصال هاتفي له مع نتنياهو، هي حقيقة بالتأكيد. لأن تونس ليست من دول الطوق للدولة العبرية.، وبالتالي ليس لها ذلك الثقل الأمني والقيادي الذي لمصر..
فقد كان واضحا منذ البداية، أن عناد مبارك وتمسكه بالسلطة، انما كان بسبب رهانه على دعم خارجي، ربما كان أمريكيا او اسرائيليا، ليس لأجل عيونه، ولكن لأجل إتفاقية السلام، التي كانت وبالا على الشعب المصري، زادت من حدّة فقره، وارتفاع إيقاع القمع وكبت الحريات، واعتداءات الأجهزة الأمنية على المواطنين.
والمراقب للإعلام العبري، يلمس بوضوح عمق الارباك والمخاوف لدى الكيان، من إنهيار الاتفاقية، التي استنفدت ثروات الشعب المصري، سيما من الغاز.. والمواصلات عبر قناة السويس. وفي المقابل ماذا سيخسر الشعب المصري؟ فقد كانت طوابير الناس قبل الاتفاقية على " الفراخ" أصبحت بعد الاتفاقية على رغيف الخبز.. وبحسب ما ورد في مقال لعكيفا الدار، فإن المساعدة التي يحصل عليها أكثر من 80 مليون مصري من الولايات المتحدة الأمريكية، أقل مما يحصل عليه سبعة ملايين إسرائيلي!
من مسؤوليات الكيان العبري هو الحفاظ على نظام مبارك وكل الأنظمة الإستبدادية في المنطقة، وقد ناشد، أي الكيان العبري، الدول الأوروبية لمساعدة رئيس رفضه ونبذه شعبه، ودفع دما ذكيا في سبيل الخلاص من آخر مومياءات الفراعنة. كتب موشيه آرنس في يديعوت أحرونوت: " السلام يصنع مع الأعداء". هذا الشعار غير المنطقي، الذي كرر نفسه مرة بعد أخرى وعلى نحو صارخ أكثر فأكثر، عند" معسكر السلام"، الاسرائيلي يجب أن يحل محله " السلام يصنع مع المستبدين،" هذا الإستنتاج المؤسف ملح إزاء الأحداث في مصر". ويستطرد موضحا" .. كان لإسرائيل مطلبان جوهريان، عدا شرطين ضروريين في التفاوض. الأول ألاّ
تستطيع الدولة موقعة إتفاق سلام مع إسرائيل، بعد التوقيع أن تطلب إليها أراضي أخرى. بعبارة أخرى سيكون اتفاق السلام مع اسرائيل نهاية المواجهة. والثاني أن يكون لزعيم الدولة الموقعة على الاتفاق القدرة على أن يكافح في نجوع نشاطا ارهابيا معاد لاسرائيل.. يستطيع كل مستبد أن يقدم هذين الشرطين اذا شاء ذلك بلا صعوبة.. ويمكننا أن نثق أيضا بأن الشرطة وقوات الأمن التي يملكها الزعيم ستقمع كل نشاط ارهابي قد يوجه الى اسرائيل... وفت مصر السادات ومبارك بهذين الشرطين.."
المستبد ما زال متمسكا بالسلطة، يناور ويحشد المأجورين والمرتزقة على ظهور الخيل والجمال، على أمل وبإنتظار معونة تصله من أسياده! ولا نستبعد القبض على عناصر "موسّادية"، مندسّة بين المأجورين.. اذ لهم خبرة وباع طويل في القمع وحرب الشوارع.. فكل أشكال التعاون مباحة بين طبقة رجال الأعمال والعدو في تقاسم ثروات الشعب المصري.. فقد صادق الكيان العبري، ولأول مرة منذ اتفاق السلام 1979، على دخول 800 جندي مصري، لمنطقة سيناء كي يعيدوا السيطرة عليها، ومنع تهريب السلاح الى غزة، بحسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت.
لقد أعطى الشعب حاكمه فرصة لمغادرة الحكم والبلاد، بطريقة تحفظ له كرامته، وإن كان لا يستحق ذلك التكريم. لكنه، أي الحاكم، يحاول كسب الوقت، الى حين ضمان نقل السلطة الى إدارة، تحافظ على إتفاقية كامب ديفيد، ومصالح الدولة العبرية. أو أن يشعل البلاد نارا وخرابا ودمارا ومن بعده الطوفان.. وإلاّ، لماذا إصراره على البقاء في الحكم، ما دام مبدأ التوريث قد انتهى؟ وهو قد بلغ من العمر عتيا؟ أم أنه يريد رحيلا مصبوغا باللون الأحمر، والمزيد من القرابين من دماء الأبرياء؟؟


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !