نورا ..

عندما توجهت إليك، إكتشفت أنني ذاهب إلى حيث اللاذهاب، وعائد إلى حيث اللاعودة، يستريح ظلي لما بين بينهما، وتتأخر الأرجوحة في الصعود إلى أعلى، وأتأخر "أنا"، فيسرق الوقت مني لحظته ويمضي، ويتركني وحيداً لأمضي، فلا نعود معاً في ذات الوقت، فحتى الزمن يضيع لحظة ما، وينسى أنه كلما غاب عن وعي التوقيت يصنع غياباً مؤقتاً أو أبدياً لوردتا صيف فقدتا شجون زهرية، وغبار طلع يبحث في الهواء عن أنوثة الذاكرة، فتنقش العصافير أسرارها على جدار الريح، ذاك الذي يمر خفياً بيننا، يخطف منا حالة الأحاسيس ليودعها همساً في أذن حلم أو فكرة واقع ...

أذهب إلى حيث اللاذهاب، وأعود حيث اللاعودة، وبينهما صمت شخصي ينتظر مرة أخرى الجرأة على قول الحقيقة، إنه يحبك في الأعماق، تلك المسجلة باسمك العفوي "نورا" .. فأصبح تواً مواطناً في مملكة أعماقي، وأفقد هويتي مرة أخرى في ذاتي، وأحيل كل خيالاتي وفكاهاتي وجنوني وآرائي وأفكاري إليك، لتحكمي بها بالعدل، أو إن شئتي فاحكمي بها بعنصرية وديكتاتورية، فلا يوجد وطن لي سواكي، هكذا أنا حر، وأنت مولاتي صاحبة "الحرية".