يا سيِّدتي
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ
أنتِ امرأةٌ
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ
و من ذهب الأحلامْ
أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ
(نزار قباني)
======
نوال السعداوي
"القلم بين أصابعى والصفحة تحت يدى بيضاء. يتحرك القلم دون أن يكتب شيئا. ترمقنى الصفحة البيضاء بسخرية. كأنما لم أكتب فى حياتى سطرا. تبدو اللغة غريبة كلماتها مبنية للمجهول. حروفها مقدسة تخاطب المرأة بصيغة المذكر. كل شئ مذكر فى اللغة حتى الإله والشيطان والموت. الصفحة الخالية من الكتابة لونها أبيض بلون الموت. الكفن أبيض وسرير المستشفى أبيض. معاطف الأطباء والطبيبات ومرايل الممرضات والممرضين. عيناى مفتوحتان لا أعرف إن كنت الطبيبة أو المريضة. الكاتبة أو الصفحة البيضاء غير المكتوبة. المساحات الخالية بين السطور. اللحظات الساقطة من حياتى والسنون. تسرب الروح من الجسد وغياب العقل"نوال السعداوي
للثامن من مارس (آذار) طعم خاص جدا، لدى العارفين بعظمة و جلال قدر المرأة و قيمتها الإنسانية الرفيعة جنبا إلى جنب مع الرجل...كما للثامن من مارس (آذار) مذاق خاص جدا، لدى المبخسين لدورها و المقللين من شأنها في المجتمع، الهاضمين لحقوقها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية...و ما بين أولائك و هؤلاء يضيع الحق النسائي وسط جدل لا يزال متواصلا...جدل لم ينته إلى حسم قضية المرأة العربية...لأن العالم العربي لا يزال مرتهنا للوبيات التطرف و التزمت و التحجر التي تضع يدها الحديدية على سلطة القرار الديني...
في خضم هذا الجدل تبرز الكاتبة و الناشطة النسائية العربية نوال السعداوي... منتصرة لقضايا المرأة العربية، متصدية للتقاليد والأعراف البالية التي تقيد المرأة وتضطهدها، ساعية لتخليص المجتمع من قهر المجتمع الذكوري والسلطة الذكورية ومن قبل قوى الجهل والظلام وأساليبها في التكفير...
وبسبب انحيازها للحلم بامرأة عربية متحررة منعتقة، تواجه اليوم " حملة شرسة من جانب بعض المؤسسات والقوى والشخصيات العاملة مع قوى الإسلام السياسية اليمينية المتطرفة التي دفعت بها إلى مغادرة مصر إلى الولايات المتحدة. لم تتعرض السيدة السعداوي وحدها إلى هذا النوع من الاضطهاد ووالظلم والملاحقة الشرسة فحسب، بل وكذلك عائلتها، إضافة إلى منع ستة كتب من كتبها القيمة التي تعالج فيها مشكلات المرأة والمجتمع الذكوري والتخلف وقضايا الحجاب والتنمية والا ستغلال وتدافع بصلابة عن المرأة وحقوقها المشروعة"...
نوال السعداوي (27 ديسمبر 1930)...الناقدة والكاتبة والروائية المصرية والمدافعة عن حقوق المرأة، ولدت في مدينة العباسية بالقاهرة، وتخرجت في كلية الطب جامعة القاهرة ديسمبر 1954، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية.
وفى عام 1955 عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فصلت بـ6 قرارات من وزير الصحة، وبررت ذلك بأنه لا يريد لأحد أن يعترض عليه في عمله. متزوجة من الدكتور شريف حتاتة:طبيب وروائي ماركسي اعتقل في عهد عبد الناصر. من أعمالها:
- رواية سقوط الامام 1987 ترجمت إلى 14 لغة كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والسويدية والإندونسية
- رواية "الرواية"
- المرأة والجنس 1969
- الأنثى هي الأصل 1971
- الرجل والجنس 1973
- الوجه العاري للمرأة العربية 1974
- المرأة والصراع النفسى 1975
و قد أصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر في مصر مؤخرا توصية بمصادرة روايتها (سقوط الإمام) الصادرة قبل 20 عاما، مبررا هذا العمل بتضمنها مسا بالإسلام والقيم الإسلامية .علما أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الكاتبة نوال السعداوي وكتاباتها المدافعة عن حقوق النساء إلى هجمة رجعية من التيارات الإسلامية...
و بذلك تركت نوال السعداوي مصر بحثا عن ملاذ يستوعبها ويستوعب أفكارها وآراءها التي ما فتئت منذ عقود تثير الكثير من ردود الفعل والجدل وسط التيار الأصولي على الخصوص. هذا ما أكدته نوال السعداوي أخيرا حين أعلنت أنها غادرت مصر غاضبة لتقديمها إلى النيابة العامة ومصادرة خمسة كتب لها في معرض الكتاب بالقاهرة موضحة أن السلطات المصرية صادرت مجموعة من كتبها، أولها كتاب "أوراق حياتي" السيرة الذاتية المكونة من ثلاثة أجزاء صادرة عن دار الآداب اللبنانية رغم أنه صدر قبل عشر سنوات عن دار الهلال المصرية وتابعت ((ورغم أن مكتبة مدبولي قامت بإصدار كل كتبي فإن الأمن قام بمصادرة كتابين من كل الكتب التي قامت مكتبة مدبولي بطباعتها وهما : كتاب "سقوط الإمام"، و"الله يقدم استقالته في اجتماع القمة"))...
إن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة بالعالم العربي لا يستقيم إلا عبر الاحتفاء بمعاناة المرأة العربية و جرحها العميق المفتوح باتجاه الحلم بالانعتاق و التحرر و ركوب صهوة المبادرة و المشاركة في القرار...و كل عام و حواء العربية بألف خير...
مواضيع اليوم
التعليقات (0)