نهضة مصر
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول
أحد أشهر الأسئلة التي تواجه كل مرشحي الرئاسة والإسلامييون منهم علي وجه الخصوص هو ما موقفك من الفن ؟ ويقصد بالفن هنا المفهوم العام ليدخل فيه الأدب و التمثيل والموسيقي والغناء حتي نصل إلي النحت وأمام هذا السؤال يتضح بجلاء فكر المرشح هل هو ليبرالي أو إسلامي منفتح أو إسلامي محنك أو إسلامي واضح وأريد أن أضيف أن الإسلام ليس مشكلتنا في مصر إنما مشكلتنا هو فهم الإسلام الذي هو أوسع وأعمق من فكر الجميع وليس حكرا علي أحد
ومناسبة هذا الحديث هو أن اليوم هو ذكري ميلاد الفنان محمود مختار مبدع تمثال نهضة مصر وغيره من أعمال رائعة والمفارقة هنا أن موقف المرشح تحت عنوان النهضة غير واضح من فن مثل النحت الذي أبدع نهضة مصر كفانا حديثا عن الساعين نحو القصر الجمهوري وتعالو نحتفي بصاحب تمثال نهضة مصر في ذكري ميلاده
على الرغم من أن عمره الفني كان قصيراً لوفاته مبكراً(ولد 10 مايو1891 وتوفي 1934 عن 44 سنة)، إلا أنه نجح في أن يخلف تراثا كبيرا متميزاً من اعماله التي تضمنت تماثيل ميدانية وأعمال أخرى تعبر عن حياة الريف والقرية المصرية التي تأثر بها، وتمثل صورا للحياة اليومية التي اجادها ابداعا وعبر عنها بشكل فني رائع.
رغم ازدهار العديد من المدارس الفنية في ذلك العصر، إلا أنه لم ينساق وراءها، وفضل ان يعبر عن شخصيته وخلفيته بأسلوب خاص، فقد قام بإحياء تقاليد الفنية المصرية في مختلف عصورها دون أن يغفل تجارب الفن الحديث وأصبح رائد فن النحت المصري المعاصر.
أصيب مختار في يده عام 1932 وكان يحلم بإقامة تماثيل للإسكندر الأكبر والزعيم المصري أحمد عرابى وكليوبترا لكن المرض لم يمهله فتوفى يوم 27 مارس اذار 1934.
خاتمة القول
كانت هذه مناسبة مواتية للحديث عن نهضة مصر التمثال وصاحبه والحديث أيضا عن نهضة مصر المشروع الذي ينتظر الرئيس القادم فهل يحدث التوافق بين الفن الذي هو قوة مصر الناعمة وبين مشروع النهضة
حفظ الله مصر من كل مكر ومكروه وسوء
الخميس 10 مايو2012
للتواصل مع الكاتب:
sedeeks@yahoo.com
Sedeeks2011@twitter.com
التعليقات (0)