يوجد ما بين السماء والأرض نهر يسمي نهر الموتي يتجمع فيه الموتي فور خروج الأرواح عند بداية الرحلة إلي السماء..... وفي أنحاء العالم توجد روافد لهذا النهر تتجمع كلها عند بداية النهر في مكان ما بين السماء والأرض ......يخرج الموتي في موكب بدأ مع أول الخليقة ويزداد اتساعا وأعدادا ليواكب الزيادة السكانية في العالم....... والموتي أنواع تختلف في أهميتها وتأثيرها في الحياة وأيضا بعد الموت وأكثر الموتي هامشيون..... وكما لا يهتم أحد بهم في حياتهم لا يذكرون بعد الموت إلا في محيط العائلة ربما عدة أيام فقط وهؤلاء ليس لهم أهمية في الحياة إلا بقدر ما ينفعون أنفسهم أو حتي يعتمدون علي الغير بالإعانة والمساعدة. ....هذا النوع الغالب من الموتي يكون مثل قطرات الماء التي ليس لها تمييز لأنها قطرة من مياه النهر لاتميزها العين في مياه النهر...... ومن الذين فارقوا الحياة ناس كأعواد الثقاب يسبحون علي صفحة النهر... ومن الموتي جذوع مثل جذوع الشجر ترصدهم الأفكار حينا من الزمن القصير..... ومنهم موتي مثل السفن الضخمة يحملها النهر زمنا فنراها بالعين والعقل والقلب شهورا وأعواما..... ويراها كل الأحياء حتى تغيب مع الموجة التي ابتعدت حتي تغيب عن النظر ثم لا يكاد يذكر أحد روعتها ولا جمال بنائها ولا أنوارها....... ومن الموتي من يكون كلؤلؤة حجمها مثل صخرة ثقيلة من الأحجار الكريمة لا تجرفها مياه النهر إلا مترا مترا وتظل أمام العين والعقل والشعور زمنا طويلا جدا سنوات ومئات السنين وآلاف السنين وكلهم تجرفهم مياه نهر الموت الذي ينبع من أرضنا ويصب حيث لا نعلم وكل ساعة في عصرنا هذا يخرج من المنبع 14 ألف ميت من علي ظهر الكرة الأرضية متجهين إلي السماء يتجمعون تحت الأرض لبدء الرحلة الأبدية في توابيت أو بغير توابيت.....الأرض تهضم الأجساد ومهما ابتلعت بأفواهها المفتوحة دائما لا تمتلئ ومهما وضع في حفرة واحدة من المئات لا تجد لهم أثرا ويتحولون إلي لا شيء وتتحول جميع الأجساد إلي غازات تخترق الأرض صاعدة إلي الهواء الذي نستنشقه رويدا رويدا ولا نشعر بها في الأنف ولا نراها بالعين....وتنزل مع المطر فنشربها ونغتسل بها ونزرع بها ما نأكله يعني حضراتكم وأنا معكم نأكل الموتي ونشربهم ونأكل ما أنبتت الأرض من عناصرهم فواكه وخضروات وقمح ومن كل الثمرات........ ونأكل ما أكلهم من الطيور والبقر والغنم والأسماك ..أي أنا في عالم يأكل بعضه بعضا....... ولا تنسوا أن بين الأموات التي نأكلها أصناف أخرى من الكائنات........ وبالطبع إننا سوف نكون من المنجرفين في هذا النهر العظيم الذي ذكرناه في أول المقال والذي يصل ما بين الدنيا والآخرة اليوم أو غدا أو بعد حين فمتي تحملنا أمواج هذا النهر العظيم ؟.... وماذا أعددنا لنكون جبالا من اللؤلؤ أو سفنا ضخمة أو جذوع شجر أو أعواد ثقاب أو قطرات تختفي وسط الأمواج لا تري بالعين ولا تستقر في ذاكرة الأحياء لحظة واحدة
التعليقات (0)