مواضيع اليوم

نهر الحلة .. من ملهم للشعراء الى مكب للنفايات

حيدر البدري

2009-06-05 00:05:11

0

نهر الحلة .. من ملهم للشعراء الى مكب للنفايات


حيدر البدري / خاص بكلكامش

بيك اسمع ونين جرار
متروسة ذهب للروس
يمتة تردلي المحبوس
واتخبل ..
واجيت بيك ..
من جسر(العتيك) .. زروكة
وانبك غاد فوك شريعة الجاموس
واصيحن بيك ..
ريض لا تعوف الحلة يالجاري
يمتة تصير خطاري
واشيم اهل (الكلج) حياك ( عكد البوس)
وانده (سامي المعيدي)
واكله مكيل الجاموس
وارجع بيك اداري
وانده الحلوات ..
ضوة وملفوف بعبايات
بعد لسة الكلب مامات

كلمات قالها بصدق شاعر الحلة موفق محمد واصفا نهر الحلة او كما يحلو لاهالي الحلة تسميته بـ(شط الحلة) .. علاقة روحية غريبة تربط هذا (الشط) بالشعراء والادباء والمفكرين ..
فالنهر الذي يقسم الحلة الى (صوبين) او ضفتين تغار كل منهما من جمال الاخرى صار لدى الكثيرين هو سمة المدينة المميزة بل ربما يتفوق احيانا كثيرة على اسد بابل او الجنائن المعلقة ..
الكل يتذكر قصصا اضحت من تراثيات المدينة ومما يرويه الكبار للصغار فخرا بالمدينة ونهرها .. منها قصة الاديب والاثاري المعروف (احمد سوسة) هذا المهندس الذي يروي الاديب والشاعر (محمد عبد الجليل شعابث) قصته لكلكامش قائلا .. في العهد العثماني اسست سدة الهندية شمال الحلة وعندها قلت مناسيب مياه نهر الفرات يومها ذهب وفد من اهالي الحلة يرأسهم السيد محمد القزويني والذي كان زعيما دينيا وسياسيا للمدينة الى الوالي العثماني مترجيه ان يامر بفتح باعادة فتح سدة الهندية .. وبعد الحاح من الوفد امر الوالي بفتح السدة .. الاديب احمد سوسة كان يمتطي صهوة جواده بقرب السدة وعند فتحها بدأ بالتسابق مع مياه النهر وصولا الى الحلة كحالة من التعبير عن الفرح مبشرا الاهالي بعودة المياه ..
انتهت قصة شعابث ..
اليوم لو كان الوالي العثماني والسيد القزويني وسوسة على قيد الحياة ربما لندموا على قرارهم .. فضفتي ملهم الشعراء والادباء صارت مكبا للنفايات التي تغطيها بشكل قبيح .. الاهالي اكدوا ان الدوائر الخدمية في المحافظة ترمي بفضلاتها في النهر .. والذي يعتبر المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب في المدينة .. وربما المصدر الوحيد لاجمل قصائد الغزل الحلي ..
يقول موفق محمد من قصيدة طويلة عنوانها غزل حلي ..

انا احب الحلة لأني ولدت على بعد
موجتين من نهرها
فسمتني الحبوبة موفقا وقمطتني
بطين النهر
في المساء
اسرجت امي سبع شموع في كتاب
وسيستني بجاري البتول
داعية لي ان لا اكون شاعرا
لان أباها ـ رحمه الله ـ كان شاعرا
لا يطفر من مقلاة الا ليقع في اخرى
اشد وأقلى..
ضيع الصاية والصرّماية وتركهم بلا مأوى
انا احب الحلة فقد علّمني نهرها
القراءة والكتابة
واعارني كتبا ممنوعة
لا اعرف كيف حافظ على الدم المتخثر
فيها وهو الجاري منذ بدء الخليقة
ففي كل موجة دم ونواح
وكأن العراق ام ولد غريق تولول
ناثرة شعرها منذ بدء الشرائع في
الشرايع..
وتيقنت بأنّ النهر نواح الثكالى وأنين
المذبوحين
وان هذا الابيض المشتعل في
امواجه من منبعه الى مصبه شيب
تمشطه القرابين المسفوحة ليل
نهار..
أبعد كل هذا.. لا احب الحلة
أعشقها
وأعشق مجانينها المتأبطين كتبا
من مات منهم ومن بقي على قيد الموت

ابعد كل هذا الا يلتفت احد لنهر الحلة ؟؟؟

احياء حلية

احد شخصيات الحلة الشعبية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !