مواضيع اليوم

نهايه الثوره البرتقاليه الامريكيه

مجدي المصري

2009-10-01 14:44:29

0

 


في العام 2004 عندما أجريت الانتخابات الرئاسيه الاوكرانيه بين فيكتور يوشنكو و يوليا تيموشنكو كفريق ليبرالي من جهه و فيكتور بانوكوفتش ومن خلفه الرئيس السابق كوتشما المنتهيه ولايته كفريق من الحرس الحديدي الماضي والذي تولي الحكم في اوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وحدث تلاعب بالأصوات وكادت أن تعلن النتيجه لصالح الفريق الحديدي وهنا أدخل المرشح فيكتور يوشنكو المستشفي في حاله حرجه مصاب بالتسمم واتهم الفريق المناوئ بالشروع في قتله بالسم …
وهنا خرجت الجماهير الاوكرانيه الي الشوارع في ثوره سميت بالبرتقاليه لتلونها باللون البرتقالي ولم تخمد الثوره الا بعد اعتلاء يوشنكو كرسي الرئاسه وقسمه اليمين الرئاسي وتولي مقاليد الحكم …
الي هنا والأمور كانت تسير في الاتجاه الصحيح وهو اتجاه الليبراليه والتحرر من بقايا الاتحاد السوفييتي القديم وحراسه "الحديديين" ومع الوعود التي قطعها يوشنكو علي نفسه بالانضمام الي الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو واخراج اوكرانيا من أزماتها الماليه المزمنه والنهوض بها واللحاق بركب التقدم الي أخره من الكلمات والمصطلحات التي يجيدها قاده الدول المنهوبه ثرواتها أو التي بها اساءه سافره لاستخدام ثرواتها أو من لا يجيدون سوي الكلام فقط بدون أي أفعال حقيقيه لشعوبهم …
ولكن ما الذي حدث في اوكرانيا خلال الأربع سنوات الماضيه ؟
تغيرت الأمور قليلا فقد تم استبدال اللصوص القدامي بلصوص أخرين جدد وعصابات أخري جديده نهبت البلد بأكثر مما كانت منهوبه من قبل وانهار الائتلاف الحاكم بين الرئيس ورئيسه الوزراء لأن كل منهم له ميوله المتناقضه مع الأخر فرئيسه الوزراء تري أن مصلحه البلاد والعباد مع الجاره والشقيقه الكبري روسيا بينما رئيس الجمهوريه يري أن ماما أمريكا هي خير أم له ولبلاده ولما لا فالمخابرات الامريكيه هي التي خططت ومولت وهولت وجعلت منه ضحيه وأوصلته الي سده الحكم .. وأصل الحكايه كما يرويها من كانوا مقربين من الرئيس في السابق .. الرئيس لم يسمم علي الاطلاق وانما الموضوع كله أن الرئيس أخذ حبه فياجرا مساءا للقيام بواجباته الزوجيه نحو حرم الرئيس ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن يصاب بأزمه قلبيه من الفياجرا وينقل علي أثرها الي المستشفي .. وهنا يحضر عملاء ال "سي اي ايه" سيناريو ساخن من واشنطن دي سي وهو استغلال المناسبه والاعلان عن أن مرشح الرئاسه الليبرالي تم تسميمه من قبل أعداء الليبراليه والديمقراطيه لتخرج الجماهير تغلبها عاطفتها للحفاظ علي الديمقراطيه والليبراليه والملاحظ أنه بعد ذلك لم يجري تحقيق رسمي في موضوع التسمم ولم يتهم أحد بصوره رسميه ...
وفيما بعد تولي يوشنكو الحكم لم تتحسن الأمور بل سائت أكثر وعندما اكتشفت روسيا أن الحكومه الاوكرانيه تسرق الغاز المصدر الي اوروبا في أنابيب عبر الأراضي الاوكرانيه وأوقفت تصدير الغاز الي أوروبا محدثه ازمه في واردات الغاز الاوروبي حتي تم وضع مراقبين أوروبيين علي محطات الضخ لمراقبه اوكرانيا ومنع سرقه الغاز بل وجعلت أسعار الغاز الذي تستهلكه اوكرانيا بالسعر العالمي بعد ان كان بربع الثمن بعد الموقف الذي اتخذه الرئيس الاوكراني ابان الحرب مع جورجيا عندما أرسل صواريخ الدفاع الجوي المنصوبه حول العاصمه كييف الي جورجيا لتضرب بها طائرات روسيا تاركا عاصمته بدون دفاع جوي وكذلك تهديده بطرد سفن الأسطول السوفييتي من موانئ اوكرانيا …
وهنا عجزت اوكرانيا عن سداد ثمن الغاز الذي تستهلكه فاستجارت باوروبا وأمريكا ولكن جائت المساعده في صوره قروض تثقل كاهل الاقتصاد الاوكراني المنهك تماما وليست منح لا ترد …
أما عضويه الاتحاد الاوروبي فقد تم وضع شروط لها لم تنفذها اوكرانيا حتي الأن .. كذلك التقارب الروسي الامريكي الأخير كان من ضمن نتائجه أن كفت أمريكا يدها عن الفناء الخلفي لروسيا وبذلك أصبحت جورجيا واوكرانيا في العراء بعد انحسار الغطاء الامريكي عنهما …
والمحصله النهائيه من كل ذلك هي أن الشعب الاوكراني أحس بالخطأ الفادح الذي اقترفه بانتخاب يوشنكو ومؤازرته حتي تولي مقاليد الأمور وتعالت الأصوات التي تتسائل عن ثروات البلاد المنهوبه وعن تردي الاقتصاد وعن عدم ملاحقه الركب وعن وعن وعن …
وأخيرا تم فتح تحقيق رسمي حول روايه تسميم يوشنكو وسوف تظهر نتائجه بأن الأمر كله كان خدعه كبري تم خداع الشعب بها ومن ثم دغدغه مشاعره بالانفتاح المجاني علي الغرب والارتماء في أحضان أمريكا بدون مقابل وتدفق السياح بالملايين اليها وتحول اوكرانيا الي اوكرانيا العظمي كل ذلك محض هراء وأن اوكرانيا لا تعدوا كونها ورقه أو كارت يمكن اللعب به مع روسيا ثم القاءه علي قارعه الطريق عندما يصبح غير ذي جدوي وأن السياح الذين قدموا الي اوكرانيا قدموا فقط من أجل السياحه الجنسيه وأن المصلحه الحقيقيه لاوكرانيا مع الجاره الشقيقه روسيا وأن العاطفه الامريكيه خادعه ومخادعه …
فعلت الأصوات وتحركت أفئده الناس مطالبه بالتغيير ودفع حساب ما مضي قبل الرحيل …
فقط الأيام القليله القادمه هي ما سوف يكشف كل شيئ والتغيير قادم لا محاله وبسرعه وان كانت الكفه تميل بسرعه جهه رئيسه الوزراء يوليا تيموشنكو التي تملك حنكه سياسيه كبيره وقبول لدي روسيا …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات